معتز بركات
صحفي سوداني
في تقديري الخاص من خلال متابعتي و إهتمامي بالأحداث المهمة في منطقة القرن الأفريقي بصورة عامة و إثيوبيا على وجه الخصوص، استطيع ان اقول و بملء الفم أن مشروع سد النهضة الإثيوبي على النيل الأزرق أكبر مشروع وجد دعم مقدر وإجماع منقطع النظير من جميع أبناء الشعب الإثيوبي الشقيق بمختلف قطاعاته التي شاركت كل منها في دعم المشروع الكبير حسب طاقته و قدرته المادية.
الشعب الإثيوبي ينظر إلى هذا المشروع العملاق انه بمثابة الأمل و الحلم الذي يحقق لنحو 60 مليون مواطن من أبناء إثيوبيا الحصول على خدمة الكهرباء أبسط أنواع الخدمات الضرورية و لا غنى عنها لأي إنسان في عالم اليوم و حرم منها قطاعا واسعا من أبناء إثيوبيا لعقود طويلة وانعش سد النهضة الأمل في نفوسهم من جديد لذلك وجد الاتفاق و المساندة بل ان إنجاز هذا الحلم الذي أصبح واقعا الأن اعتبر بمثابة تحدي يوفر تمويل لمشروعات تنموية و اقتصادية كبيرة من عايد تصدير الكهرباء المنتجة من السد لعدد من الدول الأفريقية المجاورة لاثيوبيا و في مقدمتها بلادي السودان و الذي سوف يكون من الدول المستفيدة من إنشاء سد النهضة الإثيوبي.
و طبقاً لحديث خبراء في مجال الموارد المائية فإن سد النهضة يمكن أن يمد السودان بكهرباء رخيصة قد تصل إلى الفين ميغاواط و بدون حوجة لاستثمار كبير في خطوط النقل لوجود السد علي بعد ٤٠ كيلو من الحدود السودانية.
سد النهضة سوف ينظم جريان النيل الأزرق و يوزرع جريان النهر موزع على طول السنة و بالتالي الاستفادة من حصة السودان البالغة ١٨ مليار متر مكعب.
حالياً في أفضل الأحوال السودان لا يتجاوزحصته ١٠ الي ١٢ مليار متر مكعب في العام و كل المياه تذهب إلى السد العالي لعدم إمكانية تخزينها لجريان النهر في فترة الفيضان في فترة ثلاث اشهر حاملاً كمية كبيرة من الطمي الذي لا يمكن تخزينه لانه يقلل عمر الخزانات.
سد النهضة يخزن مياه السودان و ينظم جيرانها دون أن ندفع سنتاً واحداًو يعطينا كهرباء رخيصة دون بناء محطة و يحجز الطمي الذي يقلل عمر الخزانات في السودان.
فائدة أخرى مهمة و نسبة لتنظيم جريان النهر على طول العام بدلاً من شهور الخريف، فإن كل الخزانات الموجودة في السودان سوف يزيد إنتاج الكهرباء بها بنسبة ٥٠ ٪ دون أي استثمار إضافي فقط تنظيم جريان النهر، و هذا ينطبق على الخزانات المستقبلية كذلك.
و من وجهة نظر أخرى فإن تنظيم جريان النهر سوف ينهي فيضان النيل الأزرق السنوي الذي يدمر القرى و المدن و المزارع على ضفاف النيل الأزرق و بالتالي يقلل خسائر سنوية ترتبط بالفيضان.
سد النهضة سوف يقلل الحوجة إلى بحيرات تخزين أمام سدود السودان المستقبلية كسد الشريك و كجبار و دال و حتى السبلوقة و بالتالي تقليل التكلفة الإنشائية و تقليل تكلفة التهجير و تقليل التكلفة الاجتماعية و البيئية و هذه تقدر بمبالغ مهولة.
اما حبس إثيوبيا مياه النهر غير ممكن، فالسد في منطقة وعرة لا توجد بها مساحات للزراعة و كذلك ضخ المياه للعمق الإثيوبي عكس الارتفاع صعب أن لم يكن مستحيل كما أن معدلات الأمطار في إثيوبيا تجعلها لا تحتاج إلى مياه هذا السد.
الخطوة الأخيرة
و في ختام هذه المساحة فان فوائد سد النهضة للسودان لا تقل عن فوائد السد بالنسبة إلى إثيوبيا صاحبة السد نفسها.
،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،