مقالات

بعد فرحة تقدم الأزرق الوهاج  ….مدني ترسم  الفرح الأكبر

أنور إبراهيم –كاتب إثيوبي

الراصد الإثيوبي -أديس أبابا 

الأثنين 13يناير 2025

مع تزايد  حالات الحزن والغضب في السودان  مؤخرا ،بسبب الحرب التي اندلعت وقضت علي الأخضر واليابس ،وهجرت المواطنين وكشفت كل ماهو قاسي تجاه السودان وشعبه  وتخازل الجميع في الوقوف الي جانب السودانيين في محنتهم  عربا وعجما …..والخ .

وفي وقت فقد فيه السودانيين الأمل في العودة لوطن  دمرت كافة مؤسسات ومدنه الكبيرة ومقوماته التحتية ،وقتل من قتل ونهبت كل الثروات الخاصة بالمواطنين ،مما خلق مأساة لا مثيل لها في المنطقة الأفريقية .

ومع أنتشار السم القاتل “التفرقة والشتات” في مدن السودان ،وبل كل في مجتمع محلي من خلال نشر مجموعات “ياجوج وماجوج ”  والتي نهبت وسرقت وقتلت ودمرت وأغتصبت وعملت أكبر فتنة في نسيج المجتمع السوداني ، الذي كان أكثر المجتمعات تعايشا وتسامحا ليس فيما بينهم  ،بل حتي الغريب كان يعيش في تلك الأرض بسلام  .

 بلد ظل ملجأ اللاجئين والفارين من جحيم الحرب من دول الجوار السوداني ، وكان يفتح أبوابه لسياسي وشعوبا  ظلت مقهورة لفترات طويلة ، وفي محنته لم يجد من يقف الي جواره …..!

ولكن يأبي القدر الإ أن يكون هنالك  شعاع من الفرح يستحقه هذا الشعب، وعلى الرغم من الماٍسي والصراع كانت فرحة صغيرة ترسم الأبتسامة وسط السودانيين ، وهي الفرحة التي تمثلت في صعود فريق الهلال السوداني  خلال مشاركته في دوري أبطال إفريقيا، وهي فرحة جأت بعزيمة شباب حاولوا بكل جهدهم علي الرغم من الصعاب والتحدي أن يرسموا بعض الأبتسامة والفرح لدي السودانيين ، بل رسموا لوحة أبهرت الجميع  وخاصة من كان لهم راي في الكرة السودانية ، وبات لسان حالهم تعجبا يصيح  “الهلال  السوداني …معقولة وفي هذا الوقت “.

لتأتي انتصارات أخرى  من قبل  الجيش السوداني بأستعادة   “واد مدني ” ، حاضرة ولاية الجزيرة الخضراء لتضيف الفرحة الي الشعب في وقت كان الجميع ينزف حزنا ويبكي دما وحسرات .

لتكون رسالة الشعب الي الجميع وخاصة من تخلي عنهم في أوقات المحن ،سنعيدها لذكراها الأولي ، لنسمع  ونحن نشاهد  الفرح والأنتصار صوت السيرة والربابة والطمبور  والعرضة ، والزغاريد لتعود مرة أخري بقوة في اجواء السودان وشوارعه المكلومة لتؤكد أن الفرح لا محالة عائدا لتلك الشعوب ، مع تحرير مدني عادت الأمال للكثيرين بأن السودان عائد بكل ماله من حياة وتعايش …..والخ .

مدني التي كانت لي فيها ذكريات لن أنساه أبدا  ، وكنت قد  درست فيها مراحل مختلفة من حياتي الدراسية  ،سنوات ثلاثة قضيتها ما بين  مدرسة المزاد الأبتدائية ومدرسة شدو المتوسطة وتجارب الدورات المدرسية والحياة الطلابية الجميلة في مدينة تزخر بالحياة والجمال، لما لا وهي مدينة الفن  والشعر والرياضة وغيرها ، ولم أنسي طريق السوق الصغير والكبير وحي الدرجة والمزاد والحلة الجديدة  ،وذكريات طفولة في أوقات خريفها  عندما تملأ طرقاتها بالمياه  ….وحركة الباعة المتجولين علي طرقاتها وهم يبيعون كل الأطعمة منها مالذ وطاب ” البليلة و الأقاشي وقصب السكر وأبداعات الأنسان السوداني البسيط  ” ، واستاده الصغير في وسط  المدينة والتنافس بين اتحاد  والأهلي  والتي تعتبر من الفرق الرائدة في الكرة السودانية  .

المهم في الأمر أن الفرحة عادت مرة أخري للسودان ،من خلال انتصارات وصعود الأزرق الوهاج  “هلال الملايين ” ، وأنتصارات جيشه وتحرير أرض الجزيرة وقلب المحنة “وادي مدني”  ……… وعقبال الفرح القادم والأكبر ………………والتحية من الزهرة الجديدة أديس أبابا .

،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،

ليبيا ورحلة تجار البشر وعبودية الأفارقة – الراصد الاثيوبي – ETHIO MONITOR

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  (To Type in English, deselect the checkbox. Read more here)
زر الذهاب إلى الأعلى
Lingual Support by India Fascinates