عروبة الحبشة

ابراهيم شداد -إثيو-سودانى 

الراصد الإثيوبي -تنزانيا 

السبت 21 يناير 2023

عروبة الحبشة قديمة وأعرق من عروبة بلاد النوبه والسودان ومصر. والاحباش هم خليط قبائل عرب عاربه من سبأ باليمن السعيد مع بانتو شرق افريقيه.
فقد بدأت عروبة الحبشة من اختلاطهم العرقى والثقافى متضمن اللغة بهجرات العرب العاربة خلال الدولة السبئية الى الحبشة وتأسيس مملكة اكسوم فى عهدها السبئي والمسيحى. ثم زادت عروبة الحبشة بالاختلاط العرقى بالعرب المستعربة فى العهد الاسلامى وبعد هجرة بعض الصحابة رضوان الله عليهم بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الى النجاشى ملك اكسوم فى الحبشة مستجيرين فيه وقبل هجرتهم الى المدينة وقبل دخول المسلمون الى مصر والسودان.
يقال ان البربر والامازيغ فى شمال افريقيه ترجع اصولهم مثل الاحباش الى قبائل عرب عاربه هاجرت من اليمن واسسوا حضارتى الفينيقيين فى شرق البحر الابيض المتوسط والقرطاج فى جنوبه بشمال افريقيه. ونلاحظ الشبه الى حد ما بين الات الطرب الوترية وموسيقى وغناء ورقص البربر والامازيغ (القرطاج) مع الاحباش فى القرن الافريقى.
وما زالت اللغة الرسمية فى الحبشة/اثيوبيا هى الامحرية نسبة الى حمير العرب العاربة والبائدة، وما زالت اللغة الامحرية تكتب بخط المسند اليمنى القديم. والامحرية الحالية طرأ عليها ما يطرأ على كل اللغات والالسن من التطور والتعديل بحسب الازمان ومزيدا من الاقتباسات من اللهجات والالسن المحليه.
اللغة العربية المستخدمة حاليا هى لسان قريش التى نزل بها القرآن الكريم. وقبيلة قريش هى عرب مستعربة خليط قبيلة جرهم اليمنية العاربة مع سيدنا اسماعيل بن سيدنا ابراهيم الخليل عليهما السلام، وسيدنا اسماعيل هو خليط الكوشيين القبط مع الساميين العبرانيين. ثم ترك الخط العربي الاصلي الثمودي والمسند اليمنى والذى ترجع اليه اللغة الامحرية المتطورة من لغة حمير العرب العاربة فى جنوب اليمن السعيد.
واصبحت كتابة اللغة العربية المستخدمة حاليا ليس بعربية بل بالخط النبطي والأبجدية الارامية ذى الأصل السرياني والذى كان يستخدم في لغات التجارة وأكثر إنتشارا في المدن الحضارية والممالك الحضارية الكبرى. والنبطى نسبة إلى نبط (الأنباط) فى شام العرب المستعربة لاحقا. وهم الذين تركوا حضارة عريقة في مملكة بترا جنوب شرق الأردن حاليا.
فعروبة الحبشة/ اثيوبيا وارتريا والصومال أعرق من عروبة بلاد النوبة/السودان عرقا وثقافة متضمنة الدين الاسلامى. ويكفى ان الغالبية الساحقة فى الصومال مسلمون وحوالى نصف سكان اثيوبيا وارتريا مسلمون. وبالتالى تعداد المسلمون فى اى من الصومال واثيوبيا وارتريا يماثل ان لم يكن ضعف تعداد كل سكان السودان الحالى بمسلميه ونصاريه والا دينين. فلا تغمضوا للاحباش اثيوبيين وارتريين وصوماليين حقائقهم التاريخية وحقوقهم العرقية والثقافية ومنافع ثرواتهم الطبيعية وبخاصة مصادرهم المائية.

،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،