مقالات

حرب السودان وانتصار الشباب

عبدالناصر علي الفكي

د.عبدالناصر علي الفكي -استاذ علم الاجتماع ومدير مركز تنمية التعايش السلم الاجتماعي

الراصد الإثيوبي – اوغندا 

الثلاثاء 13 اغسطس 2024

يصادف اليوم العالمي للشباب الذي اقرته الجمعية العامة للامم المتحدة  في 12 أغسطس في العام 2000م ، ليحتفل به كل دول العالم في شحذ همة القوة والانتاج والبناء المنظم الواعي  لشريحة اجتماعية هامة تتمتع بادوار نحو تحقيق الامن الانساني والاستقرار، يوفر اليوم الدولي للشباب فرصة لزيادة الوعي بضرورة ضمان مشاركة الشباب ومشاركتهم، وهو أمر ضروري لتحقيق التنمية البشرية المستدامة.

يأتي  اليوم هذا العام والسودان يعاني للاسف من حرب قاسية ومدمرة شردت وقتلت الشباب واستنفرت بعضهم هنا وهناك بين طرفي الحرب. واهدرت جزءا  مفصلياً من تاريخ ومستقبل طموحات الغد لديهم .

يقدر عدد الشباب السوداني للفئة العمرية مابين (15 الي 35 ) مايقارب حوالي 55% من مجموع سكان السودان ، ويشير ذلك الرقم الي طاقات وقدرات هائلة في الانتاج والتنمية والتغيير نحو التحول الديمقراطي والسلم الاجتماعي أذا ما وجدت تلك العناصر تكامل علمى في الفكر الاستراتيجي لدولة مابعد الحرب ، وكذلك  تحفيز مضامين المحركات لدي الشباب، وتلك طاقات كامنة تحتاج الي مؤسسات من الخبراء  في علم الاجتماع والعلوم السلوكية الآخري  في فهم أبعادها وتوظيفها في تنمية المجتمع والدولة.

الشباب كان رأس الرمح في عملية التغيير السياسي والاجتماعي في ثورة 19 ديسمبر مع باق القوي السياسية والمدنية والفئوية ، معاكساً رغبات ودراسات عمليات التنشئة المتبعة والياتها للنظام المخلوع  الذي حكم البلاد( 30) عاماً سيطر فيها علي الاجهزة التعليمية ومناهجها والاعلام الموجه واستغلال كافة أجهزة الدولة في السيطرة المتسلطة علي المجتمع بالتضييق و التحديد النظري والفكري بما يحقق للنظام الشمولي السيطرة علي الشباب واتجاهاتهم الفلسفية المنمطة  ومحاولات إدخالهم في دوامة الاسلاموية الواهنة (المشروع الحضاري). 

ولكن تشرب الشباب قيم الحرية والسلام والعدالة وفقاً للنضالات المتراكمة للقوي المدنية السياسية والحركات الكفاح المسلح والتأثير الاحتكاكي الشعوري والافتراضي التقني بثورات الربيع العربي وثقافة الكفاح ومنافحة ادوات  عنف الدولة بالتجارب الرائدة في تونس ومصر واليمن .

تزامنت الفعالية الايجابية بدواع وطنية ذات الأبعاد الانسانية في المجال العام التطوعي للشباب كانت الملهم وعنصر الترابط الثابت واشباع الذات والرضا بحقوق المجتمع وانسانه عند الازمات االمتلاحقة نتيجة لفشل الدولة الاحادية، تفتقت مبادرات  شباب شارع الحوادث و السيول والامطار المدمرة والماسأوية في ظل الدولة الجابية والعاجزة عن رعاية المواطن وأشباع حاجاته  في مجالات الصحه والبيئة والاوبئة (الكوليرا والكرونا والايبولاوحمي الضنك) وبرامج دعم الاسر  والشرائح الفقيرة وغيرها ، يدعم ذلك مشاريع فكرية ثقافية فلسفية في الحرية والديمقراطيةوحقوق الانسان.  

انقلاب 25 أكتوبر 2022م، حاول إجهاض طموحات الشباب في بناء دولة الحرية والسلام والعدالة ، الذي أستمسك بثورتة وقدم مهر الحلم شهداء في عنفوان الشباب لإسترداد السلطة المدنية ، الان تحدي الاني يواجه الشباب السوداني بمهددات الحرب  المتعاظمة علي الامن الانساني والسلم الاجتماعي وكيفية التصدي لصناعة الكراهية والعنف المبني علي كره الآخر وفق الهوية بما يهدد التعايش والتماسك الاجتماعي، وكيفية استبعادها بإلازالة من النفوس والعقول .

كذلك أن يحافظ الشباب علي اهداف الحرية والسلام والعدالة كغايات لتحقيق دولة المواطنة والكفاءة وفصل السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية.

تحديات الحرب علي المستوي الداخلي يتطلب وضعهم الحالي في ضرورة  التفكير وبتحميلهم مسؤلية فارقة  بكيفية تطوير واكتساب مهارات ومقدرات سوق العمل ودرء آثار الحرب ،  وايضاً تنمية وأستدامة الثقافة المدنية الديمقراطية في المؤسسات الخاص بهم، في ظل الاستقطاب والتحشيد العسكري وامتلاك السلاح وانتشاره بما يمنح معظم الشباب في مرحلة النمو  النفسي بالاحساس  والشعور بالقوة والفتوة ، وهو مايجب التخلص منه عبر مجموعات  الوعي الثوري الوطني في  تحدي الشباب السوداني في عمليات بناء السلام وإعادة الثقة وصنع السلام ، من خلال

لجان المقاومة و عضويتهم في الاحزاب السياسية أو بالمنظمات القاعدية في الاحياء أو التطوعية  بالحوار والنقاش.

 تحدي الاتجاه نحو مغريات  الهجرة وإعادة التوطين ، وهو أحد المشكلات لدي بعض الشباب وهي ليست الحل المناسب  للشباب السوداني ، نسبة حالة الدمار الكبير لمؤسسات الدولة العامة والخاصة  المنتجة وهي تتطلب إرادة وطنية في البناء والشباب يتمتع بقدرات وطاقة علي العمل والانتاج .

لا أمل للسودان في النهضة والتنمية والتعايش  والسلم الاجتماعي وإستعادة هيبة الدولة ووجودها الدولي والاقليمي ،  إلا بالشباب  الثوري الذي قهر المشكلات  الاجتماعية والثقافية والاجهزة الامنية وحقق الثورة . علي المؤسسات المدنية والسياسية والفاعل في المجال العام دعم برامج تنمية مقدرات الشباب وتنمية مهارات الانتاج و اتاح الفرص في المشاركة السياسية عبر تحالفاتهم أو مؤسساتهم الشبابية وأحترام حقهم في التعبير  السياسي والاجتماعي .  

تحدي إيقاف وإنهاء الحرب واثارها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، والمساهمة في البناء والاستقرار يظل الأساس والهم المشترك ، لاعادة تماسك وهيبة الدولة السودانية.

،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،

تثقيف صحي :ماهو جدري القرود – الراصد الاثيوبي – ETHIO MONITOR

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  (To Type in English, deselect the checkbox. Read more here)
زر الذهاب إلى الأعلى
Lingual Support by India Fascinates