“إبراهيم هارون يدعو المجتمع الدولي لإنقاذ الشعب الإرتري من قبضة نظام ديكتاتوري اضطهد شعبه لأكثر من ثلاثة عقود

الراصد الإثيوبي -متابعات
الأربعاء 23 أبريل 2025
في مقابلة حصرية مع موقع الجزيرة الإنجليزية، حذّر إبراهيم هارون، رئيس التنظيم الديمقراطي لعفر البحر الأحمر (RSADO)، من استمرار المأساة الإنسانية والسياسية التي تعيشها إرتريا تحت حكم الرئيس إسياس أفورقي، مشيرًا إلى أن البلاد باتت “رهينة حرب دائمة وقمع ممنهج” منذ استقلالها في 1991.
تشابه بين أفورقي ومنغستو
استشهد هارون بملاحظة مهمة سجّلها الكاتب والمحلل الأمني الأمريكي بول بي. هينزي، الذي شغل منصب نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي خلال إدارة كارتر. ففي كتابه “إثيوبيا في سنوات منغستو الأخيرة” (2007)، شبّه هينزي شخصية أفورقي بالديكتاتور الإثيوبي السابق منغستو هايلي مريام، واصفًا إياه بأنه يتسم بـ”جدية عنيدة وأسلوب دفاعي خلف واجهة من الاعتدال المزعوم، وشخصية استبدادية عنيدة.”
وأوضح هارون أن هذه الصفات تجسدت بوضوح في شخصية أفورقي على مدار العقود الثلاثة الماضية، إذ قاد البلاد بعد الاستقلال نحو قمع مطلق، وأجهض آمال الشعب الإرتري في الحرية والديمقراطية.
من حلم سنغافورة إلى واقع سبارطة
وأشار هارون إلى أنه بعد تحقيق النصر على نظام منغستو في 1991، عاش الإرتريون لحظة أمل كبيرة في بناء وطن حر وديمقراطي مزدهر.
وكانت ثمة أحاديث عن تحويل إرتريا إلى “سنغافورة إفريقيا”، لكن أفورقي كان يسعى لتحويل البلاد إلى “إرتريا-سبارطة”، حيث العسكرة المطلقة.
رفض أفورقي الدستور الديمقراطي الذي أعدّه الفقيه الإرتري البارز بريكت حبتي سلاسي، وفرض نظامًا قائمًا على الهيمنة الفردية والمؤسسات العسكرية.
الدولة-الثكنة وسحق الحريات
وأضاف هارون أن إرتريا تحولت سريعًا إلى دولة-ثكنة؛ إذ تم تهميش طموحات وأحلام المواطنين الشخصية لصالح نزوات الزعيم وخططه العسكرية،وأصبح كل إرتري بمثابة جندي في خدمة أفورقي مدى الحياة من خلال خدمة عسكرية إلزامية غير محددة الأجل.
قمع المعارضة والمقربين
سلّط هارون الضوء على القمع الممنهج الذي طال حتى كبار المسؤولين المقربين من أفورقي، ففي مايو 2001، أصدر 15 مسؤولًا من رفاق أفورقي التاريخيين رسالة مفتوحة دعوه فيها إلى إجراء إصلاحات ديمقراطية وانتخابات حرة.
وكان من بين هؤلاء ثلاثة في الخارج وأحدهم غيّر موقفه لاحقًا، أما البقية وعددهم 11، فتم اعتقالهم تعسفيًا ومنذ أكثر من 20 عامًا لا يُعرف مصيرهم. لم تُوجَّه إليهم أي تهم، ولم يُسمح لأسرهم أو لمحامين أو رجال دين بزيارتهم أو الاطمئنان عليهم.
وأكد هارون أن هذا المصير لا يقتصر على هؤلاء القيادات فحسب، بل يشمل كل من يعارض الرئيس أو يتجرأ على مساءلته، في دولة تحولت إلى سجن كبير.
اضطهاد ديني وعرقي
بيّن هارون أن النظام لا يكتفي بالقمع السياسي، بل يمارس اضطهادًا دينيًا وعرقيًا صارخًا، ففي عام 2004، صنفت وزارة الخارجية الأمريكية إرتريا كـ”دولة تثير قلقًا خاصًا” بموجب قانون الحرية الدينية الدولية.
كما أشار هارون إلى التقرير الصادر في مايو 2023 عن المقرر الخاص للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في إرتريا، محمد عبد السلام بابكر، الذي أكد أن قومية العفر في دنكاليا يُعاني من تهميش ممنهج واعتقالات تعسفية واختفاء قسري وحرمان من الحقوق الأساسية.
نداء عاجل للمجتمع الدولي
في ختام حديثه، وجّه هارون رسالة قوية إلى المنظمات الحقوقية والأمم المتحدة والدول المؤثرة، داعيًا إلى تحرك عاجل لإنقاذ الشعب الإرتري مما وصفه بـ”المأساة المنسية”، منتقدًا الصمت الدولي المريب الذي مكّن أفورقي من الاستمرار في جرائمه.
المصدر: مقابلة مقتبسة من تقرير نشره موقع الجزيرة الإنجليزية