وهج الفكرة ………..مستقبل اجيال
حذيفة زكريا محمد–كاتب سوداني
الراصد الإثيوبي -السودان
الجمعة 25 أكتوبر 2024
التعليم مستقبل اجيال و الطريق إلى تطوير الذات والطريق إلى المستقبل للمجتمعات، فهو يطلق العنان للفرص المتنوعة ويحد من التفاوتات، وهو حجر الأساس للمجتمعات المستنيرة والمتسامحة والمحرك الرئيسي للتنمية المستدامة.
لقد تسببت الحرب في السودان في تعطيل التعليم على أوسع نطاق على الإطلاق، وخاصة في مناطق الصراع، وأغلقت المؤسسات التعليمية أبوابها، مما أثر على أكثر من مليار طالب. هناك أطفال فاتتهم فرصة التعلم في سن التعليم المدرسي الحرج، واضطر الآباء، وخاصة الأمهات، إلى تحمل أعباء الرعاية المنزلية التي أثقلت كاهلهم، وخاصة بسبب النزوح واللجوء.
ورغم محاولات الكثيرين مواصلة دراسة أبنائهم، حتى وفق مناهج الدول المضيفة لهم أو الاعتماد على المدارس القليلة التي تعتمد المنهج السوداني، إلا أنه لا يزال من المستحيل على العديد من الأطفال الاستمرار، وخاصة أولئك الذين ينتمون إلى المجتمعات الضعيفة والنازحين واللاجئين والذين يعيشون في المناطق النائية، وهم الأكثر عرضة للتخلف عن الركب.
وحتى بالنسبة لأولئك الذين يمكنهم الاستفادة من خدمات التعلم في مناطق النزوح، فإنهم يواجهون تحديات وفقًا لظروف معيشتهم، بما في ذلك التوزيع العادل لأعباء العمل المنزلي وكسب الرزق.
نحن الآن نواجه كارثة تؤثر على جيل بأكمله، وهي كارثة يمكن أن تهدر إمكانات بشرية لا حصر لها، وتقوض عقوداً من التقدم، وتؤدي إلى تفاقم التفاوت المتجذر نحن عند منعطف حرج لأطفالنا، مما يتطلب منا اتخاذ مبادرات جادة من شأنها إنقاذ مئات الملايين من الأطفال والمساهمة في آفاق التنمية لعقود قادمة.
إن تعليم الأطفال هو استثمار حقيقي، وبمجرد انتهاء الحرب، من الضروري إعطاء الأولوية القصوى لإعادة الطلاب إلى المدارس والمؤسسات التعليمية بأمان قدر الإمكان.
وسوف يكون من الضروري موازنة المخاطر التي تهدد سلوك الأجيال مع تلك التي تهدد تعليم الأطفال وحمايتهم، ومراعاة التأثير على مشاركة المرأة في القوى العاملة.
وفي هذا السياق، من الضروري التشاور مع الآباء ومقدمي الرعاية والمعلمين والشباب، وإعطاء الأولوية للتعليم في قرارات التمويل. ويجب حماية ميزانيات التعليم وزيادتها.
من الأهمية بمكان أن يكون التعليم في صميم جهود التضامن الوطني.
يجب أن تسعى مبادرات التعليم إلى الوصول إلى أولئك الأكثر عرضة لخطر التخلف عن الركب.
يمكننا أن نتخذ قفزة عملاقة نحو أنظمة تتطلع إلى المستقبل وتوفر تعليماً عالي الجودة للجميع، وهي نقطة انطلاق لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ولتحقيق هذه الغاية، نحتاج إلى الاستثمار في محو الأمية والبنية الأساسية والتحول نحو تعلم كيفية التعلم وإحياء مبادرات التعلم مدى الحياة وتعزيز الروابط بين التعليم الرسمي وغير الرسمي.
يجب علينا أيضاً استخدام أساليب توصيل مرنة وتقنيات رقمية ومناهج حديثة، مع ضمان الدعم المستمر للمعلمين والمجتمعات.
في عالم يواجه مستويات غير مقبولة من عدم المساواة، نحتاج إلى التعليم أكثر من أي وقت مضى.
،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،
وهج الفكرة….امتحانات الشهادة – الراصد الاثيوبي – ETHIO MONITOR