الإتحاد الأفريقي يدعم موقف “جوتيريش” من مذابح إسرائيل في غزة .
الراصد الإثيوبي- وكالات
الجمعة 27 أكتوبر 2023
قال رئيس مفوضية الإتحاد الأفريقي ،موسي فقي محمد أمس الخميس ،انه يدعم بشكل كامل الموقف المبدئي والقيادة التي يتمتع بها أنطونيو جوتيريز أمين عام الأمم المتحدة ، و عمل الأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأشار موسي ، ان موقف أنطونيو جوتيريز، يتماشى مع القانون الدولي ومع موقف منظمة المتحدة وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بالقضية الفلسطينية .
وكان جوتيريز قد أثار غضب إسرائيل عندما قال، إن هجمات حماس “لم تحدث من فراغ”، وإن الفلسطينيين تعرضوا إلى “احتلال خانق” على مدى 56 عاما.
وقال في كلمته أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك الثلاثاء، إنه “يشعر بقلق عميق إزاء الانتهاكات الواضحة للقانون الإنساني الدولي التي نشهدها في غزة”.
وأضاف: “حماية المدنيين لا تعني الأمر بإجلاء أكثر من مليون شخص إلى الجنوب، حيث لا مأوى ولا طعام ولا ماء ولا دواء ولا وقود، ثم الاستمرار في قصف الجنوب نفسه”.
وتابع قائلا: “دعوني أكون واضحًا: لا يوجد طرف في نزاع مسلح فوق القانون الإنساني الدولي”.
وأضاف أن معاناة الفلسطينيين لا تبرر هجمات حماس المروعة، وتلك الهجمات لا يمكن أن تبرر العقاب الجماعي للفلسطينيين.
وحذر جوتيريز أمام جلسة لمجلس الأمن، من أن الحرب في غزة قد تنتشر في كامل المنطقة.
وأشار إلى مقتل ما لا يقل عن 35 من موظفي الأمم المتحدة جراء قصف غزة.
وقد عبر متحدث باسم الحكومة الألمانية، الأربعاء، عن ثقة الحكومة في الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريز، وذلك بعد مطالبة سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة باستقالته.
فيما قال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني، إن سوناك لا يتفق مع تعليقات الأمين العام للأمم المتحدة بشأن غزة، ولا يمكن أن يكون هناك أي مبرر لهجوم حماس.
هذا وطالب سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان، باستقالة الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو جوتيريز.
ورد كوهين إيلي الذي كان حاضرًا أيضًا في القاعة، على جوتيريز قائلا: “في أي عالم تعيش؟ بالتأكيد، هذا ليس عالمنا”.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يوم الثلاثاء، إنه لن يجتمع مع الأمين العام للأمم المتحدة، بعد أن انتقد أنطونيو غوتيريز القصف الإسرائيلي على غزة.
وقال كوهين في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، الثلاثاء: “لن أجتمع مع الأمين العام للأمم المتحدة. بعد مذبحة 7 تشرين الأول/ أكتوبر، لا يوجد مكان لمقاربة متوازنة، يجب محو حماس من على وجه الكوكب”.
ودعا السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان غوتيريز إلى “الاستقالة فورًا” بعد تصريحاته.
وكتب إردان على وسائل التواصل الاجتماعي أن غوتيريز “ليس مناسبا لقيادة الأمم المتحدة”.
وأضاف إردان: “الإسرائيليون منزعجون من خطاب الأمين العام الذي قال إن العنف في غزة لم يحدث من فراغ”، وأن الفلسطينيين يتعرضون لـ 56 عامًا من “الاحتلال”.
و تحدث وزير خارجية السلطة الفلسطينية رياض المالكي، في جلسة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حول الشرق الأوسط، يوم الثلاثاء وقال : “يجب أن نكون على نفس الجانب ،كل من يؤمن بالعدالة يعيش في سلام، وفي ضوء القانون الدولي، وقيمة وقدسية الحياة البشرية،وعلينا أن نقف جنبا إلى جنب في هذه اللحظة”.
وأدان المالكي المجازر التي ترتكبها اسرائيل”، مشددا على أنه “من واجب الهيئة وقفها”، ومؤكدا أن “إخفاق مجلس الأمن لا يغتفر”.
وأضاف المالكي “من واجب مجلس الأمن وقف هذه المجازر، كما أن المجتمع الدولي ملزم بموجب القانون الدولي بوقفها، ومن واجبنا الإنساني الجماعي أن نوقفها”، مشدّدا على أن “فشل مجلس الأمن المستمر أمر لا يغتفر”.
وأضاف: “لكن هذا لن يكون ممكنا إلا إذا أدرك الجميع قيمة الحياة الفلسطينية، والحاجة إلى دعم حقوقنا”.
وأكد المالكي أن : “(الرسالة) كانت دائمًا واضحة. لا شيء يمكن أن يبرر قتل المدنيين الإسرائيليين. حسنًا، لا شيء يبرر قتل المدنيين الفلسطينيين”.
وكان رئيس مفوضية الإتحاد الأفريقي قد أكد فى كلمة له أمام قمة السلام في القاهرة : ان الحرب على غزة وما ينتج عنها من تدمير غير مسبوق لاي مدينة في التاريخ، فقتل المدنيين من أطفال ونساء وعجزة ومرضي هو ظرف يستدعي الإحجام عن الكلام والدخول الفعلي في ترتيب الرد المناسب”.
وأشار إلى :”ان الاتحاد الافريقي ومنذ اللحظة الأولى طالب بالوقف الفوري وبدأنا أمس تعبئة الدعم الإنساني من غذاء وماء ودواء، كما دعونا الى مضاعفة جهود التنسيق بين كل مناصري هذا الموقف.
ودعا موسي فقي الى إطلاق سراح الرهائن المدنيين خاصة النساء والأطفال، موجها التحية لجهود دولة قطر في هذا الصدد ونتمني ان توفق في مزيد من الافراج عن الرهائن.
الجدير بالذكر ان أنطونيو جوتيريز تولي منصبه الحالي في الأول من يناير2017، خلفاً لسلفه بان كي مون.
ودرس جوتيريز الفيزياء والهندسة الكهربائية في المعهد العالي للتكنولوجيا التابع لجامعة لشبونة، وتولى التدريس فيه برتبة أستاذ مساعد بعد تخرجه.
بعد قضاء ثلاث سنوات في التدريس في المعهد العالي للتكنولوجيا التابع لجامعة لشبونة، تخلى عن التدريس، وانتقل إلى حلبة السياسة بعد انتسابه إلى صفوف الحزب الاشتراكي البرتغالي في عام 1974.
انتقل جوتيريز (74 عاماً) الذي يتحدث عدة لغات (البرتغالية والإنجليزية والاسبانية والفرنسية) إلى الدبلوماسية الدولية، عندما أصبح مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين من عام 2005 إلى 2015، وهي الفترة التي شهدت أخطر أزمات اللاجئين في العالم، مثل أزمات لاجئي سوريا والعراق وأفغانستان.
وخلال إدارته لمفوضية اللاجئين، تضاءل عدد العاملين في المكتب الرئيسي في جنيف، بينما زاد عددهم في مناطق التوترات والنزعات، مما ساهم في تحسين أداء المنظمة.
وتوجه خلال فترة إدارته أكثر من مرة إلى الدول الأكثر ثراء، مناشداً إياها بعمل المزيد من أجل مساعدة اللاجئين الذين يفرون من مناطق النزاعات.
وأدت الصراعات في سوريا والعراق، والأزمات في جنوب السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى واليمن، إلى زيادة كبيرة في أنشطة المفوضية إذ ارتفع عدد النازحين واللاجئين بسبب الصراعات والاضطهاد والحروب من 38 مليون في عام 2005 إلى 110 مليون نازح ولاجئ في مايو/أيار 2023.
قبل انضمامه إلى المفوضية، أمضى جوتيريز أكثر من 20 عاماً في العمل الحكومي والخدمة العامة في مسقط رأسه ، وشغل منصب رئيس وزراء البرتغال من عام 1995 إلى عام 2002، وخلال هذه الفترة شارك بشكل كبير في الجهود الدولية لحل أزمة تيمور الشرقية.
وكان جوتيريز عضوا في مجلس الدولة البرتغالي من عام 1991 إلى عام 2002.
تم انتخابه نائباً في البرلمان البرتغالي لأول مرة عام 1976 وبقي عضواً في البرلمان لمدة 17 عاماً. ورأس خلال تلك الفترة اللجنة البرلمانية للاقتصاد والمالية والتخطيط، ومن ثم اللجنة البرلمانية لإدارة الأراضي والبلديات والبيئة.
وكان أيضاً زعيماً للمجموعة البرلمانية لحزبه.
كما كان عضواً في الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا في الفترة ما بين عامي 1981 و 1983، حيث رأس لجنة الديموغرافيا والهجرة واللاجئين.
ولسنوات عديدة، كان جوتيريز نشطاً في الاشتراكية الدولية، وهي منظمة دولية تضم الأحزاب الديمقراطية الاشتراكية، وتولى منصب نائب رئيس المنظمة من عام 1992 إلى عام 1999، وشارك في رئاسة اللجنة الأفريقية ثم لجنة التنمية في وقت لاحق في المنظمة.
وشغل منصب رئيس مؤسسة الاشتراكية الدولية من عام 1999 حتى منتصف عام 2005. بالإضافة إلى ذلك، أسس مجلس اللاجئين البرتغالي وكذلك جمعية المستهلكين البرتغاليين، وشغل منصب رئيس مركز العمل الاجتماعي الجامعي، وهي جمعية كانت تنفذ مشاريع التنمية الاجتماعية في الأحياء الفقيرة في لشبونة، في أوائل السبعينيات.
كما أنه عضو في نادي مدريد، وهو عبارة عن تحالف قيادي يضم رؤساء ورؤساء وزراء ديمقراطيين سابقين من جميع أنحاء العالم.