خيار العودة الي الوطن مشيا علي الأقدام …خيار اخير
أنور إبراهيم –كاتب إثيوبي
الراصد الإثيوبي-أديس أبابا
السبت 17 أغسطس 2024
الحرب السودانية التي أوشكت علي عامها الثاني ، كما هو معروف أن الخاسر الأول والأخير فيها هو الشعب السوداني الذي واجه الأمرين من تشريد ومعاناة إنسانية لأحدود لها ، في ظل تخاذل دولي وإقليمي لإسكات صوت الرصاص الذي اندلع لأطماع ومطامع لا حدود لها .
وكما هو معروف أن تلك الحرب اللعينة ،خلفت أزمة إنسانية طاحنة لا مثيل لها في القارة الأفريقية حتى الآن علي الرغم من تاريخ أفريقيا المرير الانتهاكات و الاعتداءات والحروب ، مع أختلاف التوقيت والموقع الجغرافي وطبيعتها “حرب مدن …الخ “.
ونتاجها سوي التدمير للبنية التحتية والنسيج الاجتماعي ونشر النعرات العرقية ،ونشر رسائل تعتبر جديدة علي المجتمع السوداني المتسامح ، خلفت لجؤ وتشريد للمواطنين في كافة دول الجوار ، والتي كانت مثقلة هي الأخري بصراعات متعددة وقفت عائقا أكبر أمام تسهيل أمور السودانيين وكيفية أستضافتهم بأحسن حال .
وخلال متابعتنا لقضايا اللاجئين السودانيين في منطقة أمهرا الإثيوبية وهو مايهمنا هنا ، ومناطق أخري من الجوار السوداني واجه اللاجئين والنازحين تحديات لأمثيل لها “ملاحم وتحارب سيظل يذكرها التاريخ” .
ومايهمنا هنا هو أوضاع اللاجئين السودانيين في إثيوبيا وخاصة إقليم أمهرا والتي مكن أن تسميها كما يحلو للجميع ، الذي تدور فيه حربا ضروسا بين القوات الحكومية ومليشيا فانو ،وشكلت من جانبها عبئا ثقيلا علي تواجد وحياة اللاجئين السودانيين الهاربين من جحيم الحرب السودانية ليكونوا ضحية حرب أخرى لأناقة لهم فيها ولأجمل .
وبعد عدة أشهر من تحديات واجهها عدد منهم ظلت لهم مطالب جعلتهم عالقين في غابات أولالا القريبة من مدن الإٌقليم ، بعد خروجهم من معسكري كومر و أولالا ،لفترة من الزمن دون أن يجدون أي ردا قرر البعض منهم العودة الي الوطن مشيا علي الأقدام .
وعلي الرغم من أن المنطقة تشهد تحديات ، فكان من الصعب أن يتم استضافة لاجئين أخرين فيها ، بسبب الصعاب وكيفية توفير الأحتياجات اليومية لشخص جاء فارا من ظروف صعبة ،لكن شاءت الأقدار أن تكون المنطقة ملتقي لاجئين هربوا من جحيم حرب ، ومليشيات تحارب الحكومة لمطالب خاصة بها ،حتي كان الطرفين الضحية والجلاد .
ليتم تشكيل لوحة من المعاناة يتشارك فيها الجميع ، المسؤولين الحكوميين والمليشيا واللاجئين والمنظمات الدولية .
فكانت تفاصيلها معاناة وموت وأصابات وجوع وأمطار وأمراض ، واخر توقيع في اللوحة المأساوية هذه ،خروج العديد من اللاجئين مشيا علي الأقدام ، بقرار رأوا أنه الأفضل للعودة للوطن ،حتي أن كان مكتوي بنار الحروب والصراعات ، مفضلين الموت علي أراضيه ، من أن يموتوا في منطقة لا يعرف عنهم أحد ، وتدفن جثامينهم في غابات لايمكن أن يعيش فيها أحد مستقبلا سوى الوحوش ..
فعلي الرغم من أن قرار العودة لم يكن حكيما ،ولكن فيما يبدوا أن طموح البعض في البحث عن ملجأ آمن ،أستصدم بواقع ومرارة حياة الحروب التي وجدوا أنها أكثر الما من الواقع الذي يعيشه السودان الأن ، وعلي الرغم من الجهود التي عملت علي دمج معسكرين لمعالجة المشكلة ،فكان الخيار الأفضل لبعضهم العودة للوطن والقبول بالحرب بكل تفاصيلها ومواقفها .
وياتري كيف هو الحال وواقع البحث عن الأمان ،بعد رحلة مشيا علي الأقدام لأكثر من 25 كيلومتر ، من غابات أولالا وصولا الي المتمة الإثيوبية ومنها القلابات السودانية ،عبر مناطق تشهد صراعات داخلية طاحنة الي مناطق تقترب منها الحروب يوما بعد يوم ولا يعرف مصيرها بعد ……
سنواصل ……………………
،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،