رحيل الرفيق دينق أكوج إلي عالم الخلود
سعد محمد عبدالله-كاتب سوداني
الراصد الإثيوبي -السودان
الأثنين 16 ديسمبر 2024
فجعنا بنبأ رحيل رفيقنا الأستاذ الكاتب الصحفي والسياسي والبرلماني ”الجنوب سوداني“ دينق أكوج إلي الأمجاد السماوية بمستشفى ”اغا خان بنيروبي“؛ بعد سنوات قضاها مناضلاً علي مسارح السياسة والثقافة، وشارك بفاعلية في بناء الحركة الشعبية وتأسيس جنوب السودان بعد الإنفصال عن السودان، وقد إحتفظ أكوج بتلك الصِلات التاريخية التي عضدت عنده محبة رفاقه والسودانيين من الشمال إلي الجنوب، ولم يتوقف قلمه عن ترجمة ذكرياته ومشاعره تجاه ما يؤمن به؛ معبرًا عن ما يراه من أحداث وتحولات في كافة الأصعدة أو ما يتمناه للسودان وجنوب السودان.
نزل نبأ رحيل الرفيق دينق أكوج رعدًا من الحزن والأسى داويًا علي قلوبنا وعقولنا، وقد أعاد أمامي شريط طويل من تاريخ تعارفنا وتواصلنا منذ سنوات في ولاية الخرطوم بمقر صحيفة ”أجراس الحرية“ مع الأستاذ الصحفي ياي جوزيف وآخرين، وتذكرت زيارات أكوج لولاية سنار، ولم تغيب عن ذهني صورته وصوته وهو يتحدث في واحدة من الندوات السياسية المهمة التي لن أنساها أبدًا حول تطبيق إتفاقية نيفاشا للسلام، أقامها مع الراحل وليام قوبيك وغيره من قيادات التنظيم بدار الحركة الشعبية في محلية سنار، شارع الدكاترة؛ في نهايات عام ٢٠٠٧م، وتوطد تواصلنا من خلال زيارات أكوج للوحدة الإدارية مايرنو وفي مواقع ومواسم آخرى، وكان الراحل أكوج مناضلاً ومفكرًا نبيلاً، وكان محبًا لشعوب الشمال والجنوب معًا.
لم ينقطع تواصلنا مع أكوج رغم إنفصال جنوب السودان عن السودان، وفي مدينة جوبا التي ولدت فيها وغادرتها بسبب حرب الجنوب ثم عدت إليها بعد سنوات مع وفد الحركة الشعبية-شمال للمفاوضات إلتقيت برفيقنا أكوج بفندق ”بألم افريكا“ الذي يُعد شاهدًا علي حلقات تاريخية من صناعة سلام السودان، وفي ذلك اللقاء بذلنا طاقتنا لإستعادة ذكريات الخرطوم وسنار ومايرنو التي تذكر فيها الرفيق أكوج شخصيات ومعالم زارها وعرفها في فترة تواجده هناك ولم ينساها؛ لذلك يعتبر رحيله فقد للسودانيين جنوبًا وشمالاً ولكل السناريين، وفي هذه اللحظات الحزينة أرسل عزائي ومواساتي لحكومة وشعب جمهورية جنوب السودان وللسودانيين وأسرة ورفاق ومعارف الرفيق دينق أكوج، ونسأل الله العلي القدير أن يرحمه في عالم الخلود وأن يلزم رفاقه وأهله في السودان وجنوب السودان الصبر والسلوان.
،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،
