اليمن واثيوبيا خلال العشر السنوات الأخيرة
عمر الشارقي – ناشط في مجال حقوق الإنسان
الراصد الإثيوبي -اليمن
السبت 25 فبراير 2023
كان من الصعوبة بمكان المقارنة بين اليمن وأثيوبيا من الناحية االسياسية ولاقتصادية قبل عشر سنوات حيث كان الوضع مختلف بشكل كبير بين البلدين.
في اليمن كان الوضع افضل عما هو الحال في اثيوبيا والتي كانت تشهد نسبة كبيرة من الفقر والمجاعة، وكانت اليمن خلالها تستقبل عدد من كبير من اللاجئين الأثيوبيين بشكل شبه يومي، زرت أثيوبيا قبل حوالي خمسة عشر سنة واحسست ان اليمن متقدمة عليها بسنين او هكذا هيء لي حينها، واليوم ازورها وأرى فرقاً كبيراً..
خلال العشرين السنة الماضية وبالتحديد العشر الأخيرة منها، نفذت الحكومة الأثيوبية بإصرار وإرادة سياسات تنمية شاملة في البلاد، استطاعت من خلالها الخروج من حالة الحرب الأهلية وخفض نسبة الفقرالى الى 50% تقريبا وتحسين متوسط دخل الفرد والوفاء بالتزامها بتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية ومن ثم أهداف التنمية المستدامة، واصبحت من اسرع اقتصاديات أفريقيا نمواً.
قامت اثيوبيا بالاهتمام بالتعليم والبنية التحتية للبلاد، وأفرجت عن السجناء السياسيين، وعملت على تعزيز وحماية حقوق الانسان وعينت اول رئيسة للبلاد، وقامت ببناء مطار جديد ووسعت اسطول طيرانها لتقوم برحلات لأكثر من 70 وجهه في اسيا وافريقيا واوروبا وامريكا واصبح طيرانها هو الاول افريقيا، وأطلقت قمر صناعي بغرض جمع البيانات الخاصة بالزراعة والتعدين وحماية البيئة، وانشات سكك حديدية، ووقعت اتفاقية مع شركة فولكسفاجن الألمانية لانشاء مصنع للسيارات في اثيوبيا، وهي تنتج حالياً عددا من الصناعات التي يصدر جزء منها للخارج مثل قطع غيار السيارات والآليات الثقيلة والأحذية والمواد الكيميائية والأنسجة وغيره، وتقوم بانتاج الكهرباء وتصديرة لبعض دول الجوار، وتقوم بتحويل النفايات إلى طاقة، وانشأت برامج تبادل علمي مع العديد الجامعات والمؤسسات الاكاديمية في اوروبا وامريكا، وغيره الكثير..
ومع ذلك لاتزال أثيوبيا من الدول الفقيرة، لكنها تمثل تجربة وقصة نجاح هامه فيما يتعلق بتنفيذ سياسات التنمية التي تلتزم قيادتها السياسية بشكل كبيرة في تحقيقة، مما يؤهل ويساعد البلد على اللحاق بركب التقدم والتطور العالمي.
وفي الحقيقة هناك تجارب وقصص نجاح مختلفة من عدد من الدول الافريقية وهي جديرة بالنشر والتعرف عليها،سوف أقوم خلال الفترة القادمة وهذه السنة بنشر عدد من تلك القصص و التجارب تحت شعار .
تعلموامن افريقيا حيث اصبح من الاولى لنا النظر والتعلم من تجارب الشعوب والدول المجاورة لنا..
،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،