بقلم /انور ابراهيم احمد( كاتب اثيوبي )
قد يكون الاسم غريب بعض الشئ للقارئ العربي ،ولكنها احدي مصطلحات الثقافات الاثيوبية وخاصة من الشمال الإثيوبي ،حيث أقليم تيغراي والتنوع والتعددية الثقافية ، ففي تقراي توجد احدي القبائل التي تسمي (عقامي ) ،ولها عادات وتقاليد متعددة وكثيرة ،وهذه القبيلة تقطن بالقرب في حدود تيغراي الشمالية ، في منطقة تسمي (عدي قرات ) وهي تعتبر مدخل المرتفعات الاثيوبية من الناحية الشمالية .
طحلو
فكلمة طحلو هي نوع من الاطعمة الاثيوبية التي تزخر بها المائدة الاثيوبية التي تتنوع في اشكالها ، والطحلو من الاطعمة المفضلة جدا لدي قبيلة (عقامي ) ،و تصنع من دقيق الشعير بعد تحميصه ويصبح طحيناً ناضجاً فيتم عجنه مثل العصيدة ولكن بالماء البارد ،ويقطع على شكل كرات دائرية ويقدم مع نوع من الصوص والذي يتم طبخه باللحم المفروم والبهارات ، وهو اشبه بالزغني المعروف في تقراي ويتم تقديم مزيج ابيض معه مصنوع من مواد محلية، واجمل شيء طريقة عرض الطحلو فهي في حد ذاتها نوع من الطقوس الجميلة ،اذ تقوم المرأة بالجلوس امام الحاضرين لتناول الطعام فتعمل على تقطيع الطحلو على شكل كرات وتضعها امام الضيوف الذين يجلسون حول المائدة .
شنطار
كلمة شنطار هي الكلمة الثانية ولأ ادري ما لعلاقة بين الاثيوبيون والصينيين فهي أي (الشنطار ) هي اداة تصنع من الخشب محليا ،عبارة عن عود صغير وفي طرفه الاخير راسين وهذا العود او الذي يسمي محليا ب(شنطار) هي الالة التي تؤكل بها الطحلو ،وهي اشبه بطريقة اكل الصينيين للأطعمة بقطع من الخشب ولكن لدي الصينيين قطعتين خشب اما في تيغراي او لدي العقامي ،فتؤكل بقطعة خشب واحدة ففي طرفيها راسين ويتم طعن الكرة الواحدة من الطحلو بقطعة الخشبة من طرف الرأسين ويتم تغميسها بالصوص المعد خصيصا لهذا الطحلو ،ويتم تناوله على الفور بدون ان تلسه بيدك بل بالخشبة ويتم فرش الانجيرا تحت الطحلو ، وتحلو وجبة الطحلو في المناسبات المختلفة والاعياد ومناسبات الاسر الخاصة والعامة ويتجمع الناس حول هذه الوجبة.
وقد اصبحت مؤخرا من الوجبات الشهيرة في اثيوبيا ولها مطاعم خاصة تقوم بإعدادها ولا يستطيع أي شخص ان يقوم بتحضيرها لان طريقة اعداد الطحين الذي يبدا بتحميص الشعير قبل طحنه هي اولى المراحل وتعقبها مراحل اخري متعددة مثل العجن ،واعداد الصوص الخاص بها وبقية مستلزماتها التي تؤكل بها ،اما الشنطار فهي الة يقوم بصنعها افراد القبيلة واصبحت معروفة جدا الان وهي تقوم بعمل الشوكة ولكن لها طرفين حادين .
فهذه الثقافة من الثقافات الغذائية المتعددة والكثيرة في اثيوبيا وخاصة في اقليم تيغراي الذي به العديد من الثقافات الغذائية المتعددة .
