هدنة جديدة بآمال ضئيلة في السودان وهجوم جديد في جنوب كردفان
الراصد الإثيوبي- هيثم عثمان- السودان
السبت 10 يونيو 2023
دخل السودان في هدنة جديدة مدتها 24 ساعة بدأت منذ السادسة صباجاً بالتوقيت المحلي، وسط ترقب ومخاوف من استمرار القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم.
وبدخول الهدنة حيز التنفيذ، ساد الهدوء نسبيًا في العاصمة الخرطوم اليوم السبت. بينما طالب حاكم اقليم دارفور مني أركو مناوي، بتكوين آلية مختلطة وطنية محايدة ودولية لمراقبة تنفيذ الهدنة الأخيرة.
وأعلن الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع في بيانين منفصلين أمس الجمعة، موافقتهما على مبادرة الوساطة السعودية الأمريكية بهدنة إنسانية لمدة 24 ساعة، وأكدا التزامها التام بوقف إطلاق النار.
ومع ذلك، استمرت عملية النزوح من ولاية الخرطوم بعد اشتداد المعارك والقصف الجوي والمدفعي في أنحاء العاصمة المنكوبة منذ 15 أبريل الماضي. وذكرت احصائيات أن نحو 4 ملايين شخص نزحوا بسبب الحرب في السودان حتى الآن.
وذكر بيان سابق للوساطة السعودية الأميركية أن الهدنة الجديدة هدفها وصول المساعدات الإنسانية وكسر حالة العنف، والمساهمة في تعزيز تدابير بناء الثقة بين الطرفين، مما يسمح باستئناف مباحثات جدة”.
وخرق الطرفان عدة مرات حزمة من الهدن لكن سرعان ما قاما بخرقها، ووصل عددها إلى نحو 13 هدنة منذ اندلاع القتال بينهما والذي أسفر عن مقتل نحو 900 مدني وجرح أكثر من 5 آلاف وفق احصائيات محلية. وأدرجت السعودية والولايات المتحدة انتهاكات خطيرة لوقف إطلاق النار الذي كان قد تم التوصل إليه سابقا من الجانبين.
وقتل مدنيون في اشتباكات مختلفة وقعت جنوبي الخرطوم وبحري، وأم درمان التي تشهد مواجهات عنيفة بين الطرفين.
وقالت مصادر للراصد الإثيوبي، إن شخصاً قتل برصاص طائش في منطقة الثورة الحارة 11 بأم درمان خلال مواجهات بالأسلحة الرشاشة في المنطقة.
وشهدت ولاية جنوب كردفان (جنوب غرب السودان) مواجهات بين الجيش وقوات الحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو، في سلسلة جديدة من الحروب بين الجيش السوداني والحركات المسلحة في السودان.
وفي سياق متصل، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، إن إعلان وزارة الخارجية السودانية مبعوث الأمين العام للسودان شخصا غير مرغوب فيه لا يمكن تطبيقه ولا يشمل موظفي الأمم المتحدة.
وطلب قائد الجيش قبل أيام في خطاب للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، تغيير مبعوثه للسودان فولكر بيرتس. لكن غوتيريش، أكد في حديث له أن فولكر باقٍ في موقعه وجدد ثقته فيه وفي أعماله.
أعربت السفارة الكندية لدى السودان ، عن أسفها العميق لقرار السلطات السودانية بإعلان رئيس بعثة الأمم المتحدة (يونيتامس) فولكر بيرتس شخصاً غير مرغوب فيه.
وفي سياق أخر، أعلنت الهيئة النقابية لأطباء ولاية غرب دارفور في السودان اليوم السبت، أن مدينة الجنينة عاصمة الولاية، تشهد هجمات متتالية خلفت مئات القتلى والجرحى وأدت إلى نزوح الآلاف من منازلهم.
وأشارت الهيئة في منشور أوردته عبر حسابها بـ”فيسبوك”، إلى انهيار المنظومة الصحية والخدمات المدنية وخروج المنظمات الإنسانية عن الخدمة، ومغادرتها للولاية لتتحول عاصمة الولاية إلى مدينة أشباح، ليس فيها سوى رائحة الموت في أكبر مأساة إنسانية تشهدها الكرة الأرضية، مؤكدة أن هذا يحدث وسط صمت محلي وإقليمي ودولي مريب. بحسب “د ب أ”.
ولفتت الهيئة إلى أنها رصدت خلال هذه الأحداث العديد من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، منها “قتل المدنيين وتشريدهم ونهب ممتلكاتهم، والإخفاء القسري والتصفية الجسدية لنشطاء الإعلام والمدافعين عن حقوق الإنسان والمحاميين، وتقييد حركة الأطقم الطبية وإذلالهم بالضرب وحتى مصادرة وسائل الحركة التي يستخدمونها، وقتل كبار السن غير القادرين على حمل السلاح، داخل منازلهم، وحرمان الناس من الوصول إلى مصادر المياه ، ومنع الناس من مغادرة المدينة المنكوبة بالحصار المطبق من كل الجهات، ومنع إمكانية وصول أي مساعدات أهلية من المحليات المجاورة.
على صعيد متصل، كشفت وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل -هيئة حكومية، في تقرير لها عن ارتفاع حالات العنف الجنسي المتصل بالنزاع في العاصمة الخرطوم. وأعلنت رصد 12 حالة اعتداء جنسي جديدة تضاف إلى 36 حالة سابقة وقعت في الخرطوم.