مقالات

طريق شجاعة التقدم


دكتور  عبدالناصر علي الفكي -استاذ جامعي

الراصد الإثيوبي- أوغندا 

الأثنين 26 مايو 2024 

المؤتمر التاسيسي لتنسيقية القوي المدنية،تحالف لقوي سياسية ونقابية ،مدنية ، نسوية ،ناشطين ، مثقفين وتحالف قوي اعلان الحرية والتغيير ..كوعاء يجمع بعض السودانيين بغرض ايجاد حل للحرب التي اندلعت في الخامس عشر من ابريل ٢٠٢٣م في العاصمة الخرطوم واجتاحت بعدها معظم مدن وقري السودان ،واحدثت نزوح ولجؤ غير مسبوق في العالم منذ الحرب العالمية الثانية قدرتها عدد من المنظمات الدولية والوطنية ،وحوالي ١٥ مليون مواطن وقتلي تجاوزت ١٥ الف مواطن وانعدام وشلل الخدمات الصحية والتعليمية والغذاء والحياه ، لدولة اصلا كانت تعاني من الهشاشة الاقتصادية والامنية والسياسية والصراع الاجتماعي ، بالذات بعد الانقلاب العسكري في ٢٥ اكتوبر ٢٠٢٢م ، علي النظام الديمقراطي وفترته الانتقالية التي جاءت بثورة سلمية شعبية اسقطت حكومة الانقاذ في ديسمبر ابريل ٢٠١٩ م.

ينعقد المؤتمر في اواخر شهر مايو ٢٠٢٤م في ظل وضع معقد لحرب ضروس وعنيفة تجاوزت كل القوانين الدولية والاعراف والاخلاق المكتسبة وهو مطالب بموقف شجاع بخصوص ايقاف وانهاء الحرب ، وهو ما اعتقد يتطلب بالخروج من وضعية اللون الرمادي ومحاولات الوساطة والتوفيق بين طرفي النزاع ، تلك المحاولة والمبادرة التي فشلت في اقناع الجيش بالاجتماع والجلوس مع قوي تقدم للتفاكر كيفية تجاوز ذلك الواقع السيء .. علي تنسيقية تقدم ، تجاوز مساحة الرقراق وهو مصطلح شعبي يعني الموقف الوسط بين الظل والشمس، الاستمرارية للحرب العبثية والاضرار والدمار والانتهاكات ..
الحرب لن تنتهي الا بتوازن قوة للاطراف المتصارعة تعمل للوصول الي ايقاف الحرب بالتفاوض ..
العدالة والمحاسبة لكل الانتهاكات التي حدثت قبل واثناء وبعد الحرب امر معطي وهو اساس لمستقبل الدولة والمجتمع السوداني ..
ان استمرارية الحرب تعني توالد فطريات مافيا لوردات وتجار الحروب التي تتغذي علي الموت والدمار والنهب المنظم للموارد ، وانتاج نخبوي لتجار وسياسيين فاقدين للانتماء الانساني والوطني بما يهدد المستقبل للسلطة المدنية الديمقراطية، وخاص انها جاءت بعد حكم شمولي تسلطي لمدة ٣٠ عام منذ ١٩٨٩م..
ان تحليل بنية الموقف يشير بوضوح الي ان النظام السابق- الفلول- حدد موقفه بشكل واضح بتوافق مصالحه مع الجيش ويعمل بكل تحشيد ودعم ( كتايب العمل الخاص ، والبراء ، الدفاع الشعبي ) وكل اجهزة الانقاذيين غالبية كوادرها وقيادتها التنفيذية استنفرت عسكريا بغرض قطع الطريق امام عملية التحول المدني الديمقراطي ، وتحاول اعادة النظام المخلوع .
تنسيقية القوي المدنية تقدم في مؤتمرها التاسيسي بالعاصمة الاثيوبية مايو ٢٠٢٤م عليها ان تتقدم نحو ايقاف الحرب واستدامة السلام واعادة بناء الدولة كما وكيفا بالعمل علي ايقاف الحرب و تقصير امدها، وهو ماسيكون القرار التاريخي الشجاع ، تنسيقية تقدم لديها سابق تواصل اثناء التفاهمات حول الاتفاق الاطاري المافؤن وعملية الاصلاح الامني والعسكري للمؤسسة العسكرية الذي وقع في الخامس من ديسمبر ٢٠٢٢م وهو ماوصف حينها بتقارب وجهات النظر حينها بين قوي الحرية والتغيير احد مكونات الاساسية و المؤثرة في تنسيقية تقدم وقوات الدعم السريع .

وتلك العلاقة السابقة كانت بذرة خصبة مهدت الاعلان السياسي ( اديس ابابا ) في الاول من يناير ٢٠٢٤م . حيث توافقا علي قضايا وقف العداءيات وحماية المدنيين وايصال المساعدات الانسانية، وانهاء الحرب وتاسيس الدولة السودانية.

وكذلك الاتفاق علي مشروع خارطة طريق لعملية سياسية تنهي الحرب ، بتشكيل لجنة مشتركة لوقف الحرب وبناء السلام المستدام ومتابعة تنفيذ الاعلان.
علي ان تطرح تنسيقية القوي المدنية تلك التفاهمات الواردة في الاعلان علي القوات المسلحة  ، ماذا حدث بعدها ؟ .
تعذر الالتقاء مع الطرف الاخر الجيش الذي كان يمانع ويصد دعوة – تقدم- ويصر باتهامها بانها تساند الدعم السريع.
وان اعلان تقدم هو مساندة للدعم السريع .
جاء الرد من وزارة الخارجية السودانية في بيان بان اعلان اديس ابابا، هو اتفاق بين الدعم السربع مع مجموعة سياسية مؤيدة له ، مؤكدة بانه قد يمهد لتقسيم البلاد .
وواصل الجنرال عبدالفتاح البرهان: (لامجال للصلح ولا التوصل الي اتفاق مع قوات الدعم السريع ، مؤكدا بان الجيش مستمر في معركته لاسترداد كل السودان) .
كما قال: مالك عقار عضو المجلس السيادي: ( انه اتفاق بين شركاء وان تقدم تمثل الحاضنة المعروفة للدعم السريع ) . وكذلك اعتبر ا. علي عسكوري القيادي بقوي الحرية والتغيير – الكتلة الديمقراطية ( ان تقدم جهة غير محايدة ).
بناء علي راي الجيش ومؤيديه ان تقدم منحازة ، ولاتصلح كوسيط بين الجيش والدعم السريع ، بل وواجه الاعلان بمزيدا من التخوين والاتهامات ، بالرغم من المجهود الشاق والعسير الذي بذل من تنسيقية تقدم في التوصل لاتفاق مع الدعم السريع اعلان ادس ابابا ..
علي تنسبقية تقدم الان
الاسراع نحو ايجاد فرص الحل بما يوصل الي انهاء الحرب بالتفاوض. هناك قوي سياسية وحزبية ومدنية ولجان مقاومة وفاعلين في المجال العام خارج تحالف تقدم لها تاثير ووجود في العمل السياسي ، يجب التعاون والتضامن المشترك في مجال المساعدات والعمل الانساني بما يحقق مصلحة المواطن …
ثانيا: انحياز تقدم كقوي مدنية سياسية للدعم السريع تغيير صحيح نحو السلام المستدام والامن، يوقف تسارع اهوج الاتجاه نحو حرب الاهلية بانضمام مكونات مدنية اختيارية موضوعية (تقدم) سترتب عليها اعادة ضبط التصنيف الاثني والعرقي لاطراف الحرب والخروج من منصة الاستنفار الاثني والقبلي وحينها
ستنتقل الحرب من المربع الاثني القبلي والمناطقي وادواته القتل والكراهية علي الهوية والوجه كوقود يشعل نار العصبية والفوضي التي تهدد التماسك الاجتماعي للمجموعات السودانية.

الي تنوع تعدد اجتماعي ثقافي سياسي ..الخ يتجاوز الحرب والصراع بما يحقق حقوق وواجبات عادلة اساس التعايش والاندماح الاجتماعي وفق قيم التراض والقبول وتعزيز مصالح الجمع المشترك .
ثالثا: القرار الشجاع هو معادلة جديدة تمكن من المشاركة الفاعلة و ادارة مناطق مدنية تشبع حاجات المواطنين في مناطق الدعم السريع ، بما يحقق المحافظة علي الحياة والامن الانساني ..
في عمليات تفاعل اجتماعي توقف مركزية ثقافة سامه تستخدم في صناعة بنيوية للكراهية والاقصاء واصطفاف اثني يهدد التعايش والسلم الاجتماعي صمام الامان لوحدة وتماسك وتعايش تراث وتاريخ مكونات المجتمع السودان.

،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  (To Type in English, deselect the checkbox. Read more here)
زر الذهاب إلى الأعلى
Lingual Support by India Fascinates