وهج الفكرة…..التربية او الحريق
حذيفة زكريا محمد -كاتب سوداني
الراصد الإثيوبي -السودان
الجمعة 15 نوفمبر 2024
إن المظاهر السلبية للشارع العام للأطفال في مختلف ولايات السودان وفي مراكز النزوح ومعسكرات اللاجئين لم تكن إلا جزءاً من المشكلات القائمة التي تهدد بأن لا نهاية لها في عالم يتغير كل يوم بل كل لحظة في زمن المتغيرات السلبية والحروب وتعطل عجلة التعليم وتشتت الأسر وابتعاد الشارع العام عن تربية الأطفال تجنباً للمشاكل، لقد فقد الكثير من الأطفال القيم الإنسانية النبيلة والاحترام متجاوزين كل أسس التربية السليمة والدينية والعادات والقيم، وهذا يتطلب منا أن نهمس في آذان كل الأسر بأن: ربوا أبناءكم وبناتكم بعيداً عن الهروب من المسؤولية وبعيداً عن أساليب التربية التي تطالب بحقوق الطفل فهي الشرارة الأولى لتدمير الأطفال.
تابعوا أبنائكم وساندوهم في مشاكلهم الصغيرة والكبيرة واربطوا أحزمة التربية الجادة وعودوا إلى عهد الأجداد فلا تزرعوا أشواكاً كثيفة يسهل إشعالها في مجتمع يتطور بسرعة، والشارع العام يجب أن يعلم الأطفال القيم الجميلة التي ضاعت منذ زمن ولم تعد إلا سراباً في صحراء واسعة، الآباء والأولياء والشارع بمكوناته ومضامينه لا خير فينا إذا لم نلتزم جميعاً بمراقبة الأطفال قبل فوات الأوان.
إن القضية التربوية من الأهمية بمكان تجعلنا نفكر كثيراً في صناعة المستقبل والتفاؤل به، ومن الخطأ المنهجي أن نتصور أن العملية التربوية هي للآباء فقط، فالمدرسة ومركز الإيواء ومقيمات اللاجئين والمجتمع لهم أدوار مهمة وإن كانت صغيرة وتشاركية ولكنها أكيدة وفعالة، كل ذلك يبني وعي الأطفال ويخلق ثوابت تترسخ في شخصيتهم وتعطيهم فكرة كاملة عن الحياة.
هناك صعوبات تواجه الكثير من الآباء والأمهات في تعليم أبنائهم القيم الإنسانية، فمنهم من لا يعرف ماهية تلك القيم إطلاقاً، ومنهم من يعرفها ولكن لا يعرف كيف يكتسبها ويعززها في أبنائه، وقليلون هم من يعرفون كيف يوجهون أبنائهم في الاتجاهات الصحيحة والمناسبة لذا تأتي عملية التكامل مع عوامل أخرى لسد الفجوات التربوية في البيت.
صحيح أن هناك مكتسبات فطرية، ولكن مسألة الوعي تخضع للعمل الجاد والجهد أثناء التنشئة وللسلطة الأبوية دورها في المراقبة والمتابعة وتصحيح وتعزيز السلوكيات الصحيحة والحماية من الانحرافات التربوية.
المجتمع بدوره هو حاضنة للأطفال، وكل شخص بالغ، قريب من الطفل أو غير قريب منه، يمكنه دعم ترسيخ القيم التربوية والأخلاق النبيلة في الطفل، من خلال تشجيعه على القيام بأشياء إيجابية وتوجيهه للابتعاد عن الأشياء السلبية.
إن الحرب التي يشهدها السودان يجب أن تساهم في فتح الوعي العام ورفع مستويات الفهم لمواجهة تغيرات الحياة وتغيرات ما بعد الحرب بخيارات ذهنية متقدمة لضمان مستقبل الأطفال.
،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،
أقرأ أيضا :وهج الفكرة…….المرأة السودانية كنز – الراصد الاثيوبي – ETHIO MONITOR