أزمة السودان والتدخلات الخارجية
حذيفة زكريا محمد
كاتب سوداني
الراصد الإثيوبي- أديس أبابا
الإثنين 10 أكتوبر 2022
تبدو الأزمة السياسية المندلعة في السودان عقب نجاح الثورة التراكمية هي أزمة محاولة بعض الجهات السياسية في مواصلة الإقصاء الممنهج والإنفراد بالقرار السياسي و فرض أيديولوجية سياسية معينة و جعل المركز وحده الناهى والآمر والتعامل مع جميع قضايا البلاد السياسية والإجتماعية والأمنية وفق تقديرات المركز مع تجاهل أقاليم الوطن الكبير وأجسامه السياسية والثورية والعمل وفق أجندة خارجية تسعى إلى تفكيك السودان ، وبلا شك أن تلك التصرفات تعمق التحديات التي عاشها السودان طيلة عقود من صراعات سياسية وتهميش وعدم قراءة الواقع السوداني بطريقة منطقية تشمل الوطن أجمع .
الوضعية الكارثية التي يمر بها السودان تحتاج إلى وجود إجماع وتوافق سوداني يُحمل ساسة البلد مسؤولية تردي الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية و الأمنية ومشكلات النزوح واللجوء الذي تعاني منه مناطق الأقاليم المتنوعة التي أصبحت ضحية لتشاكس القوى السياسية بالمركز .
مشكلة السودان داخلية بحتة وعمق الأزمة هو نتاج لخلافات داخلية أملتها صراعات أجندات خارجية متعددة الأبعاد تأبى مغادرة جسد السودان الذي ميزه الله بثروات عظيمة وأرض خصبة .
إن الأزمة الحالية في السودان ليست نتاج عقم داخلي فقط بل المعضلة تتعلق بأجندات خارجية تتقاطع وتتنافر، بحيث تمنع إرساء صيغة الإستقرار بالسودان يقابل ذلك أنانية الساسة وحبهم للمصالح الشخصية والحزبية، الأمر الذي شجع الأجندة الخارجية دائماً تكسب مقابل الأجندة الوطنية التي يتم شيطنتها مع سبق الإصرار .
هذا الوطن يحتاج إلى إدراك مشكلاته بطريقة حقيقة مع التحرر من مفهوم العاصمة الكل في الكل فكل اجزائه لنا وطن وجميعنا
سواسية نسعى ونتعامل ونتعاطي مع تحديات البلاد حتى يتثنى لنا الخروج بها إلى بر الأمان .
،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،