قرية شونكي التاريخية لدي شعب  عرقوبا

 أنور إبرا هيم أحمد  -كاتب إثيوبي

الراصد الإثيوبي – أديس أبابا

الخميس 22 ديسمبر 2022

تقع قرية شونكي  التاريخية القديمة على بعد 25 كم شرق مدينة كميسي، بمقاطعة ولو بأقليم امهرا شمال إثيوبيا ،وبالتحديد تقع  في منطقة يطلق عليها جيروتا في مقاطعة  داوا تشيفا ، في منطقة أورومو الخاصة في أقليم أمهرا .

تعتبر القري التي تعود في تأسيسها لقومية عرقوبا  من اكثر المعالم الفنية والمعمارية الجميلة ،   و تظهر هيكل المنازل آثار الحضارة المحلية لهذه  القومية  ويتم استخدام المنطقة كمركز سياحي.

  تاريخ القرية  يعود لأكثر من 900 عام  ،حيث  تعتبر  هذه القرية ” شونكي” القديمة من اهم المعالم  الجمالية و المعمارية الرائع  والفريدة وتمتاز بمناظر ومعالم متدرجة لمنازلها التي بنيت في شكل مدرجات  ومساجدها التاريخية الأثرية الفريدة .

استخدم مجتمع عرقوبا  الحجر لبناء هذه القرية القديمة و مسجد  مبني على أرض جبلية ، مما يجعله  مظهرًا من مظاهر الفن الأثري القديم .

يعد المسجد القديم أو الركن في القرية مكانًا تاريخيًا كان بمثابة مؤسسة تعليمية إسلامية ولا يزال يقدم خدماته حتي يومنا هذا بذات النمط، لا سيما أنه أحد المناطق التي  أنتشر فيها الإسلام لأول مرة منذ عقود طويلة .

تتميز قرية ومسجد شونكي بطراز معماري فريد من نوعه وهي مبنية على جبل مرتفع ، و مناظره توحي بانها مدرجات بنيت بطريقة خاصة جدا .

و الهيكل السكني لقرية شونكي أحد الميزات الفريدة وخاصة للزائر لتلك المنطقة ،وهنالك زوار يفدون للمنطقة من وقت لأخر ، للوقوف علي المعالم الأثرية لبناء المنزل التقليدي لقومية عرقوبا .

تم بناء جدران منازل قري شونكي في منطقة  عرقوبا  التاريخية بتوجيه من المتخصصين ، وتصطف الزوايا الأربع بالحجارة الجميلة المنحوتة ، والتربة المختارة بصورة جيدة ومهنية عالية وأعمدة مصنوعة من الإسمنت واللبن الخاص .

كانت تستخدم قومية عرقوبا  السقف الخارجي للمنزل كحديقة ولتجفيف الحبوب وبعض الأطعمة الخاصة بهم .

ظل موقع شونكي الطبوغرافي والوضع المجتمعي مكان رعاية واهتمام من قبل أفراد قومية عرقوبا ، حيث حافظ أفراد مجتمع عرقوبا  في قرية شونكي  على ثقافتهم ولغتهم وآثار حضارتهم من خلال الترويج لبناء مبنى تقليدي يشبه التجمعات المنفصلة ،والحفاظ عليه للأجيال القادمة واستخدامه  كمركز سياحي  للتعريف بأرث القومية وثقافتها العريقة .

قومية عرقوبا

تعتبر قومية عرقوبا من القوميات التي تتواجد في أقليم أمهرابشمال إثيوبيا ،وتمتلك القومية أهم المعالم الأثرية التاريخية العديدة والتي يتميز بها شعب عرقوبا ،وتعرف أحدي هذه المعالم ب”قرية شونكي “هي أحدي القري التي بنيت من قبل شعب عرقوبا لعرض الفن المعماري  والحضاري لقومية عرقوبا العريقة .

وتعني كلمة  عرقوبا ،والتي أطلقت علي أسم القومية العريقة  “عرقوبا”    احدي القوميات التي تتواجد في أقليم أمهرا ،  ويقال  أن كلمة عرقوبا تعني محليا “عرب قبا ”  وهي بمعني “دخول العرب”.  .

 كانت هنالك ممالك وحضارات متعددة نشأت في تلك المنطقة ، حتي أطلق علي شعب تلك المناطق أسماء مختلفة ترتبط بسماء الممالك التي كانت تحكم المنطقة خلال القرون السابقة حيث كانت المنطقة لأعرق الحضارات والممالك الإسلامية  مثل  ،  جبرتا ، وإيفات ، إلخ .

وتتحدث قوميةعرقوبا بلغة خاصة بهم  بالأضافة للأورومية  والأمهرية وإلى حد ما اللغة  العربية بالأضافة للغات أخري حسب التصاهر والتماذج والتواصل مع الشعوب المحيطة بهم في المنطقة .

  يقول بعض المؤرخين وأعضاء من مجموعة عرقوبا  الإثنية ،أن عرقوبا  لديهم صلة أنساب مع المهاجرين الذين أتوا إلى أرض الحبشة في القرن السابع  الميلادي ، وهنا يخصون بالذكر هجرة الصحابة الكرام  الي أرض الحبشة .

معالم شونكي

شونكي هي قرية قديمة بها منازل مصنوعة بشكل جميل من الخشب والحجر والطين على أرض مرتفعة.

يبدوا منظر القرية من علي البعد وكذلك قمة الجبل جذابا للغاية،وتظهر  معالمه الجمالية بصورة مميزة ،وتظهرعلي شكل مدرجات متراصة بعضها فوق بعض ،ويمكن النظر لقرية  شونكي من الطريق المؤدي إلى القرية.

 علي الرغم من أن  الطريق وعرة ومحاطة بالغابات،الإ أن هذا لم يمنع شعب القومية من بناء القرية في هذا الموقع ،  أقيمت معظم قرى ومساجد عرقوبا في أماكن معزولة ومرتفعة (جبال) ، لذا فإن موقعها يجذب العين ويجذب الباحثين عن الجمال والفن المعماري الفريد في الهضبة الإثيوبية .

أن شعب عرقوبا يمتلك العديد من المساجد التاريخية والأثرية القديمة   ، حيث يحافظون على دينهم وتاريخهم وتقاليدهم وثقافتهم.

و مسجد شونكي  احد هذه المعالم الأثرية والدينية الفريدة ،وقد  تم بناء مسجد شونكي على شكل مستطيل،والسقف مغطى بجذوع الأشجار الطويلة، السطح مملوء بالتربة والطين  ،ويستخدم  السطح كمكان للتخزين.

  الجدار مبني من حجارة متشابكةبعضها فوق بعض  ،وكذلك  البيوت  مبنية بنفس الطريقة وتحيط بالمسجد.

تم العثور على العديد من المواد المفيدة أيضًا في المساجد القديمة والتاريخية،و لقد زار المنطقة عدد من الخبرا والباحثين خلال العقود الماضية .

 قرية شونكي هي واحدة من أقدم مواقع التراث الإسلامي وأكثرها إثارة للإعجاب في إثيوبيا وهي تراث فرد  يزيد عمره عن 900 عام.