الجلسة التشاورية و الدعوة المصرية : مصر “تتنازل” عن تموضعها و”تُضر” بمصالحها
عمار العركي -كاتب سوداني
الراصد الإثيوبي-السودان
الجمعة 14 يونيو 2024
▪️الأمين العام لجامعة الدول العربية المصري (أحمد أبو الغيط) وفي افتتاحية الجلسة التشاورية التي دعت لها الجامعة كل من ( الضالعين والمتأمرين الدوليين والإقليميين في حرب السُودان ) ، قال عنهم ولهم : ( المجتمع الدولي، بمنظماته الدولية والإقليمية، عليه مسؤولية كبيرة تمليها قراراته ومواثيقه بضرورة بذل كل المساعي لاستعادة الاستقرار والحفاظ على السلم والأمن الإقليمي، والحيلولة دون سقوط الدولة السودانية ومؤسساتها ) .
▪️هذا التوجه الجديد للجامعة باستدعاء الأعداء وحشرهم في البيت العربي ؟!، يتماشى ويتسق مع التوجه المصري الجديد من خلال الدعوة المصرية الأخيرة لكل القوى والكيانات السياسية المدنية السودانية لمؤتمر بالقاهرة برعاية ذات الجهات الإقليمية والدولية داخل البيت المصري ؟!! والتي تحفظ عليها السُودان مُشترطاٌ – رفعاٌ للحرج عن الشقيقة مصر – بعد الشكر والتقدير لمصر ودورها المُقدر في إحتضان وتحمل عبء اربعة مليون سوداني رغم وضعها الإقتصادي.
▪️مُنذ اليوم الأول للحرب وقبل الدعوة والجلسة التشاورية ، كان لمصر “موقف قوي” استطاعت تمريره لتتبناه مبادرتي الجامعة و دول الجوار الستة ، تمثل الموقف في خمسة مباديء إستراتيجية ، وقد أشدنا بهذا الموقف في حينه وقلنا نصاً ( في ظل الضغوط الدولية والإبتزازات الإقليمية التي تتعرض لها مصر حتي لا تتدخل في السُودان ، لو توقفت في محطة تثبيت وتمرير المبادئ الخمسة لكفاها ).
▪️تلك المبادئ تقول بــ ( إحترام سيادة السُودان ، والحفاظ علي مؤسساته الدستورية القائمة بما فيها مؤسسة الجيش ، والإنخراط في حوار سوداني- سوداني ، والتحذير الشديد من “التدخلات الخارجية” بما يفأقم الأزمة، ووقف فوري لإطلاق النار ).
▪️ظلت مصر طيلة عُمر الحرب تصف تلك المباديء ” خاصة “التدخلات الخارجية” “بالخطوط الحمراء لانها ترتبط مباشرة بالأمن القومي المصري .
▪️الآن وبشكل مفاجئ ، مصر والجامعة يفتحان الباب على مصرعيه لتلك التدخلات “بحُجة التشاور” ، فالأمم المتحدة المتسبب الأول من خلال بعثتها للسُودان التي ” تجاهلت مصر” حتي بمحرد “التشاور” ، الإيقاد والاتحاد الافريقي ودورهم الفاضح والمفضوح في التأمر علي السُودان ، و قبله على مصر وتهديد مصالحها داخل الاتحاد الإفريقي وفي سد النهضة بإيعاز من الإمارات و أثيوبيا ، وامريكا التي أقصت مصر من الرباعية سابقاً ومنبر جدة لاحفاً مُفضلة الامارات والسعودية اللتان تدخلتا و فشلتا في الرباعية وفي منبر جدة .
▪️حالياً، وجلسة التشاور.مُنعقدة ، كلٍ من الاتحاد الافريقي والايقاد و برعاية من الامارات وأثيوبيا ، يعملان علي الإعاقة و قطع طريق “التشاور” ، بجمع (تقدم) وحمدوك و قوى ميثاق السودان و حزب المؤتمر الوطني في حوار “سوداني سوداني” ، تقرر انعقاده في الفترة من 10 إلى 15 يوليو المقبل في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا.
▪️ نهاية القول ومنتهاه:
▪️على مصر أن تُعيد حساباتها حتي لا تكون الخاسر الأكبر ، فالسُودان شعباً وجيشاٌ وحكومة غير معني بهذا العبث الإقليمي والدولي ، بعد ما حسم أمره وحدد خيراته ومساراته ورسم في الاسبوع الاخير وقبله معالم واضحة لطريقه العسكري والسياسي بمقياس رسم وحسابات جنبت مصر تقديراً ورفعاً للحرج.
▪️مصر ستخسر ، ومصالحها ستضرر إن ذهبت بعيداً في إتاحة الفرصة لمناوئها ومنافسيها الإقليميين. ودعوتهم ” للتدخل فى السودان” وهي تعلم جيداً ومن دون دعوة هم متدخلين ومتسببين ومتأمرين ، ونواياهم قائمة على دعم واستمرار الحرب ، فلما التشاور معهم ؟
▪️الاتحاد الافريقي ، الايقاد وخلفهم عدو مصر قبل السُودان – أبي احمد ، والسعودية خلفها “الامارات و امريكا ” وهذه الأخيرة تُفضل “السعودية” على “مصر” في ملف السودان والتفاوض ، وتقف لجانب “الاماراتً” خصماً على تموضع “مصر” ومصالحها في افريقيا والسُودان وسد النهضة .
،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،
أقرأ أيضا :الحراك السُوداني والحضور الروسي : دلالات و توقعات – الراصد الاثيوبي – ETHIO MONITOR