قصف مواقع للدعم السريع ومعارك عنيفة في الخرطوم
الراصد الإثيوبي- هيثم عثمان- السودان
السبت 6 مايو 2023
ينتظر السودانيون بأمل ضئيل التحولات المرنقبة التي من شأنها وقف الحرب والعدائيات الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم منذ 15 أبربل الماضي.
واتهم الجيش اايوم السبت، قوات الدعم السريع، بإطلاق النار على سيارة السفير التركي واحتجازه.
وتسببت المواجهات التي اندلعت منتصف أبربل الماضي، في مقتل أكثر من 400 شخص وإصابة الآلاف وتشريد العشرات من الأسر من منازلهم في الخرطوم.
ودمرت الاشتباكات المسلحة بين الطرفين البنى التحتية في العاصمة وتوقفت غالبية المستشفيات عن الخدمة.
وقالت مصادر سودانية مطلعة للراصد الإثيوبي، إن الوفدين التابعين للطرفين وصلا لمدينة جدة السعودية.
ومن المنتظر أن تبدأ المحادثات غير المباشرة غدٍ الأحد، بقيادة الولايات المتحدة والسعودية والآليتين الثلاثية والرباعية التوسط بين الطرفين.
ويضم وفد الجيش ثلاثة ضباط وسفير، بينما يتألف وفد الدعم من ضابطين وسياسيين ،وتناقش المحادثات غير المباشرة، وقف إطلاق النار ووقف العدائيات وفتح الممرات الإنسانية.
في غضون ذلك، قالت وزارة الخارجية السودانية في بيان، أن رغم سريان الهدنة التي رعتها منظمة الإيقاد اعتبارا من صباح الخميس ٤ مايو، استمرت قوات الدعم السريع، في خرق الهدنة باستهدافها المرافق الصحية والمياه وقطاع الكهرباء دون مراعاة للقانون الدولي وأخلاقيات الحرب، وانتهاك صارخ لحقوق الإنسان الاساسية في الحصول على الخدمات الصحية.
وادانت وزارة الخارجية قيام الدعم السريع يوم الخميس ٤ مايو باحتلال مستشفى الولادة بأم درمان وطرد الطواقم الطبية وإخراج النساء الحوامل ونهب الاموال واتخاذ المستشفى ثكنة عسكرية وفق البيان.
وقالت الوزارة إن قوات الدعم السريع قامت بطرد الأطباء الصيادلة وإغلاق الصيدلية المركزية بالخرطوم الخميس المنصرم، وبذلك حرم المواطنون من الحصول على الأدوية المنفذة للحياة والتي لا تتوفر إلا في الصيدلية المركزية.
واتهمت الوزارة، قوات الدعم السريع باستهداف قطاع الكهرباء بتعطيل المحطة المركزية للتحكم ومنع المهندسين من صيانة خطوط إمداد الكهرباء.
واضاف البيان: “الاستهداف الممنهج لقطاعات الكهرباء والمرافق الصحية واحتلال منازل المواطنين واتخاذهم دروعا بشرية يعتبر من الأعمال الإرهابية وانتهاك صارخ للقانون الدولي الانساني وحقوق الانسان”.
وفي السياق، يعقد مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة يعقد اجتماعا خاصا بالسودان الأربعاء المقبل.
وفي سياق متصل، قال الجيش السوداني في بيان إن جميع ولايات البلاد تشهد هدوءا واستقراراّ أمنياّ عدا أجزاء من العاصمة.
وذكر أن قوات الدعم السريع حاولت معاودة الهجوم على سلاح الإشارة في مدينة بحري، لكن تم التصدي لهم.
واتهم الجيش، قوات الدعم ااسربع بقصف بعض المناطق في محيط منطقة بحري ووسط الخرطوم بما فيها المناطق السكنية.
وأكد احتلال الدعم السربع، مقر الملحقية العسكرية للسفارة السعودية بحي الرياض وتمركزت به قوة على متن 17 عربة مسلحة.
وكشف عن تلقيه بلاغاّ من السفارة التشادية بتعرض مجموعة من المتمردين لهم بمقر السفارة وحاولوا سرقة السيارة الرسمية للسفير إلا أنهم لم يتمكنوا من ذلك.
وبيٌن الجيش انه يرصد استنفار قيادة الدعم السريع لعناصر ومرتزقة غير سودانيين من دول غرب أفريقيا، مما يفسر مظاهر من سلوكياتهم الغريبة على قيم وعادات الشعب السوداني من انتهاك لحرمات البيوت ونهب الممتلكات العامة والخاصة والجنوح إلى تدمير وتخريب المنشآت الحيوية بالبلاد، كما تلاحظ استخدامهم لسيارات مدنية يشتبه أنها مسروقة من مواطنين.
وأعلنت لجنة الأطباء في السودان السبت، ارتفاععدد الوفيات بين المدنيين منذ بداية الاشتباكات إلى 479 وفاة، و2518 حالة إصابة.
وأكدت ان جميع المستشفيات والمرافق الصحية متوقفة في مدينة الجنينة حتى اللحظة،وكشفت في ذات الأثناء، عن حصر 100 وفاة منذ 24 من أبريل، ولا يوجد حصر دقيق لعدد الإصابات إلى الآن.
ويخشى برنامج الأغذية العالمي من أن يعاني 19 مليون شخص الجوع وسوء التغذية خلال الأشهر المقبلة في السودان على خلفية النزاع بين الجيش وقوات الدعم السريع، وفق ما أفاد متحدث باسم الأمم المتحدة.
ونقل فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أن برنامج الأغذية “يتوقع أن عدد الأشخاص الذين يعانون فقدانا حادا في الأمن الغذائي في السودان سيرتفع ما بين مليونين و2,5 مليون شخص”.
وأضاف “في مايو 2023، مع أخذ النزاع الراهن في الاعتبار… يمكننا أن نقدر بأن العدد الإجمالي (لهؤلاء الأشخاص) سيرتفع إلى 19 مليونا في الفترة بين الأشهر الثلاثة والستة المقبلة في حال استمر النزاع”.
ووفق تقرير برنامج الأغذية مطلع 2023، كان 16,8 مليون سوداني من إجمالي عدد السكان المقدر بـ45 مليون نسمة، يعانون انعداما حادا في الأمن الغذائي، بزيادة مليون شخص عن العام الذي سبق.
وحذرت الأمم المتحدة من أن الولايات السودانية الأكثر تأثرا ستكون غرب دافور وكردفان والنيل الأزرق وولاية البحر الأحمر وشمال دارفور.
وأشار التقرير إلى أنه في مارس 2023، كانت 14,8 مليون أسرة سودانية قد باتت عاجزة عن شراء “السلة الغذائية” الأساسية، معتبرا أن ذلك “إحصائية مقلقة بالفعل” بحسب الحرة.