الاصل النوبى للفلاشا
ابراهيم شداد -كاتب إثيوسوداني
الراصد الإثيوبي -تنزانيا
الثلاثاء ٣ ديسمبر 20204
تحتمس الثالث احد فراعنة المملكة المصرية الحديثة الذين حكموا مصر بعد خروج الهكسوس (الغرباء) الساميين العبرانيين بنى اسرائيل بقيادة سيدنا موسي عليه السلام من منطقة شمال شرق الدلتا بمصر. وكان العبرانيون والنوبيون أقليتين مضطهدتين انذاك فى مصر خلال نهاية المملكة المصرية الوسطى وبداية مملكتها الحديثة. وغزا تحتمس الثالث النوبا مطاردا النوبيين الذين تهودوا وناصروا العبرانيين ووصل فى زحفه العسكرى حتى جنوب ابى حمد الحالية. وحدد الحدود الجنوبية لامبراطوريته بارض النوبا عند محطة كرقس للسكة حديد الحالية بأرض الرباطاب. ونقش انتصاره فى صخرة الكوارتزيت الضخمة فى شمال شرق محطة كرقس وعلى مقربة منها (وقد زرتها وصورتها قبل سنوات عديده). فاضطر النوبيون المتهودون للهجرة متابعين اعالى العطبراوى (مأرب). ودخلوا الهضبة الحبشية واستقروا فى قمة جبال سيمن ( تحريف سليمان) وليست بمعنى الشمال الجغرافي حسب اللغة الامحرية المنطوقة حاليا. واصبحت تلك البقعة يهودية على بدايات الديانة الموسوية وانقطعت عن التطور اللاحق لهذه الديانة السماوية بتجلى الله وكلامه لموسي فى جبل الطور بسيناء ثم نحت سيدنا موسي وصايا الرب له فى ألواح المرمر. واطلق الاحباش على هولاء النوبيين اللاجئين والمتهوديين اسم الفلاشا بمعنى الغرباء وهم أجداد الفلاشة المتأخرين والذى هاجروا عن طريق السودان الى اسرائيل.
الهكسوس فى اللغة الكوشية الفرعونية القديمة تعنى الغرباء وكذلك لفظ الفلاشا. ويقال ان سيدنا موسي تزوج نوبية ولم ينجب منها، وسحرة فرعون من ناوا بالنوبا العليا فى شمال السودان، وسياحة سيدنا موسي وتلميذه يوشع فى السودان متابعا النيل صعودا والتقى بسيدنا الخضر فى مجمع البحرين (مقرن النيلين الازرق والابيض). وهنالك جماعات دينية تزور الملتقى تبركا فى الضفة الغربية لبداية النيل بأمدرمان.
وبعد الزيارة التاريخية لبلقيس ملكة سبأ من اليمن الادنى لسيدنا سليمان علية السلام فى بيت المقدس. وحسب الميثولوجيا الحبشية فى كتابهم كبرا نقست ( مجد الملوك) ان بلقيس بزيارتها لسيدنا سليمان عليه السلام تهودت وارتدت من عبادة الكواكب وتزوجها سيدنا سليمان وانجبت منه ابنهما منليك الاول. وعندما كبر منليك الاول تولى حكم اكسوم كامتداد لمملكة سبأ فى اليمن الأدنى، فى شمال الحبشة والتى عرفت باليمن الأقصى. ومن صلبه انحدر ملوك السلسلة السليمانية فى اكسوم بالحبشة.
كل من العهد القديم والعهد الجديد لا يذكر زواج بلقيس ملكة سبأ بسيدنا سليمان عليه السلام سوى اسرائيليات تورد كالعادة القدح فى عصمة أنبياء بنى اسرائيل ولم يسلم سيدنا سليمان فى ذلك بعلاقته مع بلقيس.
اليهود حتى اليوم يشتمون ويقذفون السيدة مريم البتول وابنها سيدنا عيسى عليهما السلام. وقبل حوالى ١٥ سنوات نزلت فى فندق بحى بولى مداهنى الم باديس ابابا. وشاءت المقادير ان شابا يهوديا نزل فى الغرفة المجاورة لى. وكان من وقت المغرب يقعد فى كرسي خارج غرفته ويقرا بصوت عالى صلواته ويختمها بشتم السيدة البتول العذراء وابنها سيدنا عيسى عليهما السلام، وبألفاظ نابية بشعة وقذف لم أطيق سماعها ناهيك عن ترديدها. فما ما كان منى الا ان شكوته لإدارة النزل بالإزعاج. فهولاء اليهود ومن شائعهم من المسيحيين لا خلاق لهم وهم فى الاخرة من الأخسرين أعمالا.
ونعلم كمسلمين قصة زواج سيد ابراهيم بسارة العبرانية ثم بهاجر القبطية الكوشية ولغط الاسرائيليات فى هاجر ام سيدنا اسماعيل عليهما السلام. كما نعلم حوار ٩٩ نعجة والنعجة التى أضيفت لها ونخلص ان لسيدنا سليمان زوجات كثيرات وبعضهن بالتسرى وهو نوع من انواع الزواج الشرعى فى الاسلام.
وكتاب كبرا نقست (مجد الملوك ) الاثيوبى بخلاف أسفار الملوك اليهودية ويذكر مجد الملوك ان ماكيدا (بلقيس) ذهبت إلى أورشليم وقابلت سليمان والذي أكرمها وأمضت عنده زمنا وفي طريق عودتها لإثيوبيا ولدت طفلا من سليمان أسمته منليك الاول والذى انحدر منه ملوك السلسلة السليمانية فى اكسوم. وبتأثر كتاب مجد الملوك بالعهد الجديد نجد ايضا الطعن فى عصمة سيدنا سليمان فى موضوع اقترانه ببلقيس ونحن كمسلمين نعتقد بعصمة الأنبياء مع تعدد شرائعهم فى أطوار خلصت الى ما عندنا فى الاسلام. ولم تسلم شريعتنا الاسلامية ايضا من اجتهادات مختلفة عند اهل السنة واختلافها مع اهل التشيع ولا ارى فى ذلك الا رحمة بالأمة الاسلامية. وأظن خيرا وامسك عن الخوض فيما خاضت فيه الاسرائيليات وما غشى من التحريف فى الكتابين بأقلام النساخ والمترجمين المتأخرين.
تحول النوبيون من عبادة وتأليه الفراعنة وبدون المرور بعهد يهودى مباشرة الى المسيحية على يد الملك الاكسومى ابرهه (ابراهيم) بعد ان صبا من اليهودية وتنصر واتخذ اسما نصرانيا (عيسانا) بمعنى العيسوى وحرف نطقا الى عيزانا.
،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،