وهج الفكرة……..التعليم بعد الحرب


حذيفة زكريا محمد-كاتب سوداني
الراصد الإثيوبي -السودان
الجمعة 28 مارس 2025
أفعالنا هي نتيجة أفكارنا وكيف نفهم وكيف نستجيب للمواقف التي نواجهها في هذه الحياة.
تشكل عملية تكوين الفكر عملية معقدة للغاية، تتأثر بالعديد من العوامل المتداخلة منها على سبيل المثال لا الحصر التراث الثقافي والحضاري والظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والقانونية السائدة في المجتمع والحياة الأسرية والمؤثرات الخارجية، وخاصة وسائل الإعلام سواء المقروءة أو المسموعة أو المرئية.
ستظل المؤسسات التعليمية في السودان تلعب الدور الأهم من حيث النفوذ والتأثير بعد الحرب، لأنه بعد انتهاء الحرب وانتصار الحق سيكون السودان أكثر تعقيدا وكما نعلم فإن التأهيل العلمي للأجيال ليس النتيجة الوحيدة للعملية التعليمية في البلاد في السنوات القادمة بل إن تشكيل السلوك العام والأخلاق من أهم النتائج التي يجب الاهتمام بها و التركيز على خلق جيل يحترم قبول الآخر ويحترم القانون ولا يدعم قبيلته ولا نفسه ولا مكتسباته السياسية أو الاجتماعية ويحب للناس ما يحب لنفسه ولا يشعر بالظلم أو الإقصاء أو التهميش وينتمي إلى النسيج الاجتماعي بشكل يصعب معه الانخراط في سلوكيات تؤدي مباشرة إلى هدم النسيج الاجتماعي أو خلق تشوهات متعمدة داخله.
ولذلك فإن إجراء الإصلاحات التربوية بهدف تنمية الأجيال وتحقيق الوطنية وحماية الوطن والأرض وحب الوطن وإفشال مخططات الدول الأجنبية هي إجراءات حتمية
التعليم هو أضمن وسيلة لمكافحة الظلم والفقر ولذلك نرى أنه لا بد من تطوير السياسات والبرامج التعليمية ضمن خطة شاملة لإصلاح كافة الجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية و التركيز على إعداد المعلمين والتأكد من اختيارهم وفهمهم وتنفيذهم الأقصى لعملية التعليم والتعلم.
يجب تطوير العملية التعليمية كمياً ونوعياً كما يجب أن يخلق التعليم للطالب مستوى عالياً من القدرة التنافسية محلياً وعالمياً. ويجب ربطها بسوق العمل والنمو الاقتصادي للسودان لتوفير فرص العمل للطلاب بعد التخرج وتمكينهم من مواصلة التعلم الذاتي للتطوير الوظيفي وبناء الوطن حيث ترتبط العديد من الصراعات بطريقة أو بأخرى بالوضع الاقتصادي والفقر والبطالة وانعدام الفرص.
ينبغي للمناهج السودانية القادمة أن تركز على هذا الجانب نعم الناس يختلفون في الدين والعرق واللون والمكون الاجتماعي، ولكنهم يشتركون في القيم الإنسانية العامة التي تمثل الرابطة بينهم وهذه (القيم) هي المفاهيم الاساسية التي ينبغي أن تقوم عليها المناهج المدرسية لتفعيلها في السلوك اليومي للطلاب للمساعدة في ترميم العلاقات المحطمة وبناء العلاقات على أساس القيم النبيلة.
لكل فرد الحق في الانتماء إلى أي مكون اجتماعي وبأي لون لكن لا يجوز أن يكون “غير إنساني” في العلاقات مع الآخرين هذه هي رسالة القيم التي نريد أن تتربى عليها الأجيال وتراثنا وديننا حافل بمئات القيم النبيلة التي تنتظر من يزرعها في النفوس ويقتدي بها في العقيدة والسلوك.
يجب فتح باب الحوار في المدارس وإقامة طاولة مستديرة للنقاش بين الطلاب وبين الطلاب والمعلمين لتشجيع حرية الفكر والنقد والتفكير الإبداعي والعمل الجماعي.
ولأننا عشنا حروباً وصراعات سياسية واستخدامها العشائري، أرى أن ما يتعلق بها يقدم في المناهج وأن سببها الرئيسي هو قيام جهات خارجية بتأجيج هذه الصراعات بسبب هشاشة النسيج الاجتماعي وأن بعض السياسيين والناشطين يحاولون الانتصار لمكوناتهم العشائرية وأحزابهم السياسية الأمر الذي سهل على الدول الأجنبية مهمة السيطرة عليهم واستخدامهم ضد الوطن وشعبه.
،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،
وهج الفكرة………احذر فأنت سوداني – الراصد الاثيوبي – ETHIO MONITOR