في زمن التكتلات والائتلافات نحن في أفريقيا نفترق !
أنور إبراهيم – كاتب أثيوبي
الراصد الإثيوبي- أديس ابابا
الإثنين 22 مايو 2023الإثنين 22 مايو 2023
التجارب السابقة في بعض المناطق من العالم أكدت نجاح التكتلات والأئتلافات ، وتكوين أتحادات متعددة حققت نجاحات كبيرة من أجل خدمة الشعوب وتحركاتها ، وتكونت كتل اقتصادية عدة في مناطق من العالم ، لخلق نوع من التكامل الإقتصادي والسياسي بعد دراسات متطورة ساهمت فيها العديد من الجهات والكيانات.
و المناطق الإفريقية تعتبر الأكثر تقاربا فيما بين شعوبها ، في ظل التداخل العرقي والقبلي والثقافي بين مختلف الشعوب الأفريقية ،يمكن أن تكون تلك العناصر أداة متعددة لخلف تكتلات في القارة الأفريقي بين مختلف المكونات الأفريقية ، أيا كانت دول أو حكومات أو شعوب مشتركة من أجل خدمة أنسان المنطقة الأفريقية .
وعلي الرغم من بعض الجهود التي بذلت لإقامة بعض الكيانات السياسية الإقتصادية بين دول ومجموعات القارة الأفريقية ، لكنها تعتبر ضعيفة لا تلبي أحتياجات أنسان القارة الذي يقدر بعضه البعض ويمكن أن يتعايش مع أحلك الظروف ، عبر ألية مدروسة قد تفيد في تقديم خدمات تكاملية من مشاريع وخدمات من أجل نهضة المناطق المتاخمة بين الدول.
وخلال التحركات السابقة للقيادات الأفريقية القديمة ، او مايسمي الليبراليون الجدد ، وهم مجموعات كان لها حراكا كبيرا في أفريقيا في حقبة ما ،كان قد تم تقديم مقترحات ومشاريع أفريقية متعددة من أجل خلق تكتلات أفريقية عدة (النيباد ،الأيغاد ، الإيكواس ….وغيرها من التكتلات والمنظمات الإقليمية )، ولكن بعضها لم يكون موقفا في ترحكاته بسبب التحركات المختلفة داخل أورقة ومنتديات الأفارقة ، والانقسامات التي انتشرت وسط بين المكونات الأفريقية بسبب الهيمنة المتعددة للأنظمة الأفريقية .
فكانت أفكار مثل الولايات المتحدة الأفريقية ، والعملة الأفريقية المشتركة ، وجواز السفر الأفريقي الموحد ،وغيره من المشاريع المختلفة ،وقد كانت تجربة العملة الأفريقية المشتركة ،والتي تعتبر تجربة ناجحة في مناطق وسط أفريقيا وتشترك فيها دول محددة ، ولكنها للأسف البعض يري أنها برعاية دول استعمارية لهذا يتخوف البعض من مثل تلك المشاريع التي يري أنها قد تكون الهدف منها السيطرة علي أقتصادات المناطق الفقيرة علي حساب أنظمة أخرى .
أفريقيا الحالية تحتاج لأفكار وخطط تجعل دولها ومكوناتها الأقتصادية تشترك في العديد من الجهود ، وتكون ائتلافات بين مختلف الدول التي تشترك في العديد من العناصر الحياتية والشعبوية ،والأثنيات والطبيعية والجغرافية ، من أجل خدمة المنطقة ومناطق أخري قد تساعد في توفير العديد من المعينات لها مستقبلا .
وفي ظل تكل التحركات السابقة ، مازال البعض هنا يطالب بالأنفصال لتأسيس كيان يعتبر هو الأصغر والأضعف ، ويبتعد عن الإتحاد وأفكاره والتي قد تحقق مكاسب أكبر داخليا .
فشاهدنا أن عدة مناطق قد انقسمت وشكلت تحديا كبيرا لدول القارة والمنظمات الإقليمية والدولية ، بسبب بعض التحركات التي لم تكن جيدة .