إثيوبيا ، جذور وتفاصيل الأزمات
عمار العركى-كاتب سوداني
الراصد الإثيوبي – السودان
السبت 8 أبريل 2023
* التحولات والتطورات الداخلية الراهنة فى شكل العلاقات التحالفية الإستراتيجية داخل إثيوبيا، التى قامت على فكرة (لإدماج والإزدهار ) على أنقاض فكرة تحالف الجبهة الثورية في إثيوبياوالمكونة من (منظمة الأرومو، حركة الأمهرا،جبهة التقراي ، والقوميات الجنوبية ، منذ توقيع اتفاق السلام الشامل مع ارتريا فى العام 2018م ، حيث كانت قراءتنا وتحليل للاتفاق وتوقعنا فى ذلك الوقت بأن الإتفاق مهدد بالانهيار لعدة أسباب ووقائع زمنية و موضوعية وفق الإستدلال التالى:
* المدة الزمنية الوجيزة لم تكن مقنعة لنا بأن الاتفاق عالج جذور وتفاصيل الأزمة ، حيث أعلن أبي أحمد عن استعداده للجلوس مع الحكومة الإريترية لإنهاء الخلاف عبر الحوار ودعاها لمبادلته نفس الرغبة.
فى يونيو 20018 بادرت الحكومة الإثيوبية بإعلان الرسمي عن إنهاء خلافها الحدودي مع إريتريا وتأكيد الرغبة في التطبيق الكامل لاتفاق الوساطة الموقع في الجزائر العام 2000م لإنهاء النزاع بين البلدين وما توصلت إليه لجنة ترسيم الحدود ، وطلبت أثيوبيا من الحكومة الإريترية تبني الموقف نفسه بلا شروط مسبقة والقبول بدعوتها إلى إحلال السلام ،
* الدكتور أبى أحمد تم تنصيه في فبراير 2018، وبعدها بشهرين اطلق مبادرته الشهيرة للصلح والسلام مع إرتريا فى ابريل 2018، وقبل أن يستوعب المراقبون والمتابعون هذه المفأجاة التى لم تكن فى الحسبان ، كان التوقيع بعد ثلاثة أشهر فقط يوليو 2018م، لقطيعة وخلاف دام 27 عاما ، تخللها حروب ومواجهات عسكرية ، فعدم مناقشة والتطرق لجذور وتفاصيل حقيقة الأزمة كان بمثابة قنبلة مؤقتة تهدد مسيرة الإتفاق ، وقد كان.
– من حيث الموضوع ، قلنا أن إتفاق السلام الشامل بين اثيوبيا وارتريا إعترف بإتفاق الجزائر وأحقية إرتريا فى مثلث بادمبى على الورق ، ولكن الإتفاق لم يحدد الآلية والتنفيذ لهذا الإعتراف بإعتبار أن مثلث بادمبى يقع فى اقليم التقراى المحكوم حينها بسلطة اقليمية من جبهة التقراى – عدو ارتريا التاريخى – والتى لن تعترف باتفاق الجزائر وتتنازل عنه مما قد يؤدى الى مواجهات عسكرية بين ارتريا وحكومة جبهة التقراى ، وقد تحقق ذلك بعد،سنتين من الاتفاق في 2020م.
* الأن ، وبما أن السياسية والتحالفات لا تعترف بالثابت والديمومة ، ودوما فى حالة تحول بحسب المصالح ، كذلك الحرب لا تعترف بالسلام الا فى حالة فشل اى طرف من تحقيق الإنتصار الدائم ، كان إتفاق سلام “بريتوريا” فى نوفمبر العام الماضى ، وهنا أذكر بحديثنا لصحيفة العلم الأثيوبية تعليقا على الإتفاق قلنا. ( حتي يحافظ الاثيوبيين على هذا النصر الدبلوماسي عليهم رفع معدل (الارادة السياسية والثقة بين الطرفين) كمناعة ومقاومة ( للأجسام المضادة) لان ما توفر منها حتى الان غير كافي لحماية وتأمين السلام الوليد ، والذي سيتعرض لتحديات و(استهداف) من جهات واطراف اخرى، لم يشملها الإتفاق ( ارتريا والأمهرا)، وأشرنا في تعليقنا الي ( ضرورة الإلتزام الصارم والجاد والسريع من الطرفين ، فى تنفيذ إستحقاقات الإتفاق ببنوده ال 12 ، كاملة غير منقوصة ، فذلك من شانه رفع معدل الثقة بين الطرفين وتناسى مرارات الحرب من جهة ، وقفل الباب اما اي محاولات افشال وتشويش ، ورجم شيطان التفاصيل)، وقلنا حماية اتفاق السلام مسئولية الطرفين الموقعين عليه ولابد لهم من (التشاور والتنسيق والترتيب ، حتي لا يحدث فراغ ومساحات وتباعد يمكن ان يستغل في تحريك الفتنة وتغذية المخاوف والشكوك من (طرف ثالث) لا يرغب فى، هذا السلام .
* وها هى التفاصيل والجذور التى لم تراعى وتناقش فى اتفاق اثيوبيا ارتريا الشامل ، تطل براسها فى اتفاق أثيوبيا وحبهة التقراى ،مع ملاحظة تبادل المواقع والتحولات ما بين تحالف ارتريا والأمهرا مع الحكومة الأثيوبية ضد جبهة التقراى فى حالة الحرب ، وفى حالة السلم ، نشهد بوادر ومؤشرات لتحالف فى الطريق بين الحكومة الأثيوبية وجبهة التقراى ضد الأمهرا وارتريا
* دوما نقول بان هنالك علاقة كيميائية تفاعلية بين السودان واثيوبيا ، وتشابهات كبيرة وثنائيات متقاربة بين الأنظمة الحاكمة في البلدين ( البشير زيناوى)، كذلك تشابه وتطابق الثورتين المتزامنتين التى أطاحت بالرجلين من السلطة، فالدولتين وبعد التغيير الذى تم فى اثيوبيا 2018 وفى السودان 2019م لم تنعم الدولتين بالاستقرار والسلام الشامل بسبب الخلافات الداخلية والتحالفات السياسية ذات مصالح حزبية او جهوية ، وعدم الإهتمام بجذور وتفاصيل الأزمة ،كل هذا كان خصما على التحالف وإختصاما بين قوى الثورة ( الأرومو والأمهرا) فى إثيوبيا ، و( تحالف الحرية والتغيير) فى السودان.
* خلاصة القول ومنتهاه: –
* اي تحالفات ثنائية وتوافق يُقصى او يُبعد او يُعادى القوى السياسية والإجتماعية لن يُكتب له النجاح ، وسريعا ما يفشل ويعود الوضع للمربع الاول ( مربع الحرب) .
* اذا اردنا مغادرة مربع الحرب نهائيا ، وبناء استقرار وسلام.دائمين حقيقى في السودان وأثيوبيا فليس هنالك مخرج سوى ( حوار وطنى داخلى بدون تدخل اي اطراف خارجية، يستوعب كل القوى السياسية والإجتماعية ، وبالحد الأدنى غالبيتها.
،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،