اشتباكات عنيفة في الخرطوم بعد ساعة من إنتهاء الهدنة و”إيغاد” تدرس التدخل
الراصد الإثيوبي- هيثم عثمان- السودان
الأثنين12 يونيو 2023
تجددت الاشتباكات يوم أمس الأحد، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في عدد من مواقع بالخرطوم.
ورغم التزام كبير بالهدنة الإنسانية التي استمرت ليوم واحد برعاية الوساطة السعودية الامريكية، سرعان ما انقلبت الأمور رأساً على عقب وانفجرت الجبهات القتالية في العاصمة الخرطوم.
وبعد انتهاء هدنة اليوم الواحد فجر الأحد، وقعت اشتباكات هي الأعنف بين الجانبين في أماكن مختلفة خاصة حول سلاح المدرعات في منطقة الشجرة بالخرطوم.
واندلعت مواجهات بين الجيش والدعم السريع في 15 أبريل الماضي خلفت نحو 900 قتيل وجرح أكثر 5 آلاف وتهجير الملايين من سكان الخرطوم.
واحتدمت المعارك بالمدافع الثقيلة وقصف بالطيران الحربي في المنطقة الصناعية والرميلة بالخرطوم، ومواجهات بالاسلحة الرشاشة والثقيلة في جنوب أم درمان.
وتصاعدت أعمدة الدخان في عدد من المناطق التي شهدت اشتباكات، واستمر في الوقت نفسه، الحريق الضخم لمخزون الغاز والوقود لليوم الخامس علي التوالي جنوبي الخرطوم،وشن الطرفان هجمات في مناطق جديدة في الخرطوم وشرق النيل.
وقصف سلاح الجو السوداني، مواقع تمركز للدعم السريع في جوار جسر الحلفايا وفي منطقة الحاج يوسف.
ونجح الجيش السوداني، في التمركز في جسر الحلفايا من الناحية الشرقية بعد هجوم قاده عبر أكثر من محور.
وامتدت المعارك في مدينة أم درمان ووقعت معارك في مناطق متفرقة، بينما قصف بالمدافع مواقع تمركز للدعم السريع في شارع الستين بالخرطوم.
وسقطت عدة قذائف جراء تبادل القصف بين الجانبين في منطقة الجريف غرب، والازهري، ودارت معارك في أحياء الطائف والرياض.
ووقعت انفجارات متتالية في عدة مواقع بالخرطوم وشرق النيل، وردت قوات الدعم السريع بإطلاق مضادات أرضية بإتجاه طائرات حربية للجيش شنت غارات على مناطق تمركزها،واستمرت المواجهات بين الطرفين في مناطق وسط الخرطوم حتى أحياء القوز والرميلة،واقترب السيناريو الأخطر حيث تسوء الأمور على نحو صادم في مناطق دارفوربغرب السودان .
ومن المنتظر أن تبدأ اليوم الاثنين، قمة ايغاد، في حين توقعاتها تقول أن تتصدر أزمة السودان جدول الأعمال، وتناقش أيضاً الازمة الصومالية وذلك وفق مصادر دبلوماسية سودانية تحدثت للراصد الإثيوبي.
وقال الرئيس الكيني وليم روتو، خلال قمة ثلاثية مصغرة ضمت رؤساء كينيا وجيبوتي وجنوب السودان في العاصمة الجيبوتية، إن الوضع يزداد تعقيدًا، ويجب العمل على انقاذ الشعب السوداني.
من جهته أعرب الرئيس الجيبوتي اسماعيل عمر جيلي، عن قلقه من تداعيات الحرب في السودان، وأكد ان “إيغاد” تدرس جلب طرفي الصراع في السودان لاقناعهم بوقف إطلاق نار دائم.
وعلى صعيد امتداد الصراع في السودان هاجمت قوات تابعة للحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، في ولاية جنوب كردفان أربع مركز للجيش السوداني.
وغرباً قالت الهيئة النقـابية لأطباء ولاية غرب دارفور، في بيان اطلع عليه “الراصد الإثيوبي” إن مدينة الجنينة تشهد مدينة هجمات متتالية خلفت مئات القتلى والجرحى ونزوح الآلاف من منازلهم ومن الملاجئ التي لجؤو إليها خلال الأحداث السابقة.
ونبهت الهيئة إلى انهيار المنظومة الصحية والخدمات المدنية وخروج المنظمات الإنسانية عن الخدمة ومغادرتها للولاية لتتحول عاصمة الولاية إلى مدينة أشباح ليس فيها سوى رائحة الموت في أكبر مأساة إنسانية تشهدها الكرة الأرضية، وسط صمت محلي وإقليمي ودولي مريب- بحسب البيان.
وكشفت الهيئة عن قتل المدنيين وتشريدهم ونهب ممتلكاتهم، الإخفاء القسري والتصفية الجسدية لنشطاء الإعلام والمدافعين عن حقوق الإنسان والمحاميين.
كما لفتت إلى تقييد حركة الأطقم الطبية وإذلالهم بالضرب وحتى مصادرة وسائل الحركة التي يستخدمونها، وقتل كبار السن غير القادرين على حمل السلاح داخل منازلهم وحرمان الناس من الوصول إلى مصادر المياه.
وأطلقت الهيئة نداءًا ومناشدات للضمير الإنساني في كل العالم بالتحرك الفوري لإيقاف تلك الانتهاكات والمجازر.