إثيوبيا دعوة للسلام واسكات البندقية
معتز بركات
صحفي سوداني مهتم بالشؤون الأفريقية
الشعب الإثيوبي الشقيق شعب ودود محب للحياة وكل ما هو رائع و جميل ، يذهب الإثيوبي إلى العمل في الصباح الباكر مهرولا، لذلك تجده مخلص و متفانى في إنجاز مهامه في العمل، هكذا عرفت هذا الشعب العظيم و الراقي و صاحب الحضارة العريقة ، العاشق لبلادي السودان، الذي تجمعنا به العديد من الاواصر والروابط الأخوية التي تعزز خصوصية و متانة العلاقات الثنائية الأزلية بين البلدين .
أصابني حزن شديد و ألم كبير لتجدد القتال وارتفاع أصوات القنابل مرة أخرى في هذا البلد الذي عانى أهله كثيرا من ويلات و عذاب الحرب في فترات سابقة و يدرك جيدا أن الحرب أسهل طريق للخراب والدمار بين ابناء الوطن الواحد ومهما كانت النتائج فإن المنتصر فيها مهزوم خصوصا في هذا التوقيت المفصلي بالذات والذي حزمت فيه إثيوبيا أمرها وحددت ملامح نهضتها من خلال مشاريع ضخمة وعملائها و استراتيجية و يستطيع الشعب الإثيوبي الشقيق عبرها أن ينعم بالتنمية المستدامة والتطوير المستمر في كافة المجالات.
الشعب الإثيوبي المتحضر الذي حقق في السنوات الأخيرة رغم الظروف الصعبة معدلات نمو قياسية قادر على أن يكون بوابة أفريقيا نحو المستقبل المشرق بكل ما هو جميل من خلال القضاء على كل أشكال الفقر و المرض والجهل والتخلف و تفجير طاقات وموارد بلاده البكر التي يجب أن تكون خير و بركة لصالح شعوبها التي عانت و صبرت كثيرا.
لقد جاء الوقت الذي يجب أن ندرك فيه نحن الأفارقة أن أفضل طريق لطي صفحة خلافات الماضي السحيق هو الحوار الوطني الشامل و الجاد بين أبناء الوطن الواحد و الذي يعتبر البديل الأمثل لإسكات صوت البنادق والمدافع لذلك على الأشقاء في دولة إثيوبيا البلد الذي عرفت حاضرتها أديس اببا بانهاعاصمة أفريقيا السياسية أن يستفيدوا من تجربة انفصال جنوب السودان بدولته الذي مازال يرزخ في أتون الحرب الأهلية التي قضت على الأخضر واليابس هناك.
على الشعب الإثيوبي الشقيق أن يستفيد من مثل هذه التجارب والدروس و العبر وان يقدم النموذج العملي في إنجاز تحديات و قضايا الأفارقة في تحقيق مشروع السلام الدائم و العيش الكريم لكل مواطن ينتمي إلى دولة أفريقية.
الخطوة الأخيرة
أمن وسلامة واستقرار إثيوبيا ينعكس إيجاباً على كل دول الإقليم، ويعني فشل خطة تفتيت القرن الأفريقي إلى دويلات تصارع بعضها البعض الأمر الذي يعني أننا نراهن على وعي الشعب الإثيوبي و قدرته على إفشال هذا المخطط الآثم.
،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،،
