تحديات إنسداد الأفق السياسي السوداني

حذيفة زكريا محمد -كاتب سوداني

الراصد الإثيوبي- أديس أبابا

الجمعة 28 أكتوبر 2022

إنسداد سياسي غير مسبوق تشهده الساحة السودانية ذات الثورات التراكمية عبر مساحات الوطن الواسع بأقاليمه وإمتداده الكبير المتخم بالجراحات والتضحية وهذا الإنسداد و التشظي نتيجة وقوع الأطراف السياسية في مصيدة الإنحراف عن أهداف الثورة التراكمية التي تتطلب حمل السودان على كفة واحدة والوقوف عليه على مسافة واحدة مع إتاحة فرص المشاركة لجميع أبناءه في السلطة و إتخاذ القرار السياسي والإهتمام بقضايا الأقاليم والولايات والقرى والفرقان والبوادي .

لقد تحول الواقع إلى مجرد أداة للإقصاء وشرعنة الشيطنة لكثير من الواجهات السياسية و التنظيمية وأطراف العملية السلمية والشباب كل ذلك نتيجة لمحاولة سيطرة بعض الجهات السياسية ذات الإيديولوجية التي تحاول قيادة السودان لوحدها عبر وساطات خارجية تسعى في إحكام القبضة على السودان والتحكم فيه متجاوزة بذلك التعددية و معتمدة على أن السودان الكبير هو الخرطوم فقط، إذاً نحن أمام تداعيات خطيرة جداً على مستقبل البلاد كلها ولزاماً علينا أن ندق ناقوس الخطر للشباب والساسة و الأحزاب وأطراف العملية السلمية وقوى النضال الحاملة للسلاح على ضرورة إستشعار المخاطر و أن تنجز شيئاً يستحق أن يكون معبراً عن وطن يتطلع لمستقبل مشرق يتحرر من تدخل السفارات الأجنبية والعملاء .

اليوم ما نحن بحاجة إليه والوطن هو خلق صحوة مجتمعية واسعة وفاعلة قادرة على كبح جماح هذا الإنهيار الشامل الناتج بسبب عدم الوفاق السياسي و ترميم ما تبقى من الوطن حتى يستعيد الوطن عافيته لأننا بتلك المعطيات سنخسر الوطن ونأسس لفتح الباب أمام قوى خارجية تعمل في تحقيق أطماع الخارج و لابد من مواقف حازمة وعزم لا يلين ورؤية وطنية تنتصر للمستقبل وللإنسان الذي تكالبت عليه الظروف والأعداء من الداخل والخارج .

إننا من واقع تفرضه التحديات والمواقف نناشد أصحاب الضمائر الحية ومن لديهم تأثير على محيطهم وقادرين على إتخاذ مواقف تناهض الأطماع وسياسات الدول الخارجية وأطماعها أن يستجيبوا لنداء الضمير ويوحدون صفوفهم حتى يتجاوز الوطن تحدياته الخطيرة وأن نخلص جميعاً النوايا ونرفض المغريات حتى ننتصر للوطن بعيداً عن المحاصصات والمناطقية وحب الإنفراد بالسلطة ولابد لنا من العمل حتى يعيش السودان حراً مستقلاً بسيادة وطنية حقيقية يتقدمها الأحرار الشرفاء بمشاركة كل ألوان الطيف السوداني حتى يقطع الطريق أمام الأعداء في الداخل والخارج .

،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،