مقالات

إعلان حالة الطوارئ بإقليم امهرا ….. ثم ماذا بعد ؟؟

عمار العركى -كاتب سوداني

الراصد الإثيوبي – السودان

السبت 5 أغسطس 2023

* كما هو متوقع ، وبناءاً على المادة 93\1 من الدستور الفيدرالي، عقب إقرار حكومة الامهرا بأن مجابهة الوضع أصبح فوق طاقتها.. واستجابةً لطلبها من الحكومة الفيدرالية بضرورة التدخل لإنقاذ القانون، تطورات امنية وسياسية متسارعة شهدها اقليم امهرا خلال الاشهر الثلاث الماضية ، تطورات تتعدي اثارها الاجتماعية والاقتصادية بشكل كبير علي استقرار اقاليم اخري محازية له هي ( شمالا عفار ، تغراي، شرقا اقليم اوروميا، جنوبا بني اقليم شنغول قمز ) لم يمر عام علي اتفاقية سلام وقعت بين خصوم الامس اصدقاء اليوم حكومة ” أبي احمد وجبهة تغراي” ، كلاهما ما زالا في بداية الطريق لتعبيد بنود السلام وعودة الحياة السياسية الي طبيعتها بعد حرب دامت عامين دمرت البنية التحتية في اقليم التغراي، وكلفت الحكومة الفيدرالية الكثير من العتاد والجيش.
* مرة اخري يجد ابي احمد نفسه تحت ضغط “الامهرا”، ربما التحدي الجديد سيختلف عن سابقاته في اقليم امهرا وهو الثاني مساحة وسكانا بعد اقليم”اوروميا” ،بعد تصاعد مستمر للمواجهات المسلحة في اغلب مناطق محافظات الإقليم الرئيسية الثلاث ، (وللو ، قوجام وغندر) عقب ازدياد وتيرة النغمة الشعبية لشعب امهرا ووقوفهم علنا مع مليشيا “الفانو” ايقنت حكومة الاقليم ان الوضع بات خارج سيطرتها الامر الذي يستدعي تدخل الحكومة الفيدرالية بشكل اكبر واقرار مبدأ حتمية انفاذ القانون والحفاظ علي هيبة الدولة عبر كافة الوسائل المخولة للحكومة الفيدرالية، بسبب ضعف قدرات الاقليم في محاولة مواجهة مليشيا “الفانو” ، مما دفع بمجلس الوزراء الإثيوبي على إعلان حالة الطورائ في إقليم أمهرا بسبب الأوضاع الأمنية المتردية والمتصاعدة بشكل مقلق ،
* كل المؤشرات كانت تشير الى هذه الخطوة فى إطار الأزمة ، مع توقع تفأقمها ، سيما وأن (المواجهة الحالية) بين ميلشيات الأمهرا “فانو” المسنودة بقوة شعبية لا يستهان بها ومن غالبية قوات الإقليم الخاصة ، التي رفضت قرار دمج افرادها في الجيش الفيدرالى وتسريح من لا يرغب في ذلك بعد تسليم سلاحه، مليشيا ايضا مدعومة لوجستياٌ من “ارتريا” التى عملت على تدريب ورفع قدراتها القتالية لأكثر من ٣٥ الف مقاتل من المليشيا داخل ارتريا ، فسرت الخطوة بانها رد فعل حكومة اسمرا ورفضها اتفاق السلام الموقع بين حكومة أبي احمد وجبهة تحرير تغراي ، مع اختلاف في ملابساته فان سيناريو اقليم امهرا يشبه الى حد كبير سناريو (المواجهة السابقة) في تغراي نوفمبر 2020م،
* حرب التقراى، بدأيتها كانت برفض اجراءات وقرارات إدارية وصفتها الجبهة حينها بغير الدستورية ، ثم تطورت الى تحركات عسكرية من قبل جبهة التقراي، قوبلت بقرارات ادارية رادعة من حكومة ابي،احمد ، ثم إعلان حالة الطوارئ بإقليم التقراي الذى أعقبه اجتياح الإقليم بحجة انفاذ وتطبيق القانون والحفاظ علي الدستور بعد الانتخابات التي اجريت في الاقليم من طرف التقراى منفردين.
* الأن ، وبعد إعلان حالة الطوارئ ،نتوقع مزيد من الإجراءات والقرارات الردعية والحاسمة ضد مليشيا الفانو، الخطوات مجتمعة بدأت ملامحها فعليا من خلال تحذيرات وإجراءات صارمة أعلن عنها الجيش الأثيوبي على لسان العقيد العقيد قيتنت أداني مدير إدارة الاتصال بوزارة الدفاع ، والعقيد ينحدر من قومية الأمهرا ، نوه في تصريحاته الاخيرة الي اتخاذ إجراءات ضد مسلحين من الامهرا باتوا يعملون علي زعزعة السلام في البلاد تحت مسمي مجموعات فانو”،
وأشار العقيد اداني لتعرض كبار ضباط الجيش لكمين في منطقة غرب دينبيا خلال زيارتهم لها بالقرب من مدينة غندر غرب إقليم الامهرا ،
وأضاف حديث المسؤول العسكري في بيانه التوضيحى ان الجيش بصدد مواجهة الكيانات المختلفة التي تنشر مزاعم لا أساس لها ضد الجيش وتنشر اخبار كاذبة تقلل من هيبة الجيش الفيدرالي.
* حديث العقيد “قيتنت أداني” تزامن ايضا مع
دعوة رئيس حكومة إقليم أمهرا ، دكتور “يلقال ​​كفيالي”، مواطنيه في الإقليم إلى العمل نحو تحقيق السلام والتعاون الامثل والمعتاد من خلال دعم قوات الجيش في جميع أنشطتها لتعزيز هيبة القانون في كل اجزاء الإقليم، دعوة حاكم الاقليم كانت خلال مؤتمر صحفي عقده حول تطورات الوضع الأمني ​​ في الإقليم، اكد فيها إن تطبيق وفرض القانون هو مسؤولية الحكومة، و إن من يعمل علي خلق المشاكل من خلال تعطيل حركة الشعب المسالم ،وقطع الطرقات في بعض مناطق الإقليم يضر بتنمية المنطقة ووحدة الناس. * على الرغم من نجاح أبي احمد في تحييد صقور الأمهرا منهم رئيس المخابرات “تمسقن طروني”، ونائب اركان الجيش الجنرال “تاديسي اباباو”، وحاكم اقليم امهرا “يلقال كفيالي” ، والى حد كبير وزير الخارجية ونائبه الحالي “دمقي مكونن” ، بالرغم من ذلك تتزايد أصوات التأييد والسند والدعم الشعبي لمليشيا للفانو باتت تمثل رمزا لكرامة وعزة قومية الامهرا ، تضاعف اعداد مؤيدي الفانو عكس صورة جديدة للوضع في الإقليم وظهرت هذه المعارضة لسياسات حكومة أبي احمد تحت مسمي المقاومة الشعبية للامهرا ، مسار المواجهات بدأ ياخذ ابعادا خطيرة عقب تنامي وتزايد حملات التعبئة والتحشييد الحالية تحت شعار ( انا فانو او افتخر كوني من الفانو).
* السيناريو المتوقع :
– أن تتطور المواجهات الى “حرب شاملة” في الإقليم في حال لم تذعن مليشيا “القانو” لدعوات حكومة الاقليم ، أوضاع قد تدفع ابي احمد بإتخاذ تدابير وإجراءات رادعة وقاسية متذرعا بقانون الطوارئ ، معتمداً على عنصر القوة العسكرية وسلاح الطيران وتقنية الدرون التي دعمت موقف الحكومة ميدانيا في حربها ضد جبهة تغراي خاصة بعد التحديثات الأخيرة في الآليات العسكرية ودخول طراز متقدم وحاسم من الطائرات الحربية الروسية.
* رغم ذلك لربما تكون حرب الامهرا طويلة الامد ، فمليشيا “الفانو” تعتمد على السند الشعبى القوى والدعم يتمتع مقاتلوها بعقيدة قتالية وهم في حالة دفاع عن مكتسبات الامهرا التاريخية، أو هكذا يروجون لانفسهم
– الدور الإرترى المساند “للفانو” سيكون له الأثر ولا نستبعد دخول قوميات أخرى معادية لأبى أحمد الي جانب الأمهرا

* خلاصة القول ومنتهاه :
* ما يجب أن يكون عليه الموقف السودانى :
– ظل السودان ، اكثر دول الجوار الأثيوبي تأثرا وتضررا من إفرازات أي صراع مسلح بأقاليم الجوار الأثيوبى.
– ظروف وأوضاع السودانى الراهنة لا تسمح له القيام بأى تماهى او إنحياز لأي طرف دون الأخر ، وأى خطوة في هذا الإتجاه ستزيد من تأزم الأوضاع الداخلية فى السودان ، والمأزومة أصلاً.
– فقط ، على السودان الحيطة والحذر والتحسب لأي إفرازات سالبة قادمة وهى معلومة ومعروفة من خلال حروب حدودية سابقة.

،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  (To Type in English, deselect the checkbox. Read more here)
زر الذهاب إلى الأعلى
Lingual Support by India Fascinates