الينابيع الساخنه “فل وها” البقعة التى تأسست منها اديس ابابا عاصمة اثيوبيا
ابراهيم شداد -إثيو-سودانى
الراصد الإثيوبي -تنزانيا
10ديسمبر 2022
فلوها Filwoha تعنى باللغة الامهرية مياه الينابيع الساخنه ، وقد كانت هذه البقعة محل اقبال الامبراطور منليك الثانى وزوجته الامبراطورة تايتو وبقية اعضاء البلاط الملكى.
لقد احتمى الامبراطور منليك الثانى بسفوح جبال انتوتو البركانية الشاهقة عقب معركة المتمة الحبشية (والتسمية ترجع الى المك نمر تأسيا بمتمة ارض الجعليين وبعد ان لجأ الي الحبشة فى حماية الامبراطور تيدروس وعقب حرق اسماعيل باشا).
انتهت معركة المتمة الحبشية بانتصار جيش المهدية ومقتل الامبراطور يوهانس التقراوي ، ويقال قبل بدء المعركة ان الامبراطور يوهانس ارسل رسالة مكتوبة الى الزاكى طمل والذى اشتهر براعى الهمل، يسأله عن سبب غزوه لبلاد الحبشه.
وقد بدأت الرساله بمخاطبة الزاكى طمل بلقب دجاج اختصارا لدجزماج بمعنى الجنرال، وفهم الزاكى طمل انه مخاطب بدجاجه فغضب ورمى الرساله وبدأت المعركة، وانهمرت جيوش الاحباش كالسيل العرمرم من الجبال على جيش الزاكى طمل، والذى احتمى بجيشه بزربية كبيره من الشوك يطلقون منها نيران الرصاص من البنادق فى جميع الاتجاهات.
وأصاب طلق طائش الامبراطور يوهانس وهو على ظهر فرسه يحيط به حراسه، فأنكأفا الامبراطور ميتا ودب الزعر فيمن حوله وانتشر خبر مقتله وفت فى عضد جيش الاحباش فتشتتوا خارج ارض المعركه يطاردهم المهدويون قتلا وسبيا.
ولحق المهدويون بجثمان الامبراطور يوهانس وقتلوا من حوله واجتزوا رأس الامبراطور وغنموا سلاحه وفرسه وجميع ما كان يصطحبه من مال وعتاد.
ودخل المهدويون قوندر عاصمة الاحباش فى القرون الوسطى واحرقوها، ولم يسلم من الحرق والتخريب سوى كنيسة دبرا برهان بمعنى الثالوث وضوء الجبال، ويقال ان أسراب النحل حالت بين المهدويين وحرقها.
وارسل المهدويون رأس الامبراطور يوهانس والغنائم الى الخليفة عبدالله ود تورشين فى ام درمان، ويقال ان الخليفه اهدى فرس الامبراطور مع بعض السبايا الحبشيات الى صديقه وصفيه السيد البكرى بن السيد اسماعيل الولى.
وبعد المعركة بدأ المهدويون فى مطاردة فلول جيش الاحباش المنسحبة وخاصة جيش الامهرا بقيادة الراس سهلى مريم وهو أسم ولادة الامبراطور منليك الثانى وقبل ان يرث عرش السلسلة السيليمانيه خلال الفترة ١٨٨٩-١٩١٣م.
اتخذ الراس سهلى الامهراوى اسم منليك الثانى تأسيا بمنليك الاول ابن بلقيس ملكة سبأ بزواجها من سيدنا سليمان عليه السلام وحسب المثيولوجيا الاثيوبية فى كتابهم كبرا نقست (مجد الملوك).
لقد احتمى راس سهلى بسفوح جبال انتوتو البركانيه الشاهقة بارض الارومو بدلا من الانسحاب الى معقله فى انكوبر باقليم شوا، والذى آل الى ملكه بعد القضاء على امارة ايفات الاسلاميه احدى امارات الطراز الاسلامى فى الحبشة الكبرى متضمنه الصومال واثيوبيا وارتريا.
وطارد المهدويون جيش رأس سهلى حتى قمم جبال دبراماركوس فى منتصف المسافه من المتمه وقوندر الى جبال انتوتو. واشتد علي المهدويين المطر والبرد وكان من بينهم البدرى الدهمشى جدى ابراهيم واخوه اسحق ابناء الشيخ محمد عثمان بن احمد بن شداد. فعادوا الى المتمه ومنها بالغنائم والسبايا الحبشيات الى ام درمان عاصمة الدولة المهدية.
سفوج جبال انتوتو كانت موطنا لسلطنة شوا الاسلاميه وهى احدى امارات الطراز الاسلامى فى الحبشة، فأجلأ رأس سهلى سفوح جبال انتوتو من اهلها المسلمين المهاجرين والمختلطين بالامهرا والاروموا واتخذها حاضرة لملكه باعتلائه عرش السلسلة السيليمانيه وتسميته بمنليك الثانى.
وباحلال السلام نتيجة عودة جيوش المهدية الغازية الى السودان، قرر الامبراطور منليك الثانى وبايعاز من زوجته الامبراطورة تايتو النزول من سفوح جبال انتوتو الى تحتها حيث سهل وادى فيفينى والتى تعنى بلغة الارومو الينابيع الساخنه، وشيد الامبراطور منليك الثانى بيتا صغيرا وكنيسة حول بقعة الينابيع الساخنة وتحولتا بمرور الزمن الى القصر الملكى الضخم والى كتدرائية الثالوث المقدس.
وتحولت بقعة الينابيع الساخنة الى فندق سياحى وحمامات مفتوحة للجمهور، وهنالك ثلاثة درجات من هذه الحمامات واغلاها بالبر الاثيوبى ما يعادل ٥-٦ دولارات عبارة عن وحدات حمامات خاصة بكل منها حمام بدش ساخن يعقبه الاستلقاء فى بانيو تملأه صنابير متدفقه بمياه الينابع الساخنه، ثم غرفه صغيره ملحقه لفور ودلك الجسم باستخدام زيتا خاصا ويقوم بها خبير رجل او أمراة بحسب نوع الزبون. ثم المرحلة الاخيرة وهى الاستحمام بالصابون تحت دش ساخن.
،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،