سلاطين العفر تاريخ وارث فريد في المنطقة
مريم عبده علي -كاتبة إثيوبية
الراصد الإثيوبي -أديس أبابا
الجمعة 17 مارس 2023
كانت هناك سلطنة وممالك تحكم قبائل العفر منذ قديم الزمان ،فالعفر لهم حضارة عريقة وماضٍ تليد وجذور ضاربة في عمق التاريخ ،وكان لهم نفوذ وسلطان ،و لهم جهود كبيرة لإبراز الهوية العفرية العربية الإسلامية والمحافظة عليها ،و هذه السلطنات لديها أنظمة وقوانين خاصة بها مستقلة استقلالاً تاماً.
والعفريون من مملكة (أوسا) التي كانت مزدهرة في جنوب اليمن و استمر حكمها منذ عام 1000 ق.م حتى 540 ق.م ،وبعد هجرتها إلى الحبشة سمت عاصمتها الجديدة الكائنة في بلاد العفر “أوسا” وهو نفس اسم عاصمتها القديمة،في جنوب الجزيرة العربية ،وارتحلت قومية “العفر” لمنطقة القرن الإفريقي الموقع الحالي التي تعرف بها ،منذ أكثر من4000 سنة ،حيث انتشروا على امتداد المنطقة التى تشغل حالياً دول إريتريا، أثيوبيا، وجيبوتي، وكانوا من ضمن القوميات التى أعتنقت الاسلام ،منذ أوائل القرن العاشر الميلادي نتيجة الإتصال مع التجار العرب.
وأشهر سلاطين هذه الأسرة المعاصرين، السلطان الصالح علي مرح حنفرى، سلطان سلطنة أوسا الراحل ،الذي كان يعد الأب الروحي للعفر في عموم المثلث العفري، وكذلك سلطان سلطنة أوسا السلطان حنفرى علي مرح والسلطان يايو محمد وغيرهم من سلاطين أوسا.
واستغرقت عملية توراث السلطة لدي السلطنات العرفية سنوات طويلة من الازدهار ،وسنوات من الدفاع عن عرق وكيان كان يتعرض للابادة ،وقد تم توزيع الأمة العفرية بين ثلاث دول في منطقة القرن الافريقى.
ولكن الاتفاق كان على بقاء السلطنة تحت امرة زعيمها الروحي السلطان علي مرح ،على ان ينتهي كيان تلك السلطنة الموحد وتذوب اجزاؤها في الدول التي اقتسمتها بعد رحل السلطان .
وهكذا بدأت تلك السلطنة وظل نظام السلاطين يحكم الشعب العفري إلى وقت قريب،وهو نظام يحمل الطابع الإسلامي القبلي، في الوقت الذي يضم فيه الإقليم آثارا إسلامية ومساجد قديمة ومخطوطات يدوية نادرة.
ويشهد التاريخ على أن سلطنة الأوسا لعبت دورً مهمًا، في الحفاظ على التاريخ والتقاليد والوحدة والنظام الإداري لمجتمع عفر لعدة قرون ،و تُعتبر الملكية الرئيسية للعفر وجلهّا حكام العفر ويعترفون لها بالأولوية إلى هذا اليوم .
وقد شهد إقليم عفر مراسم تتويج السلطان أحمد علي مرح حنفري السلطان الـ( 15) لسلطنة أوسا الأسبوع الماضي في مدينة أيسعيتا العفرية ، لاستمرار سلطنة عفار على أساس عاداتها وتقاليدها وهيكلها الإداري.
وهكذا اصبح للعفر في اثيوبيا بموجب القانون والدستور الإثيوبي إقليم يتمتع بالحكم الذاتي المحلي في اطار الدولة الفيدرالية الإثيوبية.
وإقليم العفر في إثيوبيا يعد واحدا من الأقاليم الاحدي عشر ، التي تتمتع بالحكم الذاتي وهو يشكل في مساحته موقعا مهما في الشرق الإثيوبي .
ما ذكرته هو نبذة يسيرة عن تاريخ سلطنة أوسا والممالك العفرية والأسر التي حكمتها وقد ينقصها الكثير من التفاصيل والشرح فالتاريخ العفري مليئ بسير وتاريخ السلاطين والملوك والأمراء والمشايخ والزعماء التاريخيين للأمة العفرية ،ومجال البحوث والدراسات مفتوح أمام الباحثين لمواصلة سرد مسيرة القادة والسلاطين العفريين .
،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،
