معتز بركات – كاتب سوداني
السبت 24 سبتمبر 2022
كلما نظرت لتسابق دول العالم المحموم للاستثمار في أفريقيا أدركت اننا نغط في سبات عميق لأن قادة تلك الدول ببساطة شديدة يدركون جيدآ حجم الموارد والفرص الاستثمارية المتاحة في افريقيا أكثر من الأفارقة أنفسهم.
القارة السمراء غنية بكل ما يحتاجه العالم من ثروات زراعية وحيوانية ضخمة إلى جانب الموارد الطبيعية الأخرى البشرية والمائية ومصادر طاقة متنوعة و متجددة و لكن للأسف الشديد أفريقيا مصابة بداء عضال يسمى لعنة الموارد.
لن تنهض أفريقيا من كبوتها إلا بالقضاء على كافة أشكال الفساد وتمكين و توظيف الشباب و المرأة واحترام حقوق مواطنيها في التعبير عن رأيهم في قضاياهم المختلفة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية إلى جانب سيادة حكم القانون والحكم الرشيد والتداول السلمي للسلطة عبر ممارسة راشدة.
في كل يوم تفقد أفريقيا ثلة من شبابها غرقا أو عطشا في هجرة غير شرعية بسبب عدم وجود فرص عمل في بلدانهم للشباب الذي يمضي في مغامرة غير محسوبة النتائج يفقد بسببها روحه ،و الذي ينجو من شبح الموت يصبح مواطنا لتلك الدولة التي توظف طاقته لصالحها هذا طبعاً بعد اكتشاف قدراته.
هنالك نماذج مشرقة في افريقيا لتجارب حقيقية تؤكد أنه رغم التحديات العريضة فإن الأمل موجود في مستقبل واعد بكل الخير
. شاهدت تجربة إثيوبيا في مشاريع توظيف واسكان الشباب مشروعات تؤكد اهتمام الدولة بقضايا شبابها الذي يمثل الحاضر بكل تحدياته و المستقبل بكل آماله. مشروعات طموحة إذا استمرت بذات النسق سوف يكون لها تأثير إيجابي كبير على الحياة في إثيوبيا.
الخطوة الأخيرة المطلوب فقط من قادة الدول الأفريقية إتاحة الفرصة للشباب للمشاركة الفاعلة في بناء و تنمية بلدانهم من خلال تعليم جيد وتدريب عملي متقدم يجعلهم أكثر تأهيلا وقدرة على البناء.
،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،
