القرن الأفريقي المارد القادم
معتز بركات- صحفي سوداني
الجمعة 14 أكتوبر 2022
يظل البعد الاستراتيجي قائماً و حاضرا بشدة عند إجراء أي دراسة علمية أو تناول صحفي لتلك المنطقة من القارة السمراء التي تسمى القرن الأفريقي، ذلك الجزء من أفريقيا الذي يضم مجموعة الدول التالية الصومال، جيبوتي،، أثيوبيا، إرتريا. يذكر أن هناك من يعتبر أن القرن الأفريقي بجانب الدول الأربعة أعلاه يمتد و يتسع ليشمل السودان، وجنوب السودان، وكينيا، يوغندا، تنزانيا، و بورندي، و رواندا.
و تكمن أهمية القرن الأفريقي في الموقع الاستراتيجي المتمثل في قربه الشديد من أهم الممرات المائية في العالم( مضيق باب المندب والبحر الأحمر وخليج عدن) ، إلى جانب الثروات الطبيعية الهائلة التي يتمتع و يتميز بها، الأمر الذي جعله منطقة صراع و تسابق دولي لمحاور مختلفة وذلك في ظل أزمة الطاقة العالمية لوجود أهم واقرب الممرات المائية كما ذكرنا انفأ التي تربط دول الخليج العربي إضافة إلى إيران المنتجة للنفط والغاز بالولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا وذلك عن طريق البحر الأحمر.
كل هذه الإمكانيات الكبيرة و الهائلة التي تتوفر في هذا الجزء من أفريقيا كفيلة بجعل اي دولة تنتمي لهذا الكيان تعيش في رفاهية في ظل ظروف اقتصادية مثالية الا انه للأسف الشديد أن الأوضاع في دول القرن الافريقي عكس ذلك التصور تماما بل ان شعوب تلك الدول ظلت لعشرات السنين فريسة للحروب والصراعات من جهة و الجفاف و المجاعات والنقص الحاد في الغذاء من جهة أخرى.
و يبدو أن هناك جهات متعددة من مصلحتها استمرار حالة عدم الاستقرار و الصراعات و الحروب الداخلية و الخارجية في منطقة القرن الأفريقي لأن ذلك ببسأطة يخدم أجندتها و مصالحها الحيوية بأن تظل المنطقة فريسة و نهبا لاطماع بعض الدول الكبرى والدول الغنية التي تحاول بشتى الطرق والأساليب السيطرة على الموانئ البحرية في المنطقةو العالم .
وأخيراً فإن العمل على بناء حاضر و واقع أفضل ومستقبل مشرق لدول القرن الأفريقي الكبير يقتضي القضاء التام على كافة الخلافات والنزاعات و الاتجاه إلى التعاون والتكامل الاقتصادي حتى تستفيد دول القرن الافريقي من المزايا المتعددة التي تنعم بها لصالح تقدم ونماء شعوبها.
،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،