من سياحتى الصوفية فى شرق افريقيه الطريقة السمانية فى اثيوبيا وارتريا
ابراهيم شداد-كاتب إثيوسوداني
الراصد الإثيوبي -تنزانيا
الأربعاء 25 سبتمبر 2024
دخلت الطريقة السمانية بلاد الرحمن فى الحبشة (اثيوبيا وارتريا) خلال عدة مراحل، المرحلة الاولى على يد الشيخ آدم الكنانى تلميذ الشيخ محمد بن عبدالكريم السمانى. والمرحلة الثانيه على يد كل من الشيخين سيد بشرى وعلى موز تلميذى الشيخ احمد الطيب بن البشير والمرحلة الثالثة علي يد الشيخ حسين بن الشيخ عبدالواحد بن الشيخ احمد الطيب بن البشير. ثم تلى ذلك ملاقاة بعض من مشائخ اثيوبيا وارتريا فى الحج كلا من الشيخ عبدالمحمود نورالدائم أحمد الطيب بن البشير والشيخ الفاتح قريب الله ابى صالح بن الشيخ احمد الطيب بن البشير. وحدثنى الشيخ محمد احمد نورالدائم المشهور بالداتر أن شيخه الشيخ عبد المحمود الحفيان اخبره بان والده الشيخ الجيلى الملقب بأب شام بن الشيخ عبدالمحمود كان يشجع تلاميذه على دخول الحبشة لنشر الطريقة السمانيه وهو الأمر الذى لم يتيسر سوى ما قام به الشيخ الداتر من السياحة وتلقين الطريقة السمانية فى جنوب شرق النيل الأزرق من الأراضى السودانيه المتاخمة لأقليم بنى شنقول فى أثيوبيا.
مبدأ دخول الطريقة السمانية اثيوبيا وارتريا على يد الشيخ احمد الكنانى:ينتهى نسب الشيخ آدم الكنانى الى الأمام الحسين رضى الله عنه فهو الشريف آدم الكنانى بن الشريف محمد بن الشريف عيسى بن الشريف محمد بن الشريف عيسى بن الشريف احمد بن الشريف محمد الهزيلى بن الشريف عيسى بن الشريف عبدالوهاب ابوالواق بن الشريف محمد التقى بن الشريف على الرضى بن الشريف محمد الهادى بن الشريف على الجواد بن الشريف حسن العسكرى بن الشريف محمد الباقر بن الشريف موسى الكاظم بن الأمام جعفر الصادق بن الشريف محمد الباقر بن الأمام على زين العابدين بن الأمام الحسين بن سيدنا الأمام على كرم الله وجه من زوجته فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
بسبب سيطرة الأمويون على الخلافة الاسلامية هاجربعض الأجداد العلويون الاشراف للشيخ آدم الكنانى من الحجاز الى شمال افريقيه واستقروا فى مراكش بالمغرب العربى. وثم هاجر الشيخ آدم الكنانى من مراكش الى المدينة المنوره وتتلمذ على يد الشيخ محمد بن عبدالكريم السمانى. وبعد ترقى الشيخ آدم الكنانى فى مراتب الشريعة والطريقة والحقيقه وجهه الشيخ محمد السمانى بالهجره الى أرض الحبشة للدعوه الى الله على بصيره فهاب التلميذ الأمر لعدم المامه بلغة الحبش فأمنه شيخه وقال له الأمر صادر من الشيخ الشبلى. فبادرالشيخ آدم الكنانى بالتوجه الى مصوع ويقال انه عبر البحر الأحمر بسجادته لذلك لقب بالشيخ أبى سجاده.
ويحكى انه قبل وصول الشيخ آدم الكنانى الى مصوع أن درويشا من اشراف مصوع يسمى الشيخ الرفاعى أصر على الزواج من إمراة مات عنها زوجها اتفق الفقهاء على عدم اكتمال عدتها فحكم عليه بالقتل حدا بالسيف لمخالفته الشريعه ويقال ضربوه بالسيف مائة مرة ولم يمت فقال لهم لن تتمكنوا من قتلى قبل حضور شيخ اسمه آدم الكنانى وبشرهم بمجئيه من المدينة المنورة. وبعد وصول الشيخ آدم الكنانى الى مصوع فى حوالى 1122 هجريه (١٧٩٩م) اعطى سيفه لأقامة الحد على الدرويش فقطعت راسه وهو يردد لا اله الا الله. ثم قام الشيخ آدم الكنانى بدفن الدرويش بمساعدة أخ له. وبعد ذلك ذهب الشيخ آدم الكنانى الى دار المرحوم السيد الرفاعى فاستقبلوه وسأل ابنته السيدة مريم عن وصية اوصى بها والدها فقالت اوصى باعطائك مصحفه وثيابه وسجادته وأوصانى بان لا اتزوج احدا من مصوع الا بك فتزوج بها الشيخ آدم الكنانى وانجبت له السيد عبدالعزيز والسيدة ست البنات. وتوفى الشيخ عبدالعزيز قبل والده ودفنه أبوه فى عد قنت اما السيدة ست البنات فمدفونه فى مصوع.
ثم ذهب الشيخ ادم الكنانى الى أبى عدى من بلاد سراى وتزوج السيدة سعدى بنت الحاج يوسف من بلدة أقر مخل فى شمال ارتريا وأنجبت له الشيخ قسم الله وبنت اسمها ستنا مدفونة فى طريق قوندر وبعدها ارتحل الشيخ ادم الكنانى الى تمبين تقرأقرى فى اقليم التقراى باثيوبيا ورفض مشائخها دخوله فنزلت عليهم امطار غزيره لاقبل لهم بها وصاحبها إعصار وضاق عليهم الحال فرفعوا المصاحف طالبين الصلح والرحمه ونادوه بالشيخ الرحمه فدعى قائلا اللهم اهدهم واهدنا حتى ندخل البلاد ثم دخل عليهم. واجرى لهم الله على يد الشيخ آدم الكنانى كرامات كثيره منها انهم قدموا له شرابا مسموما فعرفه ومنع تلاميذه من شربه وشربه لوحده ولم يحصل له ضررباذن الله فأذعنوا للشيخ وزوجوه من رمانه بنت الفقيه عبدالعليم من عد خبيرا التى أنجبت له الشيخ منصور والشيخ عبدالله. ثم طاف الشيخ آدم الكنانى بمناطق هرر وجما وقوندر وارجاء اخرى من الحبشة وارشد الناس واصلحهم ونشر الطريقة السمانيه ثم عاد الى أبى عدى وتوفى بها وضريحه بداخل قبه ملحقه بمسجده على بعد 2 كيلومتر جنوب قرية عدى ايتاى ومعناها (قرية الراهبة) وعلى بعد 10 كيلومترات بطريق معبد غرب مدينة مندفرا ومعناها (من يتجرأ) التى تقع على بعد 54 كيلومتربطريق مسفلت جنوب اسمرا عاصمة ارتريا. ومعظم سكان مندفرا مسلمون وهم جبرته او جبرت بلغة التقرى وبها 5 جوامع وبها فرع نشط لهئية الختميه تحت رعاية مولانا السيد محمد عثمان الميرغنى.
بعد موت الشيخ آدم الكنانى خلفه ابنه الشيخ قسم الله المدفون بجوار والده بداخل القبة فى ابى عدى. ثم تولى الخلافه الشيخ قسم الله الثانى والذى انجب كل من الشيخ محمد والشيخ سيد بشرى والشيخ عبدالمحمود. و تقام حولية سنويه فى 27 رجب حول ضريح ومسجد الشيخ آدم الكنانى يقرأ فيها التوسل الشهير:-
أمدنا الله بمدد سيدى آدم الكنانى
أمد الله بمدده سائر الأنس والجان
وقد كان الشيخ آدم الكنانى يحتفل فى يوم 27 رجب بذكرى جده الأمام على زين العابدين. وقد توافق موت كل من الشيخ آدم الكنانى والشيخ قسم الله والشيخ محمد فى يوم 27 رجب من السنين المختلفة لوفاتهم. ويقوم الشيخ سيد بشرى بن الشيخ قسم الله الثانى بن الشيخ قسم الله الأول بن الشيخ ادم الكنانى بامر الخلافه الان فى مدينة مندفرا. والشيخ سيد بشرى يناهز من العمر ما يزيد عن 95 عاما مقيم فى منزل ملحق بمسجد ابوبكر الصديق. وقد أنجب ولدين هما محمد وعبدالله توفيا كبارا. اما فى مدينة اسمرا فيقوم بأمر الخلافه الشيخ زين العابدين بن الشيخ آدم بن الشيخ محمد بن الشيخ قسم الله الثانى. ويبلغ الشيخ زين العابدين ما يزيد عن 86 عاما وهو متزوج بزوجتين الاولى السيده\ رمانه بنت الشيخ قسم الله وانجب منها محمد وعمر وحريه وابابكر وقسم الله والسيد هاشم وخالد بن الوليد الذى يقيم فى السودان. والزوجة الثانية للشيخ زين العابدين هى السيده\ سعدى بنت الحاج نور حسين من مدينة مندفرا التى انجبت له آدم ورضوان ومحمد الأمين وعبدالناصر وعددا من البنات. زار الشيخ زين العابدين السودان اكثر من مره والأخيره فى يوليو 2006 والتقى بمولانا السيد على الميرغنى والشيخ الفاتح بن الشيخ قريب الله وكذلك اجتمع به فى المدينة المنوره.
يتبع……………………..
،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،
