خواطر إثيوبية …………عندما يكتب السودانيين ويغني الإثيوبيين …الأهم التواصل


أنور إبراهيم –كاتب إثيوبي
الراصد الإثيوبي -أديس أبابا
الأثنين 14 أبريل 2025
العلاقة بين الشعبيين الإثيوبي والسوداني ، علاقة تواصل وتصاهر وترابط عميقة ، حتي الحدود الطبيعية لم تستطيع منع الشعبين من التواصل ،في أحلك الظروف ، وخلال مختلف الحقب التي واكبت الخلافات السياسية بين ساسة الدوليتن كانت العلاقة أوقي بكثير فاقت طموحات الساسة الذين حاولوا أختصار العلاقة بين شعوب اندمجت مع بعضها البعض رغم المحن .
وعلى الرغم من ذلك كانت اللغة أكبر تحدي للشعبين وخاصة المثقفين ، حيث كانت الأسماء الإثيوبية تعتبر أكبر تحدي للكتاب والمثقفين والشعراء السودانيين …والخ ،ومهما عاشوا و اندمجوا مع الإثيوبيين تظل الكلمات والأسماء والمسميات الإثيوبية “الحبشية ” كما يحب البعض في تسميتها ،مشكلة كبيرة “ليتم ضرب لفظها وطريقتها بعرض الحائط “.
وهو ماجعل الإثيوبيين في السودان من قوميات شمال إثيوبيا بالأخص المنطقة القريبة من الحدود السودانية ،وخاصة الذين كانوا يحملون أسماء يصعب نطقها علي الإخوة السودانيين والمتحدث بالعربية ، أن يختصروا الطريق وأطلقوا علي أنفسهم أسماء سهلة النطق ،ما بين “الماظ ” و تسفاي ” ،وتسفاي الذي دارت حوله العديد من الحكاوي خلال محاولة تعلمه العربية ، ونطقه لبعض الكلمات السودانية الدارجة .
خلال فترة عيشهم في السودان ،صدرت العديد من الحكاوي بسبب صعوبة نطق الكلمات العربية علي بعضهم ، مما كانت موافق سجلت في سجلات التاريخ ، ومنها ما أدخلت صاحبه في تحدي ومشاكل ، ولكن بسبب تفهم البعض للمشكلة يتم تجاوزها أحيانا كثيرا .
وكانت الأسماء الإثيوبية في السودان تحدي كبير حتي عندما درسنا التاريخ السوداني عبر مختلف المراحل ، كانت الأسماء الإثيوبية تكتب بأسلوب “كل ماهو أعجمي ” ،وذلك كانت لنا رحلة البحث في تلك الفترة لمعرفة أسماء أباطرتنا وملوكنا وقياداتنا العسكرية التي ارتبطت بالحراك التاريخ بكل من مملكة سنار” السلطنة الزرقاء” والمهدية ، حيث كانت تكتب أسماء المدن الإثيوبية وغيرها بطريقة غير صحيحة .
أذكر كان مدرس مادة العلوم في مدرسة الخرطوم جنوب 2 المتوسطة “نيازي “التي كنت أحد تلاميذها في فترة ما، يتساءل دائما عندما يتم ذكر أسم الزميل قرماي قري ماريام ، حول طبيعة أسم قري ماريام ، هيلي ماريام وغيرها من الأسماء الإثيوبية ، ويبدا أن الأستاذ كان له علاقة بالإثيوبيين ، وواجه مشكلة في نطق ومعرفة معاني أسماء أهلنا .
وعلي نفس النهج ، نجد فنانيينا الإثيوبيين الذين أبدعوا في تقديم الأغاني السودانية بطريقة جميلة ، من خلال تقديمها عبر فيديوهات مصورة بطريقة أروع،طغت علي الكلمات التي كادت أن تغير المعني الحقيقي للأغنية ،وهو يجعل البعض يندمجون معها علي الرغم من معرفتهم لها سابقا ،ويرقصون ويتمايلون مع الأغنية طربا ،علي الرغم من ركاكة الكلمات ونطق الفنان لها ، ولكن تبادل المشاعر وإيقاع الموسيقى ولغتها كانت أكبر من أي أخفاق أو ضعف في أداء العربية للاغاني السودانية، التي هي صعبة علي بقية العرب في تأديتها ،ناهيك علي لسان غير عربي يختلف في مخارج كلماته الحلقية وغيرها .
وفي ظل الحرب السودانية الحالية ، يواجه العديد من أخوتنا السودانيين ، صعوبة نطق أسماء الإثيوبية من شخصيات ومواقع وأطعمة ، لكن التحدي يجعل البعض يخلق مسار لنفسه بكل السبل للتعايش في إثيوبيا علي الرغم من صعوبة التواصل اللغوي والثقافي للبعض … الحبشة التي أستضافت الصحابة الكرام ، يمكن أن يعيش فيها الكل دون أي صعاب ويمكن أن يكون جزء من مكوناتها يوما ما …..
سنواصل ………………..
،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،
خواطر إثيوبية ….تاريخنا المسروق – الراصد الاثيوبي – ETHIO MONITOR