مفاوضات جدة فى مهب الريح
عبدالقادر الحيمي-كاتب سوداني
الراصد الإثيوبي – السودان
الخميس 20 يوليو 2023
لم تؤدى كل جولات مفاوضات جده التى ترعاها كلا من السعودية والولايات المتحدة الا الى هدن هشة قصيرة الامد ، ولم تحقق المفاوضات كما خطط لها وقف اطلاق النار ثم تسوية سياسية لتكوين حكومة انتقالية .
اصلا ميدانيا لم تكن هناك هدن بل استمرت الاشتباكات فى معظمها لاستغلال الدعم السريع الهدن فى اعادة تمركز قواته وتحريكها لتتمركز فى مناطق جديدة مثل المستشفيات ومساكن المواطنين وبعض المواقع السيادية وهو ما تعتبره القوات المسلحة خرق لوقف اطلاق النار وتستمر الاشتباكات.
افادت الانباء ان وفد القوات المسلحة انسحب مرتين من المفاوضات امس واليوم قبل ان يتم اقناعه بمواصلة المفاوضات.
لماذا يرفض الدعم السريع الانسحاب من منازل المواطنين ؟
انسحابه من المنازل يعنى عمليا انتهاء الحرب لذلك يطلب ممثل الدعم السريع تواجد قوات اممية مقابل انسحابهم وهو ما ترفضه القوات المسلحة.
دخول قوات الدعم السريع واحتمائها بمنازل المواطنين والمستشفيات تجنبا لقصف الطيران اعطى لممثل القوات المسلحة ورقة ضغط قوية بخروج قوات الدعم السريع من تلك الاماكن مقابل الموافقة على وقف اطلاق النار
قوات الدعم السريع انهزمت وفقدت قياداتها الرئيسية ومعظم القيادات الميدانية . الفريق اول عبد الرحيم دقلو هناك معلومات مؤكدة عن اصابته اصابة بالغة فى الاسبوع الاول للحرب وبترت رجله اليسرى ثم اختفى تماما رغم الرسائل الصوتية له باستخدام الذكاء الصناعى والتى تصدرها منصة اعلامية فى الخليج والمرجح انه توفى.
القائد الثانى عبد الرحيم دقلو شقيق هرب الى تشاد حيث يتواجد هناك حاليا هناك معلومات مؤكدة تقول انه يفاوض على شروط الاستسلام. وقد التقى عبد الرحيم دقلو فى مدينة ” ام جرس التشادية ” بمندوب كيني وامريكى وخليجى كلا على حده ونقل لهم رغبة الدعم السريع فى خروج آمن مع تأمين لهم دور عسكرى وسياسي لذلك كان اتصال الرئيس الكيني هاتفيا بالبرهان قبل يومين كما اعلنه اعلام القوات المسلحة . فيما يبدو بوضوح ان البرهان لم يوافق لان القوات المسلحة تعتبر ما حدث هو تمرد قامت به قوات الدعم السريع التابعة للقوات المسلحة.
الموقف العملياتى تحقق القوات المسلحة نجاحا مستمرا بعد ان امتصت لاسبوعين صدمة هجوم قوات الدعم السريع على القيادة العامة للقوات المسلحة والقصر الجمهورى ومعسكرات الجيش الخ وشنت هجماتها واستهدفت تسعة معسكرات ضخمة حول الخرطوم للدعم السريع لقطع الامداد عنها وحاليا تشن الهجوم النهائي بقوات ضخمة على معاقل الدعم السريع الاخيرة فى الخرطوم بحرى وبعض مناطق ام درمان وقد بدأت الدعوات للذين نزحوا من الخرطوم للرجوع الى مساكنهم.
فشلت المجموعة السياسية التى تحالفت مع الدعم السريع وامتطت ظهره للوصول للسلطة وتفكيك القوات المسلحة ودمجها فى الدعم السريع كما اعلنوا قبل الحرب وبعد هزيمة الدعم السريع لجأت تلك القوى السياسية لاتباع الالهاء السياسى وتغبيش المشهد بحجم سياسى مزيف للدعم السريع ..
مهمة القوات المسلحة المقدسة الآن هو القضاء على ما تبقا من جيوب التمرد ثم انطلاق العملية السياسية كما اعلن الفريق البرهان وفى الغالب ستكون هناك حكومة كفاءات تدير الفترة الانتقالية وتحضر البلاد للانتخابات.
،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،