دوي انفجارات وسماع أصوات قذائف بالخرطوم رغم بدء هدنة جديدة
الراصد الإثيوبي- هيثم عثمان -السودان
الثلاثاء 25 أبريل 2023
استمرت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بصفة متقطعة في العاصمة السودانية الخرطوم رغم بدء هدنة جديدة فجر الثلاثاء، لثلاثة أيام برعاية أمريكية وسعودية.
ومن المنتظر ان يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة لمناقشة الأزمة في السودان.
في حين، سمع سكان في مناطق متفرقة بالخرطوم في اليوم الحادي عشر من الاشتباكات، دوي انفجارات وأصوات قذائف، وسط أوضاع معيشية معقدة ونقص حاد في إمدادات المياه والكهرباء.
وشهد محيط القصر الرئاسي في الخرطوم، دوي انفجارات وإطلاق نار وأصوات قذائف في مدينة أم درمان، ومحيط الإذاعة والتلفزيون، مع تحرك واسع للطيران الحربي للجيش.
وأكد شهود عيان للراصد الإثيوبي انفجار قنبلة قرب مبنى الاذاعة السودانية في أم درمان.
كما سقطت 3 راجمات ” دانات” إحداهما في مركز طبي “الرومي” في أم درمان ومنزل مجاور له، وأخرى في الحارة السابعة بالمدينة نفسها. واسفر عن ذلك وقوع سبعة إصابات بمركز “الرومي”.
وأعلن الجيش السوداني في بيان يوم الثلاثاء، تلقيه بلاغات من سفارات عربية واجنبية بتمركز قوات الدعم السريع قرب بعثاتها، بينما شددت مصر إجراءاتها الأمنية حول سفارتها الواقعة بشارع الجمهورية في وسط الخرطوم بعد مقتل نائب المدير الإداري في السفارة أمس الاثنين.
وذكر البيان أن بالرغم من سريان الهدنة لمدة 72 ساعة التى وافقت عليها القوات المسلحة إلا أنها رصدت الكثير من الخروقات التي تقوم بها “المليشيا المتمردة” منذ الساعات الأولى من صباح الثلاثاء.
وأكد الجيش في البيان، إستمرار التحركات العسكرية للمتمردين داخل وخارج العاصمة ومحاولة احتلال مواقع وتقييد تحركات المواطنين، والقيام بحركة كثيفة بمجموعات متفاوتة نحو مصفاة “الجيلي” بالخرطوم بحري بغرض استغلال الهدنة في السيطرة عليها لخلق أزمة في إمدادات الوقود بكامل البلاد .
وكشف الجيش، عن تحرك أرتال عسكرية نحو العاصمة متجهه من غرب السودان إلى مدينة ودبندة – النهود وصولاً إلى الخرطوم، بجانب أرتال أخري من بابنوسة والمجلد وذلك لتنفيذ عمليات عسكرية واسعة النطاق للخرطوم .
وقال إن نشاط مجموعات القناصة التي نشرتها قوات الدعم السريع على أسطح البنايات بمناطق متفرقة من العاصمة والولايات لم تتوقف رغم سريان الهدنة، مع استمرار عمليات سلب ونهب ممتلكات المواطنين والتعرض للمارة أثناء تحركاتهم.
ونوه البيان إلى تعديات كثيرة علي مقرات البعثات الدبلوماسية وإطلاق الأعيرة النارية علي السفارة الهندية بمنطقة العمارات شارع 1، بجانب بلاغات متعددة من سفارات كوريا ، سويسرا، روسيا، إثيوبيا، اليمن، سوريا، المغرب، إسبانيا بتمركزات لقوات المليشيا المتمردة بالقرب من مقرات هذه البعثات وتهشيم كاميرات المراقبة الخارجية بها، بجانب بلاغ السفير الكوري بطلب إخلاء جوي لأفراد جاليته بسبب هجوم المتمردين على منزله، وتحطيم “كرفانات” الحماية خارج مقرات البعثات.
وأضاف أن الجيش تلقى بلاغ من سفارة سلطنة عمان بإحتلال المتمردين لمقر السفارة بالكامل وسرقة عربة تتبع للبعثة.
من جهتها ذكرت قوات الدعم السريع، في بيان يوم الثلاثاء، إن قيادة القوات المسلحة السودانية ومن خلفها كتائب “النظام البائد” تمارس خروقاتها المستمرة للهدنة المعلنة.
واتهم البيان الجيش السوداني، بمهاجمة ارتكاز لقوات الدعم السريع بالقصر الجمهوري بالخرطوم ما يتنافى مع شروط الهدنة الإنسانية التي خصصت لفتح ممرات آمنة.
وفي السياق عينه، أكدت وزارة الخارجية السودانية في تصريح صحفي الثلاثاء، استجابت قيادة القوات المسلحة السودانية لطلب الوساطة السعودية الامريكية لإقرار هدنة جديدة لمدة 72 ساعة اعتبارا من صباح الثلاثاء 25 أبريل وذلك تأكيدًا علي حرصها التام لحماية المدنيين واحترام القانون الدولي الإنساني.
واتهمت الوزارة قوات الدعم السريع بالاستمرار في نهجها باستهداف السفراء والدبلوماسيين ومقار البعثات الدبلوماسية.
في ذات الوقت، كشفت نقابة بالسودان في بيان يوم الثلاثاء، عن ارتفاع حصيلة قتلى الاشتباكات العسكرية إلى 291 و1699 جريح، بينما ذكر مكتب الشؤون الإنسانية في السودان تقليص المساعدات بسبب الظروف الحالية.
وأعلنت وزارة الصحة السودانية تقديم مستلزمات لعدد المستشفيات لمواجهة الوضع الصعب، وأكدت قصف 13 مستشفى في الخرطوم و19 مستشفى تعرضت للإخلا، وتوقف 71 بالمئة من المستشفيات المتاخمة لمناطق الاشتباكات عن الخدمة.
وأوضحت الأمم المتحدة أن أكثر من 20 ألف سوداني فروا إلى دولة تشاد المجاورة بسبب المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وفي سياق متصل، تشهد عدداً من السجون أزمة غذاء ومياه، أيضاً إطلاق سراح عدد من النزلاء في عدد من السجون في الخرطوم، اطلاق سراح 630 من سجن “شالا” في ولاية شمال دارفور مع الإبقاء على المحكومين بالاعدام.