الراصد الإثيوبي – أديس أبابا
الأربعاء 22 مارس 2023
الصباح من اجمل في الاوقات في بلادنا …….ففي الزهرة الجديدة الأسم الذي يطلق علي اديس اببا ،دائما مايكون بارد في كل الاوقات وفى كل فصول السنة …ففي الصباح تجد الجميع يصحون مبكريين والكل يهرول الى عمله والجميع هنا يتفاءل بالصباح عسي ولعل ان يكون اجمل من سابقة ويكون مكسب اليوم اكبر .
لو استطعت في كل صباح الصود لجبل انطوطو لرايت الزهرة في اجمل والطف واروع مناظرها ورغم برودة الطقس الا ان بعضهم ممن يسكنون اعلى الجبل يكون هذا اجمل الاوقات لجمع الحطب ورعي الماشية والذهاب الى اعمالهم ….ومابين انطوطو والزهرة والصباح علاقة لا تنتهي ومناظرلاتنسي وذكريات جميلة .
الصباح رغم برودته الا ان العمال في بلادي يخرجون مبكرين لعملهم والمزارع لحقله والعامل لموقع عمله والرياضيين وخاصة من الشباب ينهضون مبكريين لينالوا فترة من التدريب التي تنشط اجسامهم والتي عادة ماتكون عقب الصبح مباشرة ولقلة الميادين والملاعب يحاولون استغلال الوقت على الطرقات العامة قبل ان تكتظ بالسيارات والمارة ففي تلك الساعات تتحول كافة الطرقات الى ملاعب رياضية .
يفضل الاثيوبييون السفر صباحا حتي للمسافات القريبة فتجد مواقف البصات السفرية تمتلئ بالمسافرين والمودعين وخاصة ميدان الصليب أو أبيوت كما يحلو للبعض في وسط البلد ،وتجد الرياضيين في هذا الميدان وتجد هنا الباعة المتجولين وهم يحملون بضائعهم التي غالبا ماتكون عبارة عن مشروبات غازية وعصائر وسجائر وحلويات ومياه معدنية وانواع مختلفة من البسكويت ويتقدمون في تسابق الى هذا الميدان وبقية المواقف وهم يدفعون امامهم بعض العجلات ذات الارجل والتي غالبا ماتكون مخلفات لدراجات الاطفال التالفة والتي يتم تجميعها ووضع كرتونة عليها لتكون حمالة متحركة للبضائع وتساعدهم في بيع وتوزيع البضائع التي يحاولون كل صباح ان يوفروا منها لقمة العيش واذا فاتهم الصباح فيكون اليوم قد انتهي ولابد من انتظار صباح اخر حتي يعوضو مافاتهم هذا الصباح .
الصباح هو ذلك الوقت الذي يقوم فيه الفلاح الاثيوبي بحمل محصوله او بعض منتجاته من العسل والدواجل والسمن والالبان ليتحرك على ارجله لمسافة تزيد عن اربعة كيلو ليصل لاحد الاسواق في القري المجاورة (سوق السبت -سوق الخميس-سوق الاحد ) ويبيع تلك البضائع ويحصل على بعض المال وهو في قناعة تامة بما رزقه الله ويشتري بجزء منه بعض مقتنيات اسرته ويعود ظهر اليوم ويكون الجميع فى ترقب لعودته .
في الصباح يصحي الاطفال وهم يستعدون للذهاب الى المدرسة وخاصة اطفال القري الذين تبعد مدارسهم عن ديارهم بمسافات بعيدة وهم يطمحون بتحقيق درجات متقدمة والتي قد تدخلهم الجامعة والتي تعتبر بالنسبىة لهم امل الغد من اجل اسرهم ووطنهم.
وفي الصباح تكون هنالك مفاجات يوم جديد وحلم جديد وواقع جديدوحياة نتمني ان نحقق معها كل ما نتمناه.