تحقيق التسوية السياسية بالبلاد خطوات ومتطلبات
حذيفة زكريا محمد -كاتب سوداني
الراصد الإثيوبي- أديس أبابا
السبت 22 أكتوبر
لابد من بذل المزيد من الجهود بشكل متزامن يستهدف جميع الأطراف السياسية المركزية وفي الولايات والبوادي والفرقان على إمتداد الوطن الواسع ومن ثم إجراء مشاورات شفافة تناقش جذور الأزمة السودانية، وتهدف إلى إطلاق عملية سياسية شاملة تحقق السلام المنشود والتوافق الوطني الذي بدوره يأسس لوطن أكثر أمن وإستقرار لأن أي مشاورات لا يشارك فيها الجميع لن تحقق السلام ولن تقود بنا إلى إستقرار سياسي بهذا الوطن .
على الأطراف السياسية والدول الخارجية الذين يسعون لإحلال تسوية سياسية بهذا البلد أن يدركوا طبيعة الصراع في السودان كصراع ممتد و متجذر و تراكمي حيث أن الأفكار التي تُطرح من حين إلى آخر لإحلال التوافق لا تتناسب مع طبيعة ذلك الصراع، وهي غالباً تركز على الأشكال الظاهرة أو المعلنة للصراع عبر واجهة الخرطوم عاصمة البلاد وتتجاهل المعالجة الجذرية للمشكلات الأساسية التي يعشها السودان أجمع بل تفتقد إلى الإطار المنهجي المستند إلى أسس علمية راسخة تراعي إمتداد هذا الوطن الكبير، بمعنى أنه إذا كان هناك جدية في تحقيق التسوية السياسية فإنه يجب تشكيل فريق من الأكاديميين والباحثين المتخصصين في مجال إدارة الصراعات والسلام والبدء في إعداد علمي ومنهجي لممارسة عملية المفاوضة والوساطات وذلك بعد تلقي إستجابة وإرادة مشتركة لأطراف الصراع في التسوية يشمل حتى حركات الكفاح المسلح التي لم توقع .
ما نشاهده الآن من وساطات خارجية يبدو وكأنها تريد التغطية على مساوئ إدارتها للمعركة السياسية بالسودان من خلال الإنفراد بواجهات سياسية ذات أيديولوجية معينة وهذا يأسس إلى إحتقان سياسي جديد كما أن الوساطات يجب أن تكون مقبولة لدى كل الأطراف وليس أحد أطراف الصراع .
أي تسوية لا تستند إلى إطار منهجي فلن تكون تسوية دائمة وإنما تسوية مرحلية سيعود بعدها الصراع من جديد وستظل البلاد في أزمة سياسية دائمة ودوامة صراعات وتكتلات قبلية وعشائرية ستقود بدورها إلى حرب أهلية تحصد الأرواح وتفكك نسيج البلاد الإجتماعي وحرصاً على حفظ تراب هذا الوطن ونسيجه الإجتماعي آن الأوان في إدراك الواقع والعمل وفق طرق علمية تترجم أصالة شعب هذا الوطن تستهدف الجميع وتعمل على تفكيك أزمات البلاد التراكمية و تحليلها ومن ثم إبتكار الحلول التي تساهم في الخروج بهذا الوطن إلى بر الأمان .
،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،