إثيوبيا : ترفض بيان أنتوني بلينكن بشأن نزاع تيغراي وتصفه بالإنتقائي
الراصد الإثيوبي- متابعات
الثلاثاء 21 مارس 2023
أعلنت وزارة الخارجية الإثيوبية عن رفض إثيوبيا لبيان وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، بشأن إرتكاب جرائم حرب من جميع الأطراف في نزاع تيغراي الإثيوبي.
وقالت الخارجية الإثيوبية في بيان لها اليوم الثلاثاء إنها تستغرب مثل هذه التصريحات الإنتقائية من قبل وزارة الخارجية الأمريكية مضيفة أنه بالنظر إلى تقرير التحقيق المشترك الذي أجرته اللجنة الإثيوبية لحقوق الإنسان ومكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ، فإن هذا البيان لا يحتوي على نتائج جديدة .
واوضح البيان الإثيوبي أن حكومة إثيوبيا لا تقبل الإدانات الشاملة الواردة في بيان وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن ، ولا ترى أي قيمة في مثل هذا النهج الأحادي والعدائي من قبل الولايات المتحدة والذي يوزع اللوم بشكل غير عادل على أطراف النزاع المختلفة دون سبب واضح ،.
وقالت يبدو أن البيان يُبرئ طرفًا واحدًا من مزاعم معينة تتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان مثل الاغتصاب وأشكال أخرى من العنف الجنسي على الرغم من الأدلة الواضحة حول مسؤوليته
وتابع إن هذا البيان يأتي بعد إطلاق المشاورات الوطنية حول خيارات سياسة العدالة الانتقالية والمساءلة مشيرا إلى أنه سيكون هناك مزيد من التحقيقات في مزاعم أنواع الجرائم التي يدعي بشأنها بيان وزير الخارجية الامريكي.
وقالت الخارجية الإثيوبية أن هذه التحقيقات التي ستجرى ستعمل على توحيد تلك التي أجراها فريق العمل المشترك بين الوزارات لتنفيذ توصيات التحقيق المشترك بين اللجنة الإثيوبية لحقوق الإنسان والمفوضية السامية لحقوق الإنسان وبالتالي ، فإن بيان أنتوني بلينكن يضر بهذه الجهود الوطنية لإجراء تحقيق شامل في الادعاءات ، أيا كان الجاني.
ووصفت الخارجية الإثيوبية بيان وزير الخارجية الامريكي بأنه تحريضي ، مضيفًة أنه مهما كانت نوايا وزارة الخارجية الأمريكية ، فسيتم استخدام هذا البيان لدفع حملات شديدة الاستقطاب تضع مجتمعًا ضد الآخرين في البلاد.
ولفتت الخارجية إلى أن هذا النهج الحزبي والانقسام من قبل الولايات المتحدة غير حكيم وبينما تنفذ إثيوبيا اتفاقية السلام الموقعة مع الطرف الأخر، فإن توزيع اللوم على هذا النحو غير مبرر ويقوض دعم الولايات المتحدة لعملية سلام شاملة في إثيوبيا “.
وقالت وزارة الخارجية الإثيوبية أن زيارة أنتوني بلينكن الأسبوع الماضي لإثيوبيا كانت قد أعطت الأمل في أن البلدين يستعدان لإصلاح علاقاتهما الثنائية.
مشيرة إلى أن حكومة إثيوبيا تأمل أنه على الرغم من بيان الولايات المتحدة هذا ، فإن المناقشات الصريحة والتفاهم الذي تم التوصل إليه خلال زيارة أنتوني بلينكن لإثيوبيا سيساعد في استعادة العلاقات الاستراتيجية بين إثيوبيا والولايات المتحدة.”
وأكدت الخارجية الإثيوبية على إلتزام حكومة إثيوبيا بمواصلة تنفيذ جميع تدابير المساءلة ، بما في ذلك إنهاء المشاورات على الصعيد الوطني بشأن العدالة الانتقالية وضمان تحقيق العدالة لجميع الضحايا في الصراع.
وفي وقت سابق من الإثنين قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن الولايات المتحدة خلصت إلى أن جميع الأطراف ارتكبت جرائم حرب خلال الصراع في شمال إثيوبيا الذي أودى بحياة عشرات الآلاف وألقى بمئات الآلاف في براثن الجوع وشرد الملايين.
واضاف إنه بعد استعراض دقيق للقانون والوقائع، توصلت وزارة الخارجية الأمريكية إلى أن أفرادا من قوات الدفاع الوطني الإثيوبية وقوات الدفاع الإريترية وقوات تابعة لجبهة تحرير تيغراي وقوات أمهرة الإقليمية ارتكبوا جرائم حرب خلال الصراع.
وقال بلينكن للصحافيين إن عناصر من قوات الدفاع الوطني الإثيوبية والقوات الإريترية وقوات أمهرة ارتكبت أيضا جرائم ضد الإنسانية من بينها جرائم قتل واغتصاب وأشكال أخرى من العنف الجنسي والاضطهاد.
وأضاف أن أفرادا من قوات أمهرة ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية تتمثل في الترحيل أو النقل القسري ونفذوا تطهيرا عرقيا من خلال معاملتهم للمنتسبين إلى تيغراي في غرب الإقليم.
وذكر بلينكن إنه ناقش مع طرفي الصراع خلال اجتماعاته في أديس أبابا الأسبوع الماضي ضرورة الاعتراف بالأعمال الوحشية التي ارتكبتها جميع الأطراف، ومساءلتهم عنها.
ويأتي هذا الموقف الأمريكي بعد زيارة بلينكن لإثيوبيا الأسبوع الماضي حيث أشاد بالتقدم المحرز في تنفيذ اتفاق سلام في البلاد لكنه لم يصل إلى حد قبول إثيوبيا من جديد في برنامج تجاري أمريكي.
ووقعت الحكومة الإثيوبية وقوات من تيغراي على وثيقة لوقف إطلاق النار في نوفمبر تشرين الثاني، مما أنهى الصراع.
ولم تعلق الحكومة الإثيوبية حتى الان على تصريحات وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.