شذرات من التواصل الفني بين إثيوبيا و السودان
معتز بركات
صحفي سوداني
شكل الغناء السوداني بايقاعاته المتعددة و المختلفة وثراءه الفني المتميز، و سلمه الموسيقي الخماسي جسراً للمحبة و التلاقي الوجداني، و حلقة وصل متينة و مترابطة بين السودان و كثيرا من شعوب الدول الأفريقية خصوصاً في منطقة القرن الأفريقي وغرب وسط أفريقيا التي وجدت في الفن السوداني مساحة واسعة النطاق لترقية الحس و الذوق إضافة للتطريب العالي، الأمر الذي ساعد في انتشار أسماء و اغنيات فنانين سودانيين في مقدمتهم فنان أفريقيا الأول الراحل المقيم الدكتور محمد وردي.
افردت قناة البلد الفضائية في إطار اهتمامها بتمتين العلاقات السودانية الإثيوبية ضمن برامجها مساحة خاصة للفرقة الإثيوبية التي قدمت من خلالها عددا من نماذج و اعمال الفرقة الغنائية التي و جدت قبولًا واسعاً وتفاعلا كبيراً من المشاهدين.
و عادت ذات القناة لتقدم مرة ثانية مساحة أكثر اتساعا قاربت الساعتين أغنيات سودانية بأصوات مغنيبن اثيوبيين و بعض الأغنيات الإثيوبية بأصوات مبدعين سودانيين الشيء الذي يؤكد تطابق الذايقة الفنية للشعبين.
يعتبر الفنان الراحل عبدالعزيز المبارك من أبرز الأصوات الغنائية التي عرفت و اشتهرت بتقديم وأداء أغنيات إثيوبيه بتمكن تام و ذلك في فترة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي وذلك عندما كان هناك تبادلا للزيارات الفنية بين البلدين الشقيقين حتى أن الفنان الكبير إبراهيم عوض رحمه الله تعالى أصر على استضافة الفرقة الإثيوبية التي كانت في زيارة للسودان في إطار التواصل الاجتماعي والثقافي في منزله بحي العرب بمدينة امدرمان العاصمة الوطنية و منبع و دوحة الفن والغناء السوداني شعراً و لحنا و غناءا و امتدت تلك الزيارة شهراً كاملاً من عمر الزمان كانت فيه الفرقة الإثيوبية ضيوفا كراما في منزل الفنان الذري إبراهيم عوض رحمه الله ما يؤكد و يجسد قوة و متانة العلاقات بين شعبي البلدين الشقيقين إثيوبيا و السودان.
من المعروف أن التواصل الفني بين الشعبين كان في تلك الأيام الخالدة من عمر الزمان متصلا ولم ينقطع وعطر الفنانون السودانيون ليالي و مسارح أديس اببا باريج روائع الفن السوداني التي الهمت وجدان جيل كامل حفظ مفردات وكلمات تلك الأغنيات التي مازالت راسخة في ذاكرة الشعب الإثيوبي حتى الان
بعد انتهاء فترة جيل الرواد من الفنانين السودانيين الكبار قيمة وقامة أمثال الدكتور محمد وردي، سيد خليفة، عبدالكريم الكابلي و الجيل الذي تلاهم مثل المرحوم خوجلي عثمان وصولاً للجيل الحالي ندى القلعة، ياسر تمتام، عاصم البنا، هدى عربي،و غيرهم، كل هذه الأسماء ساهمت من خلال أعمال فنية في خلق ترابط فني ثقافي ساهم بشكل واضح في تعميق العلاقات الثنائية بين البلدين.
الخطوة الأخيرة
الحديث عن هذا الجانب من ملف العلاقات الثنائية والإنسانية بين الشعبين الشقيقين إثيوبيا و السودان ذو شجون ولايتسع المجال لذكرها لأنها تحتاج لمجلدات و ليس مساحة مقال محدودة ولذلك الدعوة مفتوحة للجميع من أصحاب التخصص والاهتمام للكتابة في هذا الجانب المشرق و المهم في ملف العلاقات الشعبية الإثيوسودانية.
،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،،