خالد عبد النبي – كاتب سوداني
الراصد الإثيوبي- الخرطوم
الثلاثاء 27 ديسمبر 2022
أول جمعة لنا فى العاصمة الأثيوبية أديس أبابا كانت فى مسجد ماركاتو الذى يبعد عن قلب العاصمة مسافة نصف ساعة بالتاكسي ، تحركنا فى هذا النهار أنا وشنان برفقة اسكندر الذى جاء لمرافقتنا الى ماركاتو وهو يعلم أننا حريصون على اللحاق بصلاة الجمعة لذا كان يستحث سائق التاكسي المسلم يوسف على الاسراع واختيار اقصر الطرق يدفعه الحس الروحى الذى يملأ دواخله المتصالحة ، ورغم أنه مسيحى ويعلم تمام العلم أننا لن نرافقه للكنيسة صباح الأحد لكنه كان معنا يصف لنا ماركاتو وسوقها الذي يعتبر من أكبر الاسواق الافريقية ومسجدها الكبير .
الحياة فى تسيارها العادى فى شوارع أديس وبدا لنا الامر مختلفا”عن الخرطوم التى تكاد تتمطى شوارعها من لذة النوم فى يوم الجمعة .
مسجد ماركاتو العتيق الواسع ممتلئ عن اخره بالمصلين ونحن منهم وتفرقنا وانتشرنا معهم بعد أن قضيت الصلاة نبتغى التعرف على منتجاتهم وبضاعتهم واسعارها ، بفضول وفراسة السودانى جلنا نتفحص السلع الأصلية والصينية وأدهشتنا صناعات هؤلاء القوم واهمها الاحذية الجلدية وملابس مستوحاة من تراثهم وهى مزيج من القطن والدمور بالاضافة لصناعات تشكيلية للزينة وغيرها مكونة من الجلد والخشب تسترعى الانتباه وتحدثك عن الصبر والفن اليدوى الرفيع .
فى تجوالنا التقينا بالشيخ أحمد السماوى وهو من أهل اليمن ويعتبر من كبار تجار سوق ماركاتو ورحب بنا وأدار معنا حديث قصير عن السودان واليمن ساقنا بعده لمجلسه العامر فى داره مصرا”على تناول الغداء معه منطلقا”فى حكاياته بفرح حقيقى عن السودان وأهله ودور المعلم السودانى فى بلاد الايمان والحكمة (الايمان يمان والحكمة يمانية) أيقنت أن اهل اليمن أرق قلوبا”وألين افئدة ، وتفرعت بنا الحكايات عن كل شئ عدا السياسة كما نبهنى اسكندر ( هنا بلاد الحرية ولك أن تفعل أى شئ فى حدود القانون ولكن ابتعد عن السياسة).. ويا شيخنا السماوى واسكندر نحن قد أتينا نستجم من رهق الحياة التى كدرتها السياسة ولولاها لما كان هناك شد وجذب ومظالم ولا فكر أحدهم فى مصلحة حزبه ونفسه قبل وطنه ولكن سنمارس السياسة بطريقة خاصة بنا ، سنحكى للناس فى أرض النيلين عن القوميات التى تقارب ثمانون قومية أو تزيد وتتعايش فى سلام وعن الديانات المنتشرة ولكن الاحباش يتعبدون بعيدا”عن صداقاتهم وتعاملهم فى الحياة لذا تزدهر الحياة وتنمو نبتة المحبة فى كل دار وتحتل البلاد المقدمة فى أفريقيا من ناحية التنمية،تهرول الجماعات من كل أفريقيا صوب أديس لحل مشكلاتها عبر لجان الوساطة والحكماء، مبنى الاتحاد الافريقي يربض على تل بأناقة يحكى عن ابتسامته المشعة التى يستقبل بها ضيوفا”هدهم السهر وأرهقتهم أصوات البنادق والمدافع، ضاع عليهم الطريق واخافتهم الكمائن. فيا شيخنا السماوى ويا صديقى أسكندر شكرا”لانكم اعطيتمونا دروسا”مجانية فى كل شئ وفى هذا اليوم تعلمنا من أسكندر احترام الاخر ومعتقداته ومن السماوى الكرم ومحبة راسخة من شعوب لشعبنا وتعلمنا منه فائدة الاسفار التى منحته تجارة رابحة وزوجة وفية من الاورومو، تغدينا معه وبرفقته مجموعة من اهله واصدقائه ومعنا اسكندر المسيحى الوحيد ولكن ربما لم يلحظ ذلك الا أنا وشنان ،سمها رواسب أو طباع وطنتها فى دواخلنا أشياء معقدة قد تكون مجتمعية او مدرسية ..
عدنا بعد أن ودعنا الشيخ الوقور وعاد معنا اسكندر يحكى عن طيبة الرجل وتلقائيته رغم الثراء الظاهر عليه وما بدا لى أنه يهمه كانسان دون النظر لجنسيته أو قومية زوجته او ديانتهم.. وأنا كنت حزينا”للغاية عند المقارنة بين حالنا وحالهم وفرح بدرجة متقدمة لما تعلمته فى هذا اليوم من دروس وعبر وشنان كان يراقب الطريق كمن يبحث عما أفرحنى ليلتقط منه بذورا”يزرعها فى دارهم عند العودة للوطن..
مشتاقين يا أديس .
أول جمعة لنا فى العاصمة الأثيوبية أديس أبابا كانت فى مسجد ماركاتو الذى يبعد عن قلب العاصمة مسافة نصف ساعة بالتاكسي ، تحركنا فى هذا النهار أنا وشنان برفقة اسكندر الذى جاء لمرافقتنا الى ماركاتو وهو يعلم أننا حريصون على اللحاق بصلاة الجمعة لذا كان يستحث سائق التاكسي المسلم يوسف على الاسراع واختيار اقصر الطرق يدفعه الحس الروحى الذى يملأ دواخله المتصالحة ، ورغم أنه مسيحى ويعلم تمام العلم أننا لن نرافقه للكنيسة صباح الأحد لكنه كان معنا يصف لنا ماركاتو وسوقها الذي يعتبر من أكبر الاسواق الافريقية ومسجدها الكبير .
الحياة فى تسيارها العادى فى شوارع أديس وبدا لنا الامر مختلفا”عن الخرطوم التى تكاد تتمطى شوارعها من لذة النوم فى يوم الجمعة .
مسجد ماركاتو العتيق الواسع ممتلئ عن اخره بالمصلين ونحن منهم وتفرقنا وانتشرنا معهم بعد أن قضيت الصلاة نبتغى التعرف على منتجاتهم وبضاعتهم واسعارها ، بفضول وفراسة السودانى جلنا نتفحص السلع الأصلية والصينية وأدهشتنا صناعات هؤلاء القوم واهمها الاحذية الجلدية وملابس مستوحاة من تراثهم وهى مزيج من القطن والدمور بالاضافة لصناعات تشكيلية للزينة وغيرها مكونة من الجلد والخشب تسترعى الانتباه وتحدثك عن الصبر والفن اليدوى الرفيع .
فى تجوالنا التقينا بالشيخ أحمد السماوى وهو من أهل اليمن ويعتبر من كبار تجار سوق ماركاتو ورحب بنا وأدار معنا حديث قصير عن السودان واليمن ساقنا بعده لمجلسه العامر فى داره مصرا”على تناول الغداء معه منطلقا”فى حكاياته بفرح حقيقى عن السودان وأهله ودور المعلم السودانى فى بلاد الايمان والحكمة (الايمان يمان والحكمة يمانية) أيقنت أن اهل اليمن أرق قلوبا”وألين افئدة ، وتفرعت بنا الحكايات عن كل شئ عدا السياسة كما نبهنى اسكندر ( هنا بلاد الحرية ولك أن تفعل أى شئ فى حدود القانون ولكن ابتعد عن السياسة).. ويا شيخنا السماوى واسكندر نحن قد أتينا نستجم من رهق الحياة التى كدرتها السياسة ولولاها لما كان هناك شد وجذب ومظالم ولا فكر أحدهم فى مصلحة حزبه ونفسه قبل وطنه ولكن سنمارس السياسة بطريقة خاصة بنا ، سنحكى للناس فى أرض النيلين عن القوميات التى تقارب ثمانون قومية أو تزيد وتتعايش فى سلام وعن الديانات المنتشرة ولكن الاحباش يتعبدون بعيدا”عن صداقاتهم وتعاملهم فى الحياة لذا تزدهر الحياة وتنمو نبتة المحبة فى كل دار وتحتل البلاد المقدمة فى أفريقيا من ناحية التنمية،تهرول الجماعات من كل أفريقيا صوب أديس لحل مشكلاتها عبر لجان الوساطة والحكماء، مبنى الاتحاد الافريقي يربض على تل بأناقة يحكى عن ابتسامته المشعة التى يستقبل بها ضيوفا”هدهم السهر وأرهقتهم أصوات البنادق والمدافع، ضاع عليهم الطريق واخافتهم الكمائن. فيا شيخنا السماوى ويا صديقى أسكندر شكرا”لانكم اعطيتمونا دروسا”مجانية فى كل شئ وفى هذا اليوم تعلمنا من أسكندر احترام الاخر ومعتقداته ومن السماوى الكرم ومحبة راسخة من شعوب لشعبنا وتعلمنا منه فائدة الاسفار التى منحته تجارة رابحة وزوجة وفية من الاورومو، تغدينا معه وبرفقته مجموعة من اهله واصدقائه ومعنا اسكندر المسيحى الوحيد ولكن ربما لم يلحظ ذلك الا أنا وشنان ،سمها رواسب أو طباع وطنتها فى دواخلنا أشياء معقدة قد تكون مجتمعية او مدرسية ..
عدنا بعد أن ودعنا الشيخ الوقور وعاد معنا اسكندر يحكى عن طيبة الرجل وتلقائيته رغم الثراء الظاهر عليه وما بدا لى أنه يهمه كانسان دون النظر لجنسيته أو قومية زوجته او ديانتهم.. وأنا كنت حزينا”للغاية عند المقارنة بين حالنا وحالهم وفرح بدرجة متقدمة لما تعلمته فى هذا اليوم من دروس وعبر وشنان كان يراقب الطريق كمن يبحث عما أفرحنى ليلتقط منه بذورا”يزرعها فى دارهم عند العودة للوطن..
،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،