أكبر تجمع سنوى للصوفيه فى مسجد وضريح الشيخ نور حسين بجنوب شرق اروميا باثيوبيا
ابراهيم شداد-كاتب إثيوبي سوداني
الراصد الإثيوبي -تنزانيا
الثلاثاء 16 يوليو 2024
هو الشيخ نور حسين الملكاى صاحب الطريقة الحسينية الأحمدية فى بالى وارسى باثيوبيا.
وتعزى طريقته الى الشيخ القطب احمد الرفاعي (٥٠٠ هجرية – ٥٨٧ هجرية) مؤسس الطريقة الاحمدية الرفاعية البطايحية.
الشيخ أحمد بن علي الرفاعي من نسل رفاعه بن الحسن المكي الحسيني الهاشمي القرشي. الفقيه الشافعي الأشعري، (512 – 578) هـ، الملقب بـ “أبو العلمين” و”شيخ الطرائق” و”الشيخ الكبير” و”أستاذ الجماعة”.
والشيخ نور حسين من نسل الشيخ عبدالقادر الجيلانى – ٥٦١ هجرية وسبط له. والشيخ نور حسين هو العالم خادم التقوى والعروة الوثقى مفسر القران وعز الدين سلطان الاولياء العارف بالله الشريف ابو احمد الحسين الملكاي (ولفظ مالكاى نسبة الى نهر كان يتعبد فيه). وهو من اشراف ال العقيل بن ابى طالب فنسبه نور حسين بن إبراهيم بن عبدالله بن أبى بكر بن عمر بن يحيى بن إدريس بن عيسى بن داود بن عباس بن أبى بكر عابد بن عقيل بن أبى طالب.
امه السيدة مخاضة شمسية أو رحيمة بنت الشيخ موسى أخ الشيخ عبدالقادر الجيلانى ألذى بشر بكمال ولاية الشيخ حسين وأشار إلى أخته مخاضة وصهره الشريف ابراهيم بالهجرة إلى الحبشة وولادة ابنهما الشيخ نور حسين فيها. هاجر والدا الشيخ نور حسين فى بداية القرن الثانى عشر الميلادى (بداية القرن السابع الهجرى) من بغداد إلى اليمن ثم الصومال فهرر فى شرق الحبشة ومنها إلى الطرف الجنوبي الشرقي من جبال بالى موطن قبيلة سيدامو ومن بعد قبيلة الارومو حيث أقاما في قرية درى وولدا ابناءيهم نور حسين ومحمد وسليمان. وبعد وفاة والدى الشيخ حسين قبرا فى قرية زقطم درى الشيخ حسين.
كان الشيخ نور حسين زاهدا وورعا وتقيا وذاكرا لا يرحم نفسه للطعام والشراب والاصطلاء من برد جبال بالى فقد صلى بوضوء واحد ثلاثة اشهر وإذا سجد سجد معه كل شىء من الأشجار والأحجار وآناء وضوءه فخاف أن يدخله العجب من ذلك فحفر حفرة عميقة تعبد فيها وكان يصوم النهار ويقوم الليل ولا يستظل من حر الشمس ولا يستر بشىء من الريح ولا يستكن من المطر.
خرق العادة فى عبادته لله تعالى وتعبد وتحنث على جبل مور سبع سنين منها سبعة اشهر سجودا فناداه منادى من قبل العلى أن يا حسين ارفع رأسك فقد اعتقتك من النار فلم يرفع راسه ثم عاد الهاتف اليه أن يا حسين ارفع رأسك فقد اعتق الله ذريتك من النار فلم يرفع راسه ثم عاد الهاتف اليه أن يا حسين ارفع رأسك فقد أعتق الله من زارك وزار من زارك إلى سبع درجات.
عاصر الشيخ نور حسين اكابر العارفين فى اليمن وهو الشيخ احمد بن موسى بن عجيل المتوفى عام ٦٨٤ هجرية او ٦٩٠ هجرية والذى سمع بالشيخ نور حسين واثنى عليه.
عاش وعمر الشيخ حسين حتى بلغ ٢٨٠ عاما منها ١٦٠ عاما فى السياحة و ٥٠ عاما فى ارسى متعبدا ومتحنثا ومربيا تلاميذه واصحابه بادخالهم الخلوات الصمدية فى الكهوف البركانية تحت الأرض والتى يجرى فيها نهر الوبشبلى الممتلىء انذاك بالتماسيح. وهذه الكهوف فى جبال بالى جنوب شرق اثيوبيا مزار سياحى هام وتسمى باسم صوفى عمر وهو من اجل تلاميذ الشيخ نور حسين. ويجتمع فيها بالالاف أصحاب الطرق الصوفية ويقيمون فيها ليال للذكر والمديح كل مولد نبوى. وتقع هذه الكهوف على بعد ٤٢ كيلومتر شمال شرق قرية قورو وهى على بعد ٦٢ كيلومتر شرق مدينة روبى التى تبعد ١١٠ كيلومتر من ضريح الشيخ نور حسين.
ثم رجع الشيخ نور حسين الى قريته زقطم درى ومكث فيها ٧٠ عاما حيث حفر بركة الماء المسمية زمزم وشيد مسجده العتيق الصغير الباقى حتى الان بمعونة آلاف من الاتباع الذىً وضع كل واحد منهم حجرا فى البناء ليبداء العمل فيه يوم خميس لينتهى فى الجمعة وتقام فيه فيه الصلاة.
ونشر الشيخ نور حسين الاسلام بالموعظة البليغة فدخلت أعداد غفيرة الاسلام على يديه من وثنى قبايل سيدامو والقوراقى والصومال ومن بعدهم الأرومو وممن يتحدثون اكثر من ١٦٠ لهجة محلية فى سدامو وبالى بعد أن شهدوا او سمعوا الكثير من خوارق العادات والكرامات التى حباه الله واكرمه بها. ثم شيد مسجدا أكبر على بعد حوالي تسعة كيلومترات للتدريس لم يتبقى منه اليوم إلا الأطلال.
تزوج الشيخ من سكان بالى وانجب بنته فاطمة المقبورة فى قرية زقطم درى الشيخ حسين وكذلك انجب اولاده الاربعة محمد تمام المقبور ايضا بقرية الشيخ حسين. وعبدالله وسليمان المقبورين فى قرية مركا بالصومال. واجل ابنائه والمكنى به هو نور الله احمد اذين ألذى ورث كمال حقيقة الشيخ وأوصى به ومقبور ما بين مدينة جارا ونهر وابشبلى وله بيان فى قرية ألابا قرب مدينة شاشامنى.
وفى مدينة هرر مقبرة تسمى به ولعله مدفون بها وتضم المقبرة اضرحة علماء واولياء منهم الشيخ هاشم الهررى بن الشريف عبدالعزيز المقبور فى مدينة قوندر.
للشيخ نور حسين كرامات كثيرة نمسك عن ذكرها بعضها خشية الانكار ومن انكر شئيا حرمه. وبعض المتواترة منها أحياء الموتى بإذن الله وسماع كلام الموتى يحدثهم ويشفع فيهم وخروج الضوء الساطع من منكبيه وطوى الأرض وملازمة خواص أصحابه بعد موته يكلمهم ويكلمونه.
وقد وورث من جده الشيخ عبدالقادر الجيلانى كرامة قدمه فوق رقبة كل ولى. وكان رحيما بالمساكين وبليغ الموعظة ومكرمل للضيفان وحفر البرك لسقيا الناس. من كراماته انه صلى بفقرايه أربعة ركعات على كل جهة ركعة فابصر أحدهم القبلة بقدرة الله وكرامة وليه تدور حيث دار الشيخ ثم ضرب الشيخ يكفيه فى الهواء فى الاتجاهات الأربعة فاسمعوا صوت باب الكعبة ثم هم جميعا فى وسطها وقال الشيخ ( فان لله عبادا يرون الكعبة إيحسبون المؤمن باتى الكعبة بل الكعبة تأتى المؤمن). ومن مناقبه احتمى به الصيد فى البرية من الصيادين الذين تعجبوا وتابوا ولزموا العبادة والزهد ببركة الشيخ نور حسين.
ومن كلام الشيخ نور حسين: من دخل قبره من أهل الجنة. (وموت الذنوب بملاقاة المؤمنين). (وان الله تعالى وعدنى من الشفاعة بعدد تراب الأرض وأحجارها وركابها وأوراقها وعدد كل شىء خلقه الله تعالى ووعدنى بالشفاعة بعدد قطر الأمطار تمطر فى سنة واحدة ووعدنى بعدد نبات الأرض تنبت من ذالك المطر). ( ولو أن أمة زنجية لا تعرف الله ورسوله فى وسط الكفار وقالت اللهم ارحم شيخ حسين لنجاها الله تعالى ببركة هذا الكلام). ومن اقواله ( ان الله تبارك وتعالى اوعدنى ان اكون شيخا لستين الفا وستة الاف وستة وستين من المشايخ). وقال لتلميذه صوفى عمر المسمية به كهوف التعبد المشهورة بالقرب من مدينة قورو والممقبور فى قرية بارشو قرب مدينة جارا ( ليس يعجبنى حالى وحالك فانا قد تعبنا وجهدنا فى العبادة وإنما يعجبنى قوم يسكنون بيوتهم ويأكلون ما شاءوا من الطعام ويعيشون مع أهلهم ثم يدخلون الجنة معنا بلا عمل بل بحبنا بحبنا مرتين أن لله تعالى وعد بمحبة المؤمنين الجنة وقواعد بمحبة المنافقين النار أعاذنا الله من خذلانه).
توفى الشيخ نور حسين فى قرية زقطم درى عناجين التى سميت باسمه بعد دفنه بها. وقرية الشيخ حسين فى فسحة من الأرض المرتفعة مما يلى وأدى أبى فى الطرف الجنوبي الشرقي من حافة سلسلة جبال بالى الشاهقة. ويتوافد اتباع الطرق الصوفية والمسيحيون الاحباش بدون انقطاع للزيارة والتبرك حتى أن الإمبراطور هيلاسلاسي كان يزوره بهدايا كثيرة. بالإضافة لعقد حوليتين فى العام للاحتفاء به. وتقع قرية الشيخ حسين على مسافة ٦٢٤ كيلومتر من أديس أبابا تقطعها السيارات فى يومين عبر مدينة شاشامنى وروبى وقاسرا وصولا إلى قرية الشيخ حسين.
بعد وفاة الشيخ حسين خلفه ابنه نور الله احمد وهاجر كل من اخوته الى مناطق اخرى لارشاد الناس والدعوة. وحدث قحط ومجاعة اكل الناس فيها كل شىء وتفرق الناس وهجروا قرية شيخ حسين.
ومات الخليفة نور الله احمد وقبر ما بين جارا ونهر وابشبلى وتولى الخلافة من بعده مجموعة من سبعة أئمة من قبائل محلية مختلفة دأبوا على زيارة ضريح الشيخ نور حسين. وقبل حوالي ٣٨٠ عاما رأى الشيخ محمد تلماتلمو فى هرر وهو من اصول ادرية وبكرية تنتسب الى الصحابى ابى بكر الصديق رؤية منامية بالشيخ نور حسين يأمره الذهاب إلى قرية درى وتعميرها فتردد الشيخ محمد تلماتلمو وخشى من آثار المجاعة وتغلب الأئمة السبعة فطمأنه الشيخ حسين بتبعية الأئمة له وبالذرية الصالحة.
فذهب الشيخ محمد تلماتلمو إلى درى فرحب به الأئمة ونصبوه إماما لهم. فبنى قبة للشيخ وملحقاتها من أروقة الدراسة للطلبه وللزوار وجدد بناء المسجد وشرع فى تعليم القران وأحكام الدين والدعوة له. اندثرت حاليا الدراسة واصبح المكان مزارا للتبرك حيث يتوافد عليه الزوار من حين لآخر وتقام حولية سنوية فى يوم عرفه ياتى إليها الالاف من المحبين واهل الطرق الصوفية من كل أرجاء اثيوبيا.
وحينما زرت المقام قبل حوالى ١٥ عاما خلت كان يتولى استقبال الزوار عبدالناصر احمد عبدالرحمن عبدالقادر أشفى عبدالله محمد تلماتلمو.
يسكن القرية عندما زرتها حوالى سبعة آلاف نسمة مسلمون معظمهم من أحفاد الشيخ محمد تلماتلمو ويشتغلون بالزراعة المطرية فى الأراضي الجبلية من حولهم. والطرق المعبدة والغير مسفلته الى القرية جيدة وهنالك طريق معبد يربطها بمدينة هرر. والقرية قد دخلتها خدمات الهاتف الجوال والإنترنت واكثر ما تحتاج القرية ومحضرة الشيخ نور حسين الى مصفاة ومطهرة لمياه الشرب الراكدة فى بركة الماء بالإضافة الى حماية دائمة للضريح من تهديدات الوهابية بتدميره وخاصة وانهم قد تمكنوا من تدمير حوالى ٣٢ مزار وضريح فى منطقة بالى خلال العقد الفائت. وندعوا ونتوجه بالنداء لكل الطرق الصوفية وخاصة السادة اهل الطريقة الأحمدية الرفاعية فى كل مكان بالعالم بالانتباه والاهتمام بهذا الصرح الصوفى الهام وأحياه بالذكر والأوراد والتربية الشرعية والصوفية ليظل منارة للدعوة الحسنى الى الله بالله وفى الله.
،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،
أقرا أيضا : من أرشيف دفتر تجوال ورحلات ابن شداد الحجارى فى بعض بلاد شرق افريقى – الراصد الاثيوبي – ETHIO MONITOR