وهج الفكرة : تراجع ثورة السودان التراكمية
حذيفة زكريا محمد-كاتب سوداني
الراصد الإثيوبي- السودان
الثلاثاء 20 ديسمبر 2022
إن أهم أسباب تراجع نجاح الثورة التراكمية بالسودان هو عدم تهيئة البديل لما بعد الثورة، فغالبية قيادة الصف الثوري كانت رؤيتهم تقف عند إسقاط النظام فقط بالإضافة إلى حالة التشاكس الكبير الذي لازم السقوط ومحاولة الكثير من الجهات إختطاف المشهد السياسي و الإنفراد بالسلطة وحصر الثورة في ثورة ديسمبر فقط مع تناسي الثورة التراكمية الكبرى التي لها تأثيرها المباشر والكبير في إسقاط النظام وإتاحة الفرصة لكثير من الدول بالتدخل في السياسة السودانية، أضف إلى ذلك أن الكثير من قيادات المنظومة السياسية بالبلاد ظنت بأن سقوط النظام سيليه مباشرة توزيع الثروات والسلطة وتوفير حياة كريمة ممتلئة بالرفاهية لها ولأحزابها وواجهاتها السياسية .
ثمة أسباب كثيرة لا حصر لها لما وصلنا إليه من مآلات وكثيرون منا فكروا وناقشوا ونظروا لها ليبقى الواقع يشير إلى الفرقة والتشرذم والمحاصصة و إنعدام الخبرة ونقص التجربة
لم نتمكن من بناء الثقة بيننا لا كأبناء ثورة ولا كمعارضين سياسيين ولا كأحزاب وجماعات وتيارات وشباب هناك
ثمة خلل حقيقي في نمط التفكير وفي السلوك الجمعي و السلوك الفردي أيضاً .
لماذا لم نستطع صياغة خطاب موحد أو بناء مؤسسات سياسية حقيقية أو العمل على توحيد الخطاب الثوري والشارع معاً على الأقل لتفادي حالة الفشل الواضح والناتج عن الأسباب المسبقة، فالثورة السودانية التراكمية لم تفشل من تلقاء ذاتها أو لأسباب تخصها أو تتعلق بطبيعتها وبالظروف المحيطة بها فقط بل فشلت لأنها لم تجد قادة قادرين على إستثمارها وإستثمار غضب صناعها ووقودها وإتاحة الفرصة للشباب بشكل صحيح بل تم تحويلها إلى مكاسب سياسية وشخصية .
،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،