بقلم/ انور ابراهيم (كاتب اثيوبي)
الراصد الإثيوبي – أديس أبابا
مدينة هرر تقع في جنوب شرق اثيوبيا على الحدود الاثيوبية الصومالية على مسافة ( 515كيلومتر ) من العاصمة الاثيوبية اديس اببا انها المدينة القديمة المسورة بحصن كبير يضمها بني في القرون الوسطى يسمي حصل جيغول .
ويطلق عليها مدينة المساجد والمآذن او كما يفضل اهلها ان يطلقوا عليه مدينة المائة مأذنة ، وتضم عدد من الأسواق، و هي مركزا للتعليم الإسلامي ومركزا لنشر اللغة العربية في القرن الافريقي ، وهي اقدم مدينة تاريخية في المنطقة وقامت بصك عملة محلية خاصة بها منذ عصور قديمة ، وتعتبر مدينة هرر من اجمل مدن القرن الافريقي جمالا وموقعا تقع على جرف عال يطل على السهول المحيطة بها، وتتمتع بمناخ جاف معتدل .
سكان هرر
تعتبر هرر نمودجا للتعايش بين الشعوب في اثيوبيا اذ تجد فيها كل القوميات الاثيوبية المتعددة الارومو وهم الاغلبية والامهرا والهرريين وبقية القوميات الاثيوبية وبها كل اللغات الاثيوبية والعالمية اذ تجد من يتحدث الارومية والادرية والامهرية والصومالية والعربية .
حصن جيغول
هو من اقدم الحصول حول المدن وبه خمسة ابواب احداها ايرر بر وفلانا بر وشوا بر وبودا بر وسنقا برا وكلمة بر تعني باب باللغات المحلية وهنالك تسمية محلية باللغة الادرية وهي لغة اهل هرر لهذه البوابات فتجد (السوم بري وبدرو بري وسوق طاتابري واسما دين بري وارقو بري ) تختلف في مسمياتها وبها ممرات للصرف الصحي وممرات داخلية وحسب الخبراء ان الحصن بني بالنمط المعماري الاسلامي في تلك العصور .
وكانت هرر في العصور السابقة لايمكن الوصول إليها إلا بواسطة قافلة طويلة أو رحلة بالبغال تستمر لعدة أيام أو أسابيع أو أشهر. اليوم فإن المسافة للمدينة بالسيارة من دير داوا تاخذ ساعة او اقل ، وديرداوة اقرب المدن لهرر وهي بلدة السكك الحديدية الاثيوبية الحديثة، وتمتلك مطار دولي والعديد من المرافق الحكومية وفنادق من الدرجة الأولى و فنادق خاصة.
من اهم المعالم
رجل الضبع اذا تجد تعايش الضباع مع البشر في تلك المدينة الذي قد لاتراه في منطقة اخري وهنالك اساليب لمناداة الضباع واطعامها من قبل الافراد وهي من الصور الجميل والمرعبة التي تعمل على جذب السياح .
متاحف هرر
يوجد في هرر نوعين من المتاحف منها الخاصة والعامة وهنالك افراد يمتلكون متاحف خاصة تضم افخم التحف والاثار وتعتبر قبلة للزوار والمهتمين بالاثار الاسلامية الاثيوبية وهنالك متحاف عامة تحت اشراف وزارة الثرات والسياحة الاثيوبية وهنالك متحف شريف ومتحف رامبو هاوس وادقار والامير عبداهلى وهي من المتاحف المعروفة في مدينة هرر ولابد من زيارتها .
يوجد طريق سريع لهرر يربطها بكل من اديس اببا وديري داوة ويوفر رحلة ممتعة مع طريق متعرج من الأراضي المنخفضة ويتمد إلى مرتفعات هرر ، ويمر من خلال مشهد من الجبال المذهلة في تنوعها وسحرها الخلاب مع سلسلة من المشاهد والمناظر الرائعة. جدران من الصخور الهائل المجردة، ومنحدرات مرتفعة واشجار كثيفة من السنط وشجرة الكينا، وأنواع مختلفة من الصبار، وعند النزول إلى الوديان العميقة. في كثير من الأماكن والجبال والمدرجات تجد مزراع القهوة أو غيرها من المحاصيل التي يعتمد عليها انسان المنطقة .
وتجد الحقول المزروعة والغنية بالذرة الشامية ،و الذرة الرفيعة، ومختلف انواع الحبوب الأخرى. حيث يمكن أن تري العديد من انواع الطيور المائية والبرية .
ونأتي إلى بلدة على جانب الطريق وهي بلدة هرومايا ، والتي توجد فيها اكبر الجامعات الحديثة جامعة هرومايا ،وبحيرة هرومايا وعلى اليمين، تجد احد الاسوق الشعبية اليومية في المنطقة ، والتي يقوم السكان المحليين بعرض بضاعتهم على الأرض أو على الأكشاك والمظلات المتحركة .
البن الهرري
تمتلك هرر كثير من مزارع البن في ضواحيها، وهذه المزارع تعمل على انتاج اجود انواع القهوة في العالم مثل اربيكا وغيرها من الفواكه والموالح مثل البرتقال الهرري.
نمط المدينة مابين العراقة والحداثة
وتمتاز هرر بمنازل و حدائق حديثة وفريدة من نوعها ، و توجد في المدينة جميع أنواع أشجار السنط. مع بعض الأشكال من الزهور والمسافر وهو في شوارع هرر يشاهد شوارع واسعة تصطف على جانبيها الأشجار المتعددة ، والمدينة الاخري الجديد تبعد بضع دقائق بالسيارة من المدينة المسورة الشهيرة، تجد هرر تضم مابين العراقة والحداثة في نمطها كمدينة قديمة تارخية والجانب الحديث الذي بدا يتطور في الجزء الجديد.
على الرغم من ان هرر هي في جوهرها تعتبر بلدة للمسلمين وكانت فيها اقدم مملكة اسلامية ، الا انها تضم كنيسة جميلة للمسيحين، كنيسة مدهني الم، والتي شيدت للعبادة في عهد الإمبراطورمنلليك الثاني ، في العام1887 م.
تكمن الأهمية التاريخية لهرر في مبانيها والفريدة من نوعها باعتبارها اقدم مملكة اسلامية في القرن الافريقي وكانت مركزا للاشعاع الديني ولتعليم اللغة العربية ، ومازال حصن جيغول يلفت انتباه الزاور مما ادي للاعتراف به دوليا في العام 1989 عندما تم تسجيلها من قبل اليونسكو كجزء من التراث الثقافي، وليس فقط كمدينة إثيوبية .