نظرة علي التطورات في السودان وافريقيا

سعد محمد عبدالله-كاتب سوداني
الراصد الإثيوبي -السودان
الثلاثاء 25 فبراير 2025
السودان اليوم أمام مرحلة تاريخية لا شيئ فيها يُرَّى غير الظلام الدامس الذي يكاد يحجب الأبصار عن رؤية المستقبل، وهذه حقيقة مُرَّة، وسيناريو مثير للقلق؛ فوجود شعبنا علي الأرض مهدد بفعل التهجير القسري والإبادة الجماعية، وأيضًا طعن وحدة وسيادة البلاد، ولكن المؤكد أننا صامدون علي خطوط المقاومة والدفاع عن الوطن، ولن نتراجع خطوة واحدة عن الخيار الوحدوي والتحرري بل سنواجه كل التحديات بتنظيم سياسي وحدوي وجماهيري فاعل يعمل وفقا للمبادئ الوطنية وبعقل مفتوح قائم علي رؤية سياسية ثاقبة ستقود السودانيين نحو مستقبل زاهر، وسوف نجتاز معًا العقبات بهزيمة الأطروحات الإنفصالية والإنكفائية وتوحيد الشعب السوداني علي مشروع السودان الجديد الديمقراطي والموحد، ونتحمل مسؤوليات تحرير السودان من تحالف الإستعمار الإستيطاني والعمل علي تكوين دولة السلام والديمقراطية والتنمية في الريف والمدينة والوحدة علي أساس التنوع التاريخي والمعاصر، وكذلك الخروج من دائرة الحرب عبر بوابة حوار سودانوي يضم طيف واسع من السودانيين، وينبغي تنفيذ إتفاقية جدة والمرور إلي الأمام من خلال خارطة الطريق الحكومية المعلنة.
إذا نظرنا إلي تحولات الساحة الافريقية من الناحية السياسية والأمنية نلاحظ إشتداد الصراعات العالمية حول السلطة والموارد في السودان والمحيط الإقليمي، وسندرك أهمية وحدة وإستقرار السودان الذي يتوسط شريط مضطرب من القرن إلي الساحل الافريقي في ظِل تراجع أدوار الإيقاد والإيكواس، وهذا الوضع المعتل والمعقد يضعنا أمام خيارات صعبة “أما أن نتوحد وننقذ السودان وافريقيا أو نختلف وينقسم السودان وتنهار القارة الافريقية”؛ وهذا الرضع يذكرنا بمقولة القائد مالك عقار “إذا لم تجمعنا المصالح ستفرقنا المطامع”، وما نشاهده اليوم في عواصم الإستعمار مطامع وأنانية تهدد السلم والأمن الإقليمي والدولي، ويجب أن لا نسمح بمحاولة إستنساخ نماذج من الدول التي وقعت في فخاخ الإستعمار والتقسيم وتطبيقها في السودان؛ فقد آن لنا جميعًا أن نضع الخلاف جانبًا كي نسمح لأنفسنا بالتفكير والعمل الجاد علي إنتاج حلول سودانية مستقبلية، كما علي الهيئات الإقليمية والدولية أن تقوم بمسؤولياتها في إرساء دعائم الإستقرار والوحدة وإحترام إرادة الشعوب، وليس فعل العكس.
ربما تتفاقم المشكلات السودانية إلي حد أبعد مما نشاهده الآن، وقد تدفع حكومات العدوان الإستعماري أموالها للإرهاب خاصةً بعد الهزائم العسكرية الكبيرة التي تعرضت لها مليشيا الدعم السريع من سنار والجزيرة والخرطوم إلي القطينة والأبيض والصمود الأسطوري للفاشر وغيرها من الإنتصارات العسكرية، وأيضًا الدبلوماسية السودانية النشطة التي تمكنت من أن تجعل قضية السودان حاضرة في كل المحافل، والإعلام الوطني الذي إستطاع تصوير الواقع بدقة رغم الصعوبات علي الأرض، ومقابل ذلك؛ هنالك شعور قومي قوي تبلور في الذهن السياسي والشعبي بضرورة تقوية الإتحاد الوطني للمقاومة والتحرر والعمل علي حماية مؤسسات الدولة “العسكرية والمدنية”، ويزداد اليقين والثقة بأن لا حلول تأتي من جعبة وكلاء الإستعمار الذين وضعوا الوطن والمال في ميزان واحد بل رجحوا فيه كفة المال علي الوطن، ولا يمكن للوطنيين الأحرار الصمت حيال محاولات بيع السودان وتقسيمه كما يجري في البازار السياسي الكيني الذي فشل في تسويق المؤامرات الإستعمارية، ونقوَّل لهم كفاكم قفزًا في الظلام؛ فإن شعبنا الجسور لا يقبل الإستعمار والإستهبال واللعب بمصيره مهما حدث.
،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،
أقرأ أيضا :تعليقا علي الراهن السياسي السوداني – الراصد الاثيوبي – ETHIO MONITOR