ضبط الخطاب السياسي السوداني
حذيفة زكريا محمد – كاتب سوداني
الراصد الإثيوبي – السودان
السبت 17 ديسمبر 2022
يأسف الأمر عندما يتعامل أطراف العمل السياسي السوداني بردود أفعال و تصريحات إعلامية غير مسؤولة و التمسك بأسلوب و حوار أركان النقاش الجامعية من خلال الكثير من قيادات المنظومة السياسية، الأمر الذي ظل يُألب الصراعات السياسية وتناسي مشكلات السودان الأساسية بل ظل يعمق الفجوة بين المدنيين والعسكريين وأطراف العملية السلمية، وما حدث في ٢٥ أكتوبر كان نتيجة لتصريحات غير مسؤولة من قيادات المنظومة المشاركة في السلطة آنذاك ومع تقدم السودان خطوة نحو الأمام بتوقيع الإتفاق الإطاري الذي لو وجد البيئة الصالحة سياسياً لإدارة الفترة الإنتقالية حتى الوصول إلى إنتخابات حرة ونزيهة يختار بها الشعب السوداني كيف يحكم وبمن؟ إلا أن الواقع ظل يعيد نفسه ويتكرر حيث جن جنون الكثير من السياسيين فمنهم من يحاول إختطاف المشهد ومنهم من يحاول إبعاد الكثير من أضلع الثورة التراكمية ومنهم من يصنع مشكلة مع العسكر وبعد تصريحات الفريق أول ركن #عبدالفتاح_البرهان رئيس مجلس السيادة الإنتقالي والقائد العام للقوات المسلحة يشير الواقع إلى أهمية ضبط الخطاب الإعلامي السياسي فليس هناك جهة لها كاملة الصلاحيات خلال تلك الفترة الإنتقالية المعقدة من تاريخ السودان .
على جميع الأطراف السياسية الإبتعاد عن عمليات إستفزاز المسؤولين بهدف تحريك كوادر مؤسستها أو وزارتها لرد الهجوم بهجوم مقابل وتلويح وتهديد بإستخدام السلطات أو الشارع .
نناشد جميع قيادات العمل السياسي بتوجيه إدارتهم التحتية إلى ضرورة الإلتزام بالإستراتيجية الإعلامية وعدم القفز عنها بالتصريحات العشوائية والإنتقامية والظهور بخطاب يلامس الواقع السوداني ينقل إدارة الفترة الإنتقالية إلى مراكز متقدمة، الأمر الذي لا يمكن أن يتم من خلال الإنفعال والردود المشدودة والتي تضيع كل جهد بذله الجميع من أجل الخروج بالسودان إلى بر الأمان .
قيادات العمل السياسي من الآن وصاعداً عليها أن تضع تحت المجهر البيانات الصحفية و التصريحات التي تردها وأن تقوم بالتدقيق فيها ومعرفة الأهداف من ورائها كي لا تكون منصات لإطلاق هذا المسؤول و تهديدات ووعيد ضد كل من ينتقد أو يشير الى خلل .
،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،