مقالات

كراهية الاخر معاكس للمواطنة ..

عبدالناصر علي الفكي

 د. عبدالناصر علي الفكي – استاذ جامعي ومدير مركز تنمية التعايش السلم الاجتماعي

الراصد الإثيوبي -أوغندا 

الأثنين 8 يوليو 2024 

للوقت واللحظة التاريخية عنصر اساسي في بناء الامم وتجاوز العقبات بالاستفادة من العبر والمواقف سواء كانت مؤلمه او سعيدة ، محبطة او محفزة بما يحقق التطور وحل المشكلات ..
فترة انقلاب الانقاذ الوطني ١٩٨٩/ ٢٠١٩م حكم حزب الجبهة الإسلامية القومية ( الاخوان المسلمين) السودان حيث تمكن من الادارة والحكم في الدولة ، وقمع واعتقل وقتل ومنع وصادر الحريات العامة ، واستعمل كلو ادوات واساليب تستخدم طوال التاريخ للنظم التسلطية بشكل علمي وعملي في المجتمع المتعددة .
اعاد خلط وترتيب الاوراق واللعب بحسب منوال المصلحة السياسية الثقافية الاجتماعية والاقتصادية كل ذلك الاستغلال يتم بتخدير ديني واثني، والدين كمنظومة معلوم بانه عابر للمكونات باختلاف توصيفها .
نشا حينها التؤاطو بين ابناء العديد من الجماعات علي جماعاتهم لتنفيذ مشروع احادي سمي الحضاري الاسلامي بالقوة والجبروت ، وتشكلت منه فيما بعد بعض من حركات الكفاح المسلح في دار فور (العدل والمساواة) وافرز قوي اجتماعية جديدة بحكم التجربة والعمل .
صارت احدي محددات الصراع الديني والدنيوي مع المركز الاسلاموي، توصيف الاخر الاثني العرقي ووضعه حيثما تقتضي المصالح الانية للصراع في الاقليم .
طوال فترة النزاع في دار فور ظلت كل القيادات، اركو مناوي ؛وعبدالواحد محمد نور ؛و جبريل وخليل ابراهيم ؛والهادي ادريس ؛و الطاهر حجر في بدايات حرب دارفور المؤلمة، كانو حينها مرتزقة وأجانب اصحاب جنسيات تشاديين وافريقيا الوسطي وعملاء سفارات وليس سودانيين وغيرها..
الاعلام الحكومي الرسمي ينفق مال الشعب علي برامج ساحات الفداء والافلام وغيرها علي خطاب كراهية واذدراء وتخوين ،وذات الشيء كان ينطبق وبصورة اوسع واطول تاريخا علي الزعيم جون غرنق واعضاء الحركة الشعبية لتحرير السودان ..
كان حينها النظام يحرق القري بالانسان والغنم والشجر بالانتنوف والبراميل المتفجرة وقتل حينها ٣٠٠ الف مواطن بريء ودمرت ومسحت من علي الارض الالاف القري والمساكن . وضعف ذلك باضعاف في جنوب السودان .
و كان من يساند النظام ويحاربهم مع الانقاذيين، مجموعة الجنجويد السودانيين والابطال -كما كان يصفون- وقتها موسي هلال وفيما بعد( حمايتي) للاشارة الي محمد حمدان دقلو ويتغتي لهم الجميع وتلك القوة والقوي العمود الفقري للدعم السريع.
وانقلبت الايه والسحر علي الساحر ..
النظم الشمولية من اهم سمات حكمها انها توزع وتحدد المجموعات وفقا لتقاطع المصالح بطريقة النزاع والصراع والحرب وليس التنافس، نجدها دوما توزع صكوك الوطنية والمواطنة لمن نشاء حسب ايدولوجيات الصراع الجهادي في المركز.
التاريخ السياسي السوداني حافل بتلك الوصمات وتقسيم الادوار ومصطلحات محفوظة تستدعي من الدرج الاثني
وقت الحاجه لنفي الاخر واستغلال ضد الاخر .
عنف لفظي مقيت يستحقر ويقلل من المكانة، ويستهدف السمات واللغة والتراث الخاص للمجموعة المعنية، ذلك الذي يحدث الان فقد اصبحت محددات الاثنية هدف عسكري استخبارتي ومحاولات صناعة ترتيب تراتيبي ثقافي اجتماعي وصمة ، هم مرتزقة وليس اولاد ناس ، عرب شتات. ما معروفين اثنيا ، وليس لديهم اصل ، دي مجموعة ما سودانية وهكذا .
الوعي الوطني الواحد مطلوب كقيمة تسامح وقبول وحياة مشتركة ولانشاء مشروع وطني واحد .
الحرب يجب ان تظل في ميدان عسكري يلتزم بالاخلاق والقانون والمعاهدات الدولية المنظم للاسري المتحاربين ونوع واستخدام الاسلحة والحفاظ علي اماكن التراث والموارد المادية والمعنوية .
الحرب النظيفة لا تستند علي حشد صناعة الكراهية الاثنية بين مجموعات المجتمع المتباين ثقافيا اجتماعيا . وتعدها مناطق حظر للمتصارعين بحيث تستطبن الوعي والنفس العميقة . وإذا ماتم خلاف ذلك فانها
اصبحت حلقة متصلة تصعب مجابهتها وخاصة اذ ا ماتحصنت بالضبط الاجتماعي واكتسبت عناصر ثقافة التداول والقبول بين الجماعات في اطار الدولة الواحدة.
عندها تصبح عملية بناء الثقة او إعادتها او المحافظة عليها في هكذا وضع مرهقة ومكلفة والحفاظ عليها اشبه بالمستحيل والمغامرة .
ستنتهي حتما الحرب بتفاوض بين الجيش والدعم السريع وبدء اعادة التسريح والدمج ووووو .الخ وغيرها من المظاهر الفوقية السطحية للحرب . ولكن متي وكيف نتفاوض علي القبول الاجتماعي والتعايش والامن الاجتماعي ومن يقوم به ؟.
، والحق المواطنة والحقوق المتساوية وتلك المشكلة والازمة والتعويض النفسي والمعنوي للمواطن عن الفقد والالم والمعاناة .
ندعو دوما وبالحاح الي ايقاف وانهاء ميدان الحرب والقتل ، والفشل يرافقنا في عدم تحقق ذلك ،
ولكن ارادة الحل الوطني الداخلي عليها ان تتعاظم قوة نفوذ وتملاء الفضاء علي الدوام بالدعوة والاصطفاف بتجفيف مصادر الكراهية وابداع مكابح تؤد شبح سلوك مشاعر الكره والعنف اللفظي.
وصناعة استنفار سلام قاعدي اهلي، فالمجتمع بالتباين الثقافي الاجتماعي يمثل صمام امان للتماسك والوحدة والتنمية المستدامة .

،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،

أقرأ أيضا :- نذرحرب التعايش الاجتماعي – الراصد الاثيوبي – ETHIO MONITOR

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  (To Type in English, deselect the checkbox. Read more here)
زر الذهاب إلى الأعلى
Lingual Support by India Fascinates