وهج الفكرة……………هجرة الشباب السوداني
حذيفة زكريا محمد-كاتب سوداني
الراصد الإثيوبي -السودان
الأثنين 9 سبتمبر 2024
في خضم الأزمة السياسية والاجتماعية والإنسانية الطاحنة التي يعيشها السودان وتداعيات الحرب، بدأ الشباب السوداني يبحث عن مخرج منها خارج البلاد لتأمين مستقبله.
ولا يترك هذا الرحيل الجماعي للشباب السوداني أملاً كبيراً في تغيير حقيقي في طريقة حكم البلاد أو معالجة أزمات السودان المتراكمة، في حين يواصل السودان الانزلاق إلى هاوية الأزمات العسكرية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية المتراكمة.
انطلقت ثورة البلاد المجيدة في التاسع عشر من ديسمبر/كانون الأول، وهي في الحقيقة سلسلة من الثورات المتراكمة بجوانبها السياسية والعسكرية التي اندلعت منذ زمن بعيد بسبب التهميش ونظام الحكم الظالم والانتهاكات والتصنيف القبلي والجهوي وارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة وتدهور حال البلاد على كافة المستويات، حيث انتشرت حركة احتجاجية في أنحاء البلاد ضد الفساد وسياسات النخبة الحاكمة.
لقد بعثت هذه الثورة التراكمية الأمل في نفوس الشباب لتحقيق تغيير واقعي وملموس، إلا أن هذه الثورة التاريخية لم تمنع البلاد من الانزلاق ببطء إلى الهاوية الاقتصادية والسياسية والعسكرية وما زاد الطين بلة بعد ذلك هو اندلاع الحرب السودانية،وقد دفع هذا الإحباط العديد من الشباب السودانيين إلى تجاهل السياسة والسياسيين والبدء في البحث بجدية عن مخرج للخروج من البلاد.
إن أسباب هجرة الشباب واضحة، حيث كانت آفاق تغيير الوضع أفضل بكثير واليوم البلاد غارقة حتى أعناقها في الفشل،ليس سياسيا فحسب، بل أيضا اجتماعيا وقبلياً
لقد تبخرت تماما اليوم الآمال التي عبر عنها المتظاهرون والثوار عموما، وخاصة بين الشباب، مما ترك المواطنين غير مبالين، وسلم العديد من قادة العمل السياسي البلاد إلى العديد من الأطراف الخارجية التي تريد تحقيق أهدافها في كسر ظهر الوطن وإعادة استعماره بطريقة حديثة.
إن معدل هجرة الشباب السوداني يعكس انخفاض الالتزام تجاه البلاد، مما سيؤدي إلى نقص العمالة الماهرة والعمال الشباب على المدى الطويل.
عزيزي القارئ، إن الأزمات التي تواجه السودان لم تؤثر على الشباب فقط، فقد رأينا شرائح أخرى من السكان، مثل الأطباء والمحامين والأكاديميين، يغادرون البلاد أيضًا. إن النسبة العالية من الشباب الساعين إلى الهجرة لا تهدد قطاعات معينة فحسب، بل تهدد مستقبل السودان ككل. فكلما زاد عدد الأشخاص الذين يغادرون، كلما خسر السودان مواهبهم ولاعبين رئيسيين في تشكيل المستقبل وعملية صنع القرار و لن يبنى سوداننا الحبيب إلا بسواعد الشباب والشابات فهم كنز السودان وثروته ومستقبله وهم صناع المستقبل العلمي والزراعي والصناعي والتعليمي والاعلامي والثقافي والصحي والامني والفني والادبي فهل من رؤية لحماية الشباب والحفاظ عليهم فالحرب ستنتهي غدا والامل يبقى في ايدي الشباب؟
،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،
وهج الفكرة……الفشل السياسي الطريق إلى الاستعمار الحديث – الراصد الاثيوبي – ETHIO MONITOR