” كارامارا ” معركة للتاريخ وأسم خلد للأجيال
أنور إبراهيم – كاتب إثيوبيا
الراصد الإثيوبي – أديس أبابا
الثلاثاء 5 مارس 2024
الذكري ال46 لمعركة “كارا مار” وقصة النصب التذكاري في وسط أديس أبابا
النصب التذكاري الموجود في فناء مستشفي “بلاك ليون” والتي تعني الكلمة الأسد الأسود وهو رمز قديم ابان فترة الامبرطوار ،في الناحية الشرقية للمستشفي ،وبالقرب من مبني هيئة الاذاعة الاثيوبية السابق ،له تاريخ طويل وكان قد بني تخليدا للمقاتلين الذين دافعوا عن استرداد الاراضي الاثيوبية ،وكانت قد اجتاحتها القوات الصومالية ابان الرئيس الصومالي السابق “محمد سياد بري”، التي اجتاحت اثيوبيا في تلك الفترة ،و كانت فيها المنطقة منقسمة ولاءا مابين المعسكرين الشرقي والغربي .
فسعي الامبراطور هيلي سلاسي للحصول علي السلاح من الولايات المتحدة الامريكية في عهد “الرئيس نيكسون ” ،فلم تفلح تحركات اثيوبيا الدبلوماسية للحصول السلاح بدون مقابل ،واشترطت امريكا بدفع مبالغ كبيرة كانت تقدر بمبلغ “مائة مليون بر اثيوبي في وقتها “، في وقتها كانت مبالغ كبيرة تعجيزية ،وفي تلك الفترة تعجز الخزينة الاثيوبية على سدادها ،ولكن بعد مشاروات كبيرة قرر مجلس الوزراء شراء السلاح، فتم دفع المبلغ ولكن قبل ان تستلم حكومة الامبرطور “هيلي سلاسي” الاسلحة من الولايات المتحدة ،كان الانقلاب العسكري الذي قام به العسكر من مختلف المواقع ضد حكومة الأمبرطور في اثيوبيا 1974، وجاء بالعقيد منقستو هيلي ماريام رئيسا للمجلس العسكري ،الشئ الذي ادي لضياع المبالغ الكبيرة دون ان تستلم اثيوبيا الاسلحة .
ولكن الحكم العسكري في فترة “العقيد منقستو هيلي ماريام “،عمل على بعض التحركات في المنطقة الشرقية لاروبا ،وقد اوفد قادته لعدة دول في اروبا الشرقية ، والتي تكللت بالنجاح وقبلت امداد اثيوبيا بالاسلحة ،حيث وصلت الأسلحة لميناء عصب في وقتها ،وكانت قد عملت الحكومة على فتح كافة المعسكرات وتدريب المقاتلين ، الذين كانت لهم جهودا جبارة في اعادة المناطق التي اخترقها الجيش الصومالي في وقتها .
تأتي الذكري ال46 لتلك العمليات ،والتي اطلقت عليها محليا اسم “كارامارا” ،وهي اسم لمرتفعات في شرق اثيوبيا ،كانت قد شهدت بالقرب منها تلك المعارك التاريخية الكبيرة .