مميزات أفريقيا وطرق نهضتها
حذيفة زكريا محمد -كاتب سوداني
الراصد الإثيوبي- أديس ابابا
الثلاثاء 18 أكتوبر 2022
أفريقيا لم تكون فقيرة مطلقاً ولكنها بحاجة إلى روابط أواصر الإخاء الداخلية في كل دولة منها مع تشبيك تلك العلاقة فيما بينها على إمتداد القارة والخروج من دوامة الصراعات الإيديولوجية والتوافق حول مشروعات وطنية سياسية ذات أولوية تتناسب مع شعب كل دولة على حدى بالإضافة إلى التشبع بروح الوطنية، فالقارة التي يعيش أغلب سكانها الفقر لا تخلو من الثروات الطبيعية والموارد المعدنية والمياه والمساحات الواسعة ذات الأرض الخصبة والمناخ المتنوع .
ولعل الثروات والموارد هي السبب الرئيس في تمسك الكثير من دول العالم بالقارة، ووضعها بشكل دائم تحت وصاية دولية والسعي الجاد نحو تفكيك نسيجها الإجتماعي والسياسي وخلق الصراعات السياسية والعسكرية بشكل دائم حتى تعيش القارة في دوامة الصراعات والحروب التي بدورها تقود إلى سفك دماء أبناء وشباب الدولة الواحدة ليكون الثمن فقدان أرواح الشباب الذي بإمكانه تطوير ونهضة القارة ومواكبة الحداثة العالمية .
أفريقيا تمتلك البترول والغاز الطبيعي وساهمت مساهمة فعالة في توفير إحتياطي النفط العالمي بطرق مشروعة رغم أن هناك طرق أخرى وسياسات جعلت منها ضحية لسرقة ممتلكاتها ومواردها .
أفريقيا التي تحتضن السودان وإثيوبيا و نيجيريا و مصر والجزائر وليبيا وأنجولا وجنوب أفريقيا وغينيا الإستوائية والجابون والكونغو وما تتميز بها تلك الدول من ثروة نفطية تتطلب إدراك شعوبها لتلك المقومات والسعي الجاد نحو الوصول إلى إستقرار سياسي يأسس لنظام وطني يغلق الباب أمام أي مطامع أو أجندة خارجية لتعبر أفريقيا وتتطور أمنياً وإقتصادياً وفي مجالات الصحة والتعليم والعلاقات بعيداً عن الذي يجري الآن
التدخلات الخارجية في أفريقيا ستعمق الخلافات والنزاعات أكثر فأكثر، الأمر الذي يفرض على شعوب وحكومات القارة العمل بطريقة عاجلة لإعادة أطراف النزاع في أي دولة إلى مائدة المفاوضات للوصول إلى حل سياسي يحفظ وحدة الدول الأفريقية وسيادتها .
آن الأوان أن تتجاوز دول أفريقيا محنتها وأن تتوحد جهود جميع أبناءها من أجل الحلول السلمية في الدول التي تعيش تحديات سياسية تساهم في حقن الدماء ويحقق الديمقراطية لبلادهم والأمن والسلام للمنطقة .
،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،