اليوم العالمي للسلام والسودان
د. عبدالناصر علي الفكي
مركز تنمية تعايش السلام الاجتماعي
سلام سوداني .
الراصد الإثيوبي -السودان
الأحد 22 سبتمبر 2024
اليوم العالمي للسلام ياتي هذا العام والسودان في حالة احتراب عسكري منذ ١٥ أبريل ٢٠٢٣م ، حيث يتوسع فضاء العنف والسلب والتدمير يوميا يصاحبه هشاشة وضعف وفي احايين كثيرة غياب مركز للدولة. يحاول اطراف الصراع جعله مساند بمجموعات اثنية حسب التصنيف العرقي والمناطقي والمصلحي .
ان عملية التعايش والامان الاجتماعي كمقدمات للسلام الاجتماعي بين الجماعات المتباينة وهو بمثابة عقد منضوم قائم علي التقبل والرضا والتسامح والسلام و صمام الامان الذي يتعاضد ويتضامن فيه السودانيين في بناء سلطة دولة مدنية عمادها العدل والحرية والسلام. وهو شعار ثورة ديسمبر الخالد التي استوعبت مبكرا اهمية عملية السلام وضرورته كحق وثقافة تسير كممارسة تتطور وتترسخ بين المواطنين والمجتمع والدولة وتشكل حماية بالدستور والفعل الثوري المنظم .
كان الجدل الاجتماعي بين قوي الثورة الحقيقية واشغال العقل الثوري بكيفية بناء عملية للسلام تعضد مزيدا من بناء الثقة بين الكل الوطني، وتصنع سلام مستدام حقيقي يجنح الي تجاوز كل ازمات الدولة الوطنية مابعد الاستقلال وقبلها تاريخيا في شتل قيم ومفاهيم المواطنة والعدالة كعمليات اساسية عبر التعليم والثقافة والاعلام وتدخل كل ابواب معرفة الحياة سياسيا واقتصاديا وثقافيا ، ولكن التسارع في الفترة الانتقالية للثورة شهدت سلام مسخ هش وتقاسم سطحي للحركات كفاح المسلح وبدعم من تحالف الجيش والدعم السريع وتاييد من قوي الحرية والتغيير .
السلام الحقيقي ليس فعل فوقي سياسي بين المتخاصمين لتقاسم السلطة والثروة والنفوذ كما ظل يحدث طوال التاريخ السياسي الاجتماعي السوداني . وانما فعل جماهيري لاصحاب المصلحة والقاعدة في الحق في التنمية والمشاركة السياسية الفاعلة.
المجتمع الان في اشد الحاجه للسلام القاعدي بين الجماعات لتجاوز اطماع ومصالح ذاتية لجنرالات الحرب واستخدام الاستنفار والفزع كفعل اجتماعي في مكان الحقيقي كادوات اجتماعية تقليدية ذات سلطة اهلية في التسامح والانتاج. والادارة السلمية للنزاعات وفق شروط وادوات الضبط الاجتماعي. وليس في الحرب. الواجب الوطني ان
نستمر وفي ابداع المبادرات والياتها وتقنيها . بان لا للحرب فعل وجداني عقول وقلوب السودانيين وليس مجرد شعار .
مضمونه لن نكون وقود لمحركات بوكالة لاوطنية واقليمية ودولية لعنف وحقد اثني وعرقي عدمي .
لن نساهم في اشعال نار الحقد الهوياتي (الهوية) ندعم التعايش والسلام الاجتماعي ونقف بوعي ثوري جماهيري ضد مخطط عسكرة جماعات المجتمع وجهاز الدولة.